على خطى الحكمة القائلة: «من رحم الألم يولد الأمل والإبداع»، سارت فاطمة السلمان، وهي أول صحافية كفيفة متدرّبة في وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، متحدية إعاقتها البصرية لتحقّق طموحها في مهنة البحث عن المتاعب.
وتحدثت السلمان عن تجربتها الإعلامية في التقديم التلفزيوني في تلفزيون الكويت والعمل الصحافي في «كونا» ضمن البرنامج التدريبي لتأهيل الطلبة الجامعيين، لافتة إلى التحقيق الصحافي الذي أجرته خلال فترة التدريب عن «توظيف ذوي الإعاقة»، الذي تناقله كثير من الصحف.
وأعربت عن سعادتها لخوض التجربة، حيث استطاعت أن تكتسب من خلالها كثيراً من المهارات الصحافية، إلى جانب فن التعامل مع المصادر والزملاء والالتزام في العمل، موضحة أن ردود الأفعال كانت مُرضية، ولمست التشجيع والدعم من الكثيرين لمواصلة التجربة.
تحديات العمل
وعن آلية تعاملها مع الحدث الصحافي والمعينات التي تستخدمها، أوضحت السلمان أنها تستخدم جهازا خاصّا بالمكفوفين، يعتمد على طريقة «برايل» للقراءة والكتابة، إضافة إلى البريد الإلكتروني، وغير ذلك من وسائل التكنولوجيا، لتسهيل التعامل مع أي مادة أو حدث وإرساله أو استقباله.
ولَم تنس دعم أسرتها على تجاوز إعاقتها البصرية التي أصيبت بها منذ الولادة، وجهودهم في غرس قيم الانفتاح على المجتمع والثقة بالنفس وتقبّل وجهات نظر الآخرين، وحرصهم الدائم على تنمية مواهبها وصقلها.
وقالت السلمان بخصوص التحديات التي تواجه المكفوفين: ان هناك شريحة في المجتمع ما زالت غير متقبّلة لفكرة دخول الكفيف مجال الإعلام، لكونه يتطلب مشاهدة وحركة وكثيراً من المهارات الفنية، التي يعتقد البعض أن الكفيف لا يمتلكها، ولن يتمكن من إتقان فنون التعامل معها، وهذا غير صحيح في ضوء الوعي والتطور التكنولوجي.
وأشارت إلى اختلاف نظرة المجتمع تجاه توظيف ذوي الإعاقة، حيث رأت أن المجتمع بحاجة إلى التوعية لاستيعاب وجود الموظف ذي الإعاقة في سوق العمل، معتبرة أن الدور التوعوي يقع على عاتق الجهات المختصة بمجال ذوي الإعاقة والناشطين وجمعيات النفع العام، مستعينين على ذلك بالوسائل العديدة؛ مثل وسائل التواصل الاجتماعي.