أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت تطلع بلاده لتعزيز روابط الشراكة والصداقة التاريخية مع العالم العربي لا سيما بعد الخروج رسميا من الاتحاد الأوروبي العام المقبل.
وخلال كلمة ألقاها هانت على هامش حفل عشاء أقامه السفراء العرب المعتمدون في المملكة المتحدة مساء أمس على هامش أعمال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم بحضور عدد كبير من النواب والسياسيين البريطانيين، أضاف هانت ان بريطانيا تتطلع لتعزيز علاقاتها التجارية مع جميع الدول بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي بما فيها الدول العربية، معربا عن تطلع بلاده لنقل هذه العلاقات الى مستويات أرحب.
وذكر إن بريطانيا تدرك جيدا حجم التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا ان الحكومة البريطانية ترى أنه من مسؤولياتها عمل كل ما في وسعها للمساعدة في إحلال السلام في المناطق المتعددة التي تشهد حاليا أزمات.
ورأى هانت ان بلاده قادرة وترغب في لعب دور بناء لمساعدة شركائها في الشرق الأوسط في تحقيق ما تصبو اليه المنطقة من سلام ونمو اقتصادي وما من شأنه ان يحقق تطلعات الشعوب.
وأوضح في هذا الشأن أنه يجري مشاورات متواصلة مع زميله في الحكومة المعني بشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أليستر بيرت لرسم دور بريطاني إيجابي في الشرق الأوسط.
من جانب آخر، أشاد هانت بدور عميد السلك الديبلوماسي سفير دولة الكويت لدى بريطانيا خالد الدويسان في إثراء العمل الديبلوماسي، واصفا إياه بأنه “كنز وطني لدولة الكويت” ويؤدي دورا مهما في خدمة قضايا بلاده والعالم العربي.
من جهته، قال السفير الدويسان إن حفل العشاء السنوي الذي يقيمه السفراء العرب على هامش مؤتمر حزب المحافظين يعد “مناسبة هامة” لعرض وجهات نظر ممثلي الدول العربية للقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك مع بريطانيا وفي مقدمتها قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية الاخرى.
وأعرب الدويسان في تصريح عن شكر وتقدير السفراء العرب للحكومة البريطانية على “مواقفها المشرفة الأخيرة” الخاصة بعدم اتفاقها مع قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها الى القدس.
ولفت الدويسان الى أن موقف الحكومة البريطانية محل تقدير من الجانب العربي، داعيا الحكومة البريطانية للعب دور اكبر وفعال لحل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على حل الدولتين.
من جانبه، أكد السفير الفلسطيني الجديد لدى المملكة المتحدة حسام زلمط أن بريطانيا بإمكانها لعب دور ريادي في سبيل تحقيق السلام الذي نتطلع اليه جميعا.
وقال إن بريطانيا تؤمن بمشروع حل الدولتين القائم على حدود عام 1967 فضلا عن كونها استثمرت سنوات طويلة لتحقيق هذه الرؤية ولا سيما من خلال دعم قطاعي الصحة والتعليم الفلسطينيين.
وأشار الى أن “بريطانيا وقفت مع المجتمع الدولي الداعم لمشروع حل الدولتين الذي يواجه معارضة من جانب بعض الدول”، مبينا أنها حافظت ايضا على موقفها من قضية القدس ورفضت نقل سفارتها من تل ابيب.
وتابع إن بريطانيا اظهرت أخيرا مدى التزامها بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (اونروا) من خلال مضاعفة مساهماتها فيها.
وقال ان “هذا يظهر التزاما وقيادة من جانب الحكومة البريطانية في الوقت الذي نحن فيه بحاجة ماسة الى قيادة لمواجهة الفوضى المحيطة بنا”.
وقال إن بريطانيا بإمكانها قيادة المجتمع الدولي والنظام العالمي نحو السلام والعدالة، موضحا أن هناك إرادة وتصميما عالميين لدعم هذا التوجه.
وشدد على أن الفلسطينيين سيواصلون من جانبهم مسيرة البحث عن السلام والعدالة بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة.