بينما اعتبر نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن حجم وعمق العلاقات الأخوية بين الكويت والسعودية كفيلان باستيعاب أي قضية تتعلق بمصلحة البلدين العليا، وصف الجارالله النتائج التي أثمرتها زيارة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان إلى البلاد مؤخراً بأنها إيجابية، وأكدت حرص البلدين على علاقتهما الوطيدة والأخوية التي تحكمها مصالح واعتبارات مشتركة.
وقال الجارالله على هامش مشاركته في احتفال السفارة الأسبانية بالعيد الوطني أول من أمس إن المباحثات في تلك الزيارة تناولت ملف المنطقة المقسومة بين البلدين ومناقشة الاختلاف المتعلق بها بكل صراحة وشفافية.
الأزمة الخليجية
وأضاف أنه «جرى التأكيد على رؤانا لحسم القضايا المتعلقة بما يحقق مصالحنا العليا المشروعة، ونتطلع أن نتمكن مع الاشقاء في المملكة من طي صفحة هذا الخلاف الذي امتد لسنوات عديدة بما يحقق المصالح العليا لبلدينا».
وعما إذا كانت زيارة ولي العهد السعودي تناولت ملف الأزمة الخليجية قال الجارالله: «عندما تكون مثل هذه الزيارات لا بد من التطرق إلى كل الملفات الساخنة ومنها الأزمة الخليجية»، واصفاً الزيارة بالمهمة.
وتابع: «عندما تكون القيادتان الكويتية والسعودية في لقاء وتواصل وبحث للملفات الساخنة في المنطقة فمن الطبيعي أن تكون الأزمة الخليجية ضمن هذه المباحثات».
وعن حدوث اتفاق لحل الأزمة أجاب الجارالله بقوله: «ليس هناك أي اتفاق أو أي شيء محدد يمكن أن يقال إنه اتفاق لكن نقول إنه جرى بحثها وأبدى الجانبان رأيهما في هذه الأزمة وتطلعهما لطيها».
الناتو العربي
وتطرق الجارالله إلى ما يسمى بالناتو العربي، وقال هو مقترح قدمته الولايات المتحدة الأميركية لإنشاء تحالف يهدف إلى حماية مصالح المنطقة.
وأوضح أن هذا التحالف يشمل مستويات عدة كالجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية لحماية مصالح المنطقة ويتألف من دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى مصر والأردن.
وقال: «رحبنا منذ البداية بهذه الفكرة، ونعتقد أننا نحتاج مثل هذه التحالفات في ظل التحديات التي تواجهنا ونحتاج مثل هذا التكتل القادر على مواجهة هذه التحديات».
وحول القراءات التي تقول إن هذا التحالف موجه فقط ضد إيران قال الجارالله: «إنها قراءات خاطئة»، مؤكداً «أن التحالف المقترح يهدف إلى مواجهة جملة من التحديات في المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب وليس الحديث عن إيران فقط».
علاقات ممتازة
وعودة إلى الحفل شدد الجارالله على عمق العلاقات الكويتية – الأسبانية ووصفها بالممتازة، لافتاً إلى حرص الكويت على دعم وتعزيز هذه العلاقات.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الحفل الذي اقامته السفارة الاسبانية بمناسبة العيد الوطني، مهنئاً الاصدقاء بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مشيراً الى تزايد اعداد الكويتيين الذين يزورون اسبانيا سنوياً كدليل على التقارب الشعبي بين البلدين والترحاب والحفاوة والتسهيلات التي تقدمها اسبانيا للسائحين الكويتيين.
وختم الجارالله بقوله: «اننا نتطلع الى تعزيز التعاون بين البلدين ومزيد من المصالح المشتركة بينهما»، مستذكراً بكل اعتزاز المواقف المشرفة لأسبانيا ونصرتها للحق الكويتي ابان فترة الغزو العراقي الغاشم لأراضيها.
التقارب الكويتي – التركي
سئل الجارالله عما إذا كان التقارب الكويتي – التركي قد يؤثر في علاقة الكويت بالسعودية فرد قائلا: «إن الكويت تحرص على علاقات وطيدة واخوية مع السعودية وبالتالي علاقاتنا تحكمها مصالح واعتبارات كثيرة، ولا أعتقد ولا أتصور أنه إذا كان هناك تقارب كويتي تركي سيؤثر في العلاقة الكويتية السعودية أو أي علاقة أخرى».
التعاون مع ألمانيا
بخصوص التعاون مع ألمانيا في مجلس الأمن بعد حصول الكويت على مقعد غير دائم قال الجارالله: «إن التنسيق مع الدول الاعضاء في مجلس الأمن متواصل ونحرص من جانبنا عليه لتفعيل دور المجلس وتمكيننا من أن نؤدي شيئاً ونضيف شيئاً إلى هذا المجلس».
تفعيل ما اتفق عليه في زيارة الأمير للصين
كشف الجارالله أن الكويت بصدد تفعيل ما اتفق عليه أثناء زيارة سمو أمير البلاد الأخيرة إلى الصين، مشيرا إلى أن هناك اجتماعات واتصالات بهذا الشأن.
وقال: «هناك مذكرة تفاهم على وشك التوقيع بين جهاز تطوير مدينة الحرير والسلطات الصينية المسؤولة عن التعامل مع هذا الجهاز وبالتالي فنحن نسير بخطوات ثابتة ونتقدم بشكل إيجابي لتفعيل الاتفاقيات الموقعة خلال زيارة سمو الأمير إلى الصين».
ملاحقة مرتكبي النصب العقاري
حول وقوع ضحايا للنصب العقاري في بعض الدول أعرب الجارالله عن أسفه لمثل هذه الظاهرة التي راح ضحيتها العديد من المواطنين، وقال: «تحركنا منذ فترة لتشكيل لجنة ساهمنا فيها برئاسة وزارة التجارة وسيكون لوزارة الخارجية دور من خلال سفاراتها بالخارج لمتابعة وملاحقة من قاموا بعمليات النصب والاحتيال على المواطنين».
ومضى الجارالله قائلا: «نبهنا ووضعنا ضوابط للعديد من المعارض التي تقام بالكويت لتكون فيها أحكام وضبط لما يعرض خلالها على المواطنين فقد تكون هناك عروض وهمية ولذلك سعينا من خلال هذه الضوابط للحد من هذه العروض الوهمية ومن عمليات الاحتيال التي جرت في معارض عديدة في سنوات ماضية».
تواجد عسكري بريطاني
رداً على سؤال حول التواجد العسكري البريطاني في الكويت قال الجارالله: «هناك اتفاقية دفاعية وقعت بين البلدين، وبالتالي فتواجد قوات بريطانية في البلاد شيء طبيعي وفي إطار هذه الاتفاقيات، وهو أمر مرحب به من قبل بريطانيا».
المشاورات السياسية مع روسيا خلال شهرين
في ما يتعلق بموعد انعقاد لجنة المشاورات السياسية الروسية الكويتية قال الجارالله: «إن المشاورات السياسية مع روسيا ليست متوقفة، وهناك اتصالات مع أصدقائنا في روسيا، واقترحتا موعدا من جانبنا لعقدها وهناك اتصال معهم لتحديده لعقد هذه المشاورات قبل نهاية العام الحالي في الكويت».
دعم «الأونروا» مبدأ إنساني
تطرَّق الجارالله إلى الدعم الذي قدمته الكويت للأونروا قائلاً إنه جاء من منطلق مسؤوليات الكويت الإنسانية ودورها الإنساني وتكريسها لهذا الدور ازاء ما يواجهه اشقاؤنا الفلسطينيون من أوضاع صعبة في التدريس والمعيشة وظروفهم الحياتية التي استدعت أن تتحرك الكويت امام العجز الواضح للاونروا في تمويل برامجها الخاصة باللاجئين.
وأضاف «تحركنا وساهمنا بمبلغ ٤٢ مليون دولار إضافة إلى مساهمتنا السنوية، واعتقد ان تجاوب العديد من الدول لاحتياج الانوروا كان جيدا وفعالا، وأسهم في تمكين المنظمة من مواصلة دورها الحيوي والمهم على صعيد الأوضاع الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني».