كويت تايمز: وجّه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رداً صاعقاً للقنصل الإيراني في بروكسيل، على خلفية اتهامه السعودية برعاية الإرهاب، قائلاً له: «أيدينا ممدودة لكم. وهي ممدودة منذ 35 سنة. غير أن ما نحصل عليه بالمقابل هو قتل ديبلوماسيينا وتفجير سفاراتنا وإرهابيون يهددوننا».
وخلال محاضرة في «مركز إيغمونت البحثي» التابع لوزارة الخارجية البلجيكية في بروكسيل، بادر القنصل العام الإيراني إلى نكران علاقة بلاده بتنظيم «القاعدة» واتهام السعودية بهجمات 11 سبتمبر ودعم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فرد الجبير متسائلاً: «ألا يشير الدستور الإيراني إلى تصدير الثورة والاهتمام بالشيعة المحرومين؟ ألم تقم إيران بتأسيس (حزب الله)؟ ألم تهاجم أكثر من 12 سفارة داخل إيران في انتهاك للقوانين الدولية كافة ؟ ألم تدبر وتخطط وتنفذ هجمات سنة 1996 في مدينة الخبر ضد سكن القوات الأميركية؟ نعم فعلوا، ضابط مراقبة العملية كان آمر اللواء شريفي، ملحقكم العسكري في البحرين. صانع القنبلة كان من (حزب الله) اللبناني. المتفجرات جاءت من وادي البقاع اللبناني. القادة الثلاثة الأساسيون للعملية هربوا وعاشوا في إيران منذ ذلك الوقت».
وتابع الجبير: «ألا يعد هذا إيواء للإرهابيين؟ ألقينا القبض على أحدهم السنة الماضية في لبنان، و كان يحمل جواز سفر إيرانياً وليس سعودياً، على الرغم من أنه مواطن سعودي.ألا يعد ذلك مساعدة وتحريضاً إرهابياً تقوم به إيران؟ عندما حصلت الانفجارات في الرياض سنة 2003 كان سيف العدل في إيران إلى جانب سعد بن لادن مسؤول بروباغاندا (القاعدة) و4 أو 5 من القادة الكبار. طلبنا من إيران تسليمهم لكنها رفضت طلبنا، والبعض من هؤلاء لا يزال في إيران».
وأردف الجبير: «نحن لم نختلق هذه المعلومات، هذه حقائق معروفة. الأمر بتفجير 3 مجمعات سكنية في الرياض سنة 2003 أصدره سيف العدل، قائد عمليات (القاعدة)، وكان حينها مقيماً في إيران. لدينا تسجيل للمكالمات الهاتفية. كان رونالد ريغان يقول: الحقائق أشياء عنيدة. وهي بالفعل عنيدة، لأنه لا يمكن الالتفاف حولها؛ (حزب الله) منظمة إرهابية ومهاجمتها للسفارات أمر واضح، فالسفارات لا تفجّر نفسها بنفسها، لا بد من قيام شخص بذلك. قتل الديبلوماسيين، الديبلوماسيون لا يقتلون أنفسهم بإطلاق الرصاص على أنفسهم 3 مرات. شخص ما مسؤول عن ذلك!».
وأضاف: «العملاء الإيرانيون ارتبطوا بهجمات إرهابية في أوروبا وأميركا الجنوبية. نحن لم نختلق هذه المعلومات. هذا هو العالم وهذه هي الأدلة. لذلك أقول نعم، نتمنى ونأمل بأن تكون إيران، هذه الأمة العظيمة جاراً عظيماً لنا، لكن تحقيق ذلك يعتمد على الطرفين. إنه يتطلب الرغبة في التخلّي عن السياسات التوسّعية العدائية والعودة إلى الأعراف والسلوكيات الدولية، إذا ما أردتم من العالم أن يتعامل معكم. أيدينا ممدودة لكم، وهي ممدودة منذ 35 سنة، غير أن ما نحصل عليه بالمقابل هو قتل ديبلوماسيينا وتفجير سفاراتنا وإرهابيون يهدّدوننا، ألقينا القبض على عملاء إيرانيين في السعودية لتخطيطهم لهجمات إرهابية، وأوقفنا 4 شحنات من الأسلحة حاولت إيران تهريبها إلى الحوثيين في اليمن، ولدينا متفجرات حاولت إيران تهريبها إلى السعودية والبحرين والكويت».
وأكمل الوزير السعودي: «هذه ليست من نسج الخيال وليست لعبة أطفال، بل هي سلوكيات عدائية وغير مقبولة. إنها سلوكيات تنتهك الأعراف والقوانين الدولية كافة، ولهذا وسِمت إيران بأنها دولة راعية للإرهاب، ولهذا تُعاقب إيران بسبب دعمها للإرهاب، ليس من قبلنا بل من قبل المجتمع الدولي. فهل يعقل أن يكون العالم بأجمعه مخطئاً وأن تكون إيران على حق؟».
وختم الجبير قائلاً للقنصل العام الإيراني: «إذا أردت من المسؤول السعودي ألا يكون ناقداً لإيران فتصرف بشكل لا يعرّضك للانتقاد. وإلى الآن فقد كان تاريخكم حافلاً بالموت والدمار وعدم الاكتراث بالقانون الدولي والمبادئ الموجودة منذ ظهور الأمم، خصوصا تلك المتعلقة بالجيرة الصالحة وعدم التدخّل في شؤون الآخرين».