أطلق السياسي الأميركي تيم ميلر، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، شركة للعلاقات العامة تحت اسم Definers Public Relations في العام الماضي، وارتبطت أنشطتها بمواقع تواصل اجتماعي بشكل سري، وتناولت «نيويورك تايمز» في تقرير مدى تسبب هذه الشركة في توريط «فيسبوك» وغيرها في فضيحة سياسية.
رأى البعض أن ميلر وصل بشركته في اللحظة المناسبة التي بدأت فيها الأصوات تتعالى من جانب ساسة ومشرعين متسائلين عن نوايا شركات التكنولوجيا الكبرى، لا سيما «فيسبوك» ونظيراتها.
حملات دعائية مريبة
توسعت «ديفاينرز» سريعاً في أنشطتها وسط شركات من قطاعات مختلفة من بينها «ليفت» و«لايم» و«فيسبوك» و«كوالكوم» – التي دخلت في نزاع مع «أبل» – وأبرم ميلر اتفاقيات سرية مع تلك الشركات.
وأفاد موظفون سابقون في «ديفاينرز» أن الشركة عملت على الترويج لفكرة أن المدير التنفيذي لـ «أبل» تيموثي كوك مرشح محتمل للرئاسة الأميركية عام 2020.
ووصف مراقبون هذا النوع من حملات الدعايا العامة بغير النظيفة، كما أن هذه الشركات انخرطت كثيرا داخل «وادي السليكون».
بالعودة إلى «فيسبوك»، قرر المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ الأسبوع الماضي فسخ التعاقد مع «ديفاينرز»، بعد أن فصلت «نيويورك تايمز» الأنشطة التي تنفذها الشركة لمصلحة موقع التواصل الاجتماعي.
وشجعت «ديفاينرز» صحافيين على كتابة مقالات بشأن الروابط المالية بين النشطاء المناهضين لـ «فيسبوك» ورجل الأعمال والمستثمر الشهير جورج سوروس.
لعبت استراتيجية «ديفاينرز» دوراً مهماً في ممارسة ضغوط على شركات لمصلحة أخرى كما فعلت مع «كوالكوم» ضد «أبل»، وكشف عن ذلك بشكل مفصل موظفون سابقون لدى شركة العلاقات العامة، ولكن هذا الأمر ليس بجديد، فهناك الكثير من الشركات تشجع على إطلاق حملات ضد منافساتها.
قادت «مايكروسوفت» حملة ضد «غوغل» متهمة الأخيرة بخرق خصوصية المستخدمين، كما نُشرت إعلانات تقول إن محرك البحث الإلكتروني اطلع على رسائل البريد الإلكتروني للمستخدمين بين عامي 2012 و2014.
ورد أحد مسؤولي «ديفاينرز» على تقرير «نيويورك تايمز» بأن الشركة لا تنفذ أي أنشطة تخالف ما تقوم به شركات العلاقات العامة الأخرى يوميا في صناعات مختلفة.
«أبل».. جورج سوروس
قدمت «ديفاينرز» خدمات أيضا لشركات في قطاع الطاقة، وفي نفس الوقت لمصلحة وكالة حماية البيئة التي أنهت عقدها معها العام الماضي.
ومن أجل الترويج لأنشطة عميل لديها ومهاجمة مصالح عميل منافس، تستخدم «ديفاينرز» شبكة «إن تي كيه» الإعلامية التي تعد شريكتها في أنشطتها الدعائية.
وتدير «ديفاينرز» شبكة «إن تي كيه» – وهي عبارة عن منصة إعلامية تستهدف الشخصيات والكيانات المؤثرة في واشنطن العاصمة – ويمكنها إطلاق حملات إخبارية سواء لمصلحة أو ضد من تبرم تعاقدات معها.
نشرت «إن تي كيه» هذا العام 57 مقالاً على الأقل ينتقد «أبل» ومديرها التنفيذي، وتحدثت بعض المقالات عن قضايا ونزاعات قانونية بين الشركة المصنعة لـ «أيفون» والأخرى المصنعة للرقائق الإلكترونية «كوالكوم».
وتحدثت مقالات أخرى عن تباطؤ وضعف منتجات «أبل»، على رأسها «آيفون»، وكان ذلك مع النسخة «آيفون 8».
ولم يقتصر الأمر على «إن تي كيه»، بل استخدمت «ديفاينرز» شبكات ومنصات إعلامية أخرى لتحقيق أهدافها وتعاقداتها الدعائية، فقد كتب ميلر مقالاً في يوليو عام 2017 اتهم فيه كوك بالكذب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن بناء مصانع لـ «أبل» في الولايات المتحدة.
أما بالنسبة إلى «فيسبوك»، فقد أفاد مديرها المسؤول عن الاتصالات إليوت شراج بأن الشركة تعاقدت مع «ديفاينرز» للتحقيق فيما إذا كان جورج سوروس لديه حوافز مالية لانتقاد موقع التواصل الاجتماعي من عدمه.