إذا كان طفلك يعاني من الارتجاع المعدي المريئي الشائع الذي يثير قلق عدد كبير من الأهالي، لا بد من تحديد نوع ذلك الارتجاع في المقام الأول لأن العلاج يختلف من حالة إلى أخرى.
يتقيّأ سليم البالغ من العمر 6 أشهر جزءاً كبيراً من محتوى زجاجة الحليب. تتكرّر معه هذه الحادثة حتى ست مرات في اليوم. في حالة مماثلة، من الأفضل أن تأخذي موعداً من طبيب الأطفال للتأكد من ارتباط وضعه بالارتجاع المعدي المريئي الشهير.
معظم الحالات طبيعية!
الارتجاع المعدي المريئي مشكلة شائعة جداً بين الأطفال الرضع. في %60 من الحالات، يكون الارتجاع فيزيولوجياً بطبيعته، ما يعني أنه وضع طبيعي للغاية. لا يعمل الصمام الواقع بين المريء والمعدة بشكل مثالي بعد في هذه المرحلة. وبما أن غذاء الطفل يكون سائلاً، من الطبيعي أن يتصاعد فائض منه. إذا كان الطفل يتقيأ كثيراً لكنّ صحته جيدة ولا يواجه أي مشاكل، لا داعي كي يقلق الأهل لأن الطفل ينمو خلال هذه الفترة أكثر من أي مرحلة أخرى من حياته، لذا سيتقيأ أي كمية فائضة بالنسبة إلى وزنه الضئيل. يكون شرب زجاجة الحليب من جانب الطفل موازياً نسبياً لابتلاع ليترين ونصف من الحليب الصافي من جانب الراشدين! من الطبيعي إذاً أن يتقيأ جزءاً من هذه الكمية! لا تكون هذه المشكلة طبية بأي شكل بل تهدف بكل بساطة إلى تنظيف المعدة. لكن إذا كان الطفل يحتاج إلى علاج فعلي، يمكن أن يوصي الطبيب بحليب مضاد للارتجاع.
الارتجاع “المَرَضي” يحتاج إلى علاج
يصيب الارتجاع المَرَضي بين 10 و%15 من الأطفال. يختلف الوضع في هذه الظروف.
بالإضافة إلى الارتجاع، يشعر الطفل بالألم لأن الحموضة تحرق المريء حين تصعد نحوه، فيبكي ويشعر بالتوعك وقد يصاب بالتهابات في الأنف والأذن والحنجرة. في هذه الحالة، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أو يلجأ إلى التنظير أو يقيس الرقم الهيدروجيني في الجسم للتأكد من التشخيص. لكنه يعالج المشكلة عموماً من دون الحاجة إلى تلك الفحوصات الغازية كلها.
كما أنه يستعمل العلاج الوحيد الذي يكون فاعلاً ضد الارتجاع المعدي المريئي الحقيقي: مثبطات مضخة البروتون مثل الأميبرازول (موبرال) أو الإيزوميبرازول (إينيكسيوم). بفضل هذه الأدوية، يتابع فائض الحليب الصعود نحو المريء، لكنه لا يعود حمضياً وبالتالي لن يُسبب حرقة في المريء.
تستقر الحالة تدريجاً حين يصبح غذاء الطفل أكثر صلابة. في 80 إلى %90 من حالات الارتجاع، تتلاشى الاضطرابات المَرَضية والفيزيولوجية بين الشهر الثامن عشر والرابع والعشرين.