أكدت الكويت التزامها بمساعدة الدول الأقل نموا، في اطار إيمانها التام بخطة التنمية المستدامة 2030.
جاء ذلك في كلمة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقتها المستشار تهاني الناصر، حول الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا.
واشادت الناصر بما جاء في تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا قائلة اننا اطلعنا ببالغ الاهتمام على الشراكة الفعالة بين الأمم المتحدة والقارة الأفريقية والتي تكللت بتعزيز السلم والأمن والاستقرار فيها.
وأعربت عن املها ان تستفيد الدول الافريقية من التقرير المقدم من الأمين العام للأمم المتحدة للعمل بشكل حثيث على دعم التنمية والاستقرار في هذه القارة.
وأشارت الى ان ذلك يساهم بدوره في معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والإنمائية التي تواجهها هذه القارة للوصول الى تنفيذ فعال لخطة التنمية المستدامة 2030 التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضافت الناصر انه في إطار استعراض الأمين العام التطورات التي قامت بها الأمم المتحدة مع الاتحاد الافريقي فإن الكويت تؤيد الإجراءات المتخذة كافة لتعزيز التنمية المستدامة في افريقيا وجميع إجراءات تعزيز التعاون مع القارة الافريقية من خلال الاتحاد الافريقي.
دعم التنمية
وأشارت الى أهمية الاتفاق الموقع بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي العام الماضي لما يمثله من ركيزة أساسية لدعم التنمية في هذه القارة.
واشادت الناصر بالإنجازات التي حققتها الدول الافريقية في مجال التنمية ودعم جميع الجهود المشتركة بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي الخاصة بوضع استراتيجية مشتركة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 وخطة التنمية الأفريقية الصادرة عن الاتحاد الافريقي 2063.
وأشارت الى ان الخطة تم الإعلان عنها خلال انعقاد مؤتمر القمة الافريقي في يناير الماضي حيث يهدف هذا الاطار لتسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة في افريقيا ودمج الخطتين الأممية والافريقية في خطة واحدة لضمان التنفيذ الفعال والإسهام في تحقيق تحول هيكلي مستدام بيئيا متمحور حول الإنسان في افريقيا.
وأكدت أهمية ايجاد الحلول للكثير من النزاعات وعدم الاستقرار الذي يعصف بأماكن متفرقة في هذه القارة من خلال التعاون ودعم عمليات حفظ السلام العاملة في مناطق عدة في افريقيا ودعم عمليات السلام الافريقية.
ودعت الناصر الى دعم قطاع الأمن والشرطة في بعض الدول الافريقية لتحسين حماية المدنيين العزل من أي انتهاكات يتعرضون لها.
وأشارت الى أهمية تعزيز حالة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للجميع وجميع السياسات المتعلقة بالسلوك والانضباط في مجال الاستغلال والانتهاك الجنسيين من أجل عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الافريقي.
علاقات تاريخية
وأكدت الناصر ان الكويت تعتز بعلاقاتها التاريخية مع دول القارة الافريقية وتتمتع بعضوية الاتحاد الافريقي بصفة مراقب حيث استضافت في عام 2013 القمة العربية الافريقية الثالثة تحت شعار (شركاء في التنمية والاستثمار).
وأوضحت انه تم خلال القمة الإعلان عن مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتقديم قروض ميسرة للدول الافريقية غير العربية على مدى خمس سنوات عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأشارت الى اعلان الكويت خلال القمة عن استثمار مبلغ مليار دولار أمريكي عبر الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع البنك الدولي والمؤسسات التابعة له والصندوق الصيني للتنمية الأفريقية وذلك للاستثمار في البنى التحتية في افريقيا.
وبينت الناصر ان الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الذي أنشئ منذ أكثر من 56 عاما ساهم بشكل فاعل في دعم جهود التنمية المستدامة في الكثير من دول العالم وعلى رأسها القارة الافريقية.
وذكرت ان الصندوق الكويتي يتعاون مع حوالي 42 دولة افريقية وأن من أكثر القطاعات التي يركز عليها الصندوق قطاع الطرق حيث تنوعت المشاريع الإنمائية بين قروض ميسرة ومنح أخرى غير مستردة من الصندوق الكويتي والحكومة الكويتية مشيرة الى ان الصندوق قدم 312 قرضا ميسرا خلال السنة المالية (2017 / 2018).
وأفادت الناصر بأن الكويت شاركت من خلال الصندوق بشكل فعال في المبادرة الخاصة بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون التي تم إطلاقها عام 1996 من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأضافت ان الكويت شاركت أيضا في المبادرة المتعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون مشيرة الى مساهمة الصندوق في إعادة جدولة قروضه تجاه هذه الدول وقيامه بتطبيق اتفاقيات تخفيض عبء الديون على 27 دولة في افريقيا.