الناهض: الرقمنة لا يمكن أن تحل محل البنوك ولكنها تلعب دوراً رئيسياً بالتعاملات المصرفية

20181202175310919

أشار الرئيس التنفيذي للمجموعة في بيت التمويل الكويتي «بيتك»، مازن سعد الناهض، إلى أن الابتكار يمثل عاملاً فعالاً في تنفيذ إستراتيجية البنك، لا سيما وأنه كان من أوائل البنوك التي تتبنى التحول الرقمي، وتسعى إلى تعزيز أنظمتها من خلال نشر حلول مبتكرة، وتقديم منتجات وخدمات عالمية المستوى في بيئة سهلة الاستخدام.
وقال الناهض في كلمة ألقاها أثناء مشاركته في مؤتمر الاستثمار في الكويت الذي انعقد في سيليكون فالي- سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، تحت عنوان «الاستثمار في الكويت- استكشاف الفرص في اقتصاد متغير»، إن التطورات السريعة الأخيرة وتغلغل التكنولوجيا المتزايد في الصناعة المصرفية، تعد دليلاً على تطور الخدمات المالية وتغيرها نحو الأفضل.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تساعد البنوك في معرفة عملائها على نحو أفضل، وتوقع احتياجاتهم، وتقديم المنتجات والخدمات الأكثر ملاءمة لمتطلباتهم الشخصية، مؤكداً أن الرقمنة لا يمكن أن تحل محل البنوك، ولكنها تلعب دوراً رئيسياً في التعاملات البنكية وحلول الدفع.
وأوضح أنه من أجل تحقيق رؤية الكويت لعام 2035، يقع على عاتق القطاع المصرفي، ككل، المساعدة في تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري عالمي، من خلال حشد الطاقات والمهارات الكويتية الشابة والمتعلمة تعليماً عالياً، بحيث يصبح مساهماً حيوياً في تحقيق هذه الرؤية.
ولفت الناهض إلى أن الخبرة المصرفية اليوم مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل عقد من الزمن، منوهاً بأن التجربة المصرفية للعملاء تشهد تحولاً كبيراً بفضل التطور السريع الناتج عن تبني التكنولوجيا والابتكار، ما يجعل العمليات المصرفية وخدمات البنوك تتم بشكل أسرع وأبسط وأكثر أماناً.
وأضاف الناهض أن التكنولوجيا الرقمية لم تعد تطرق باب قطاع التمويل والصناعة المصرفية فحسب، بل ساهمت بتحول كامل في الصناعة المصرفية والحياة اليومية على حد سواء، مع بروز منصات وأدوات تكنولوجّية مالية جديدة وأخذت تساهم في تغيير خارطة الطريق المصرفية.
وأفاد أن شركات الـ«FinTech» تهدف إلى توفير الخدمات المالية، من خلال استخدام البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة في كافة النواحي وأنواع الوظائف.
وبين أنه في السابق، كانت خدمات الـ«FinTech» تتعلق بوظائف الـ«Back Office»، عبر تسخير البرمجيات لمساعدة موظفي البنوك على التعامل مع الحسابات، وتنفيذ المعاملات، وإدارة قواعد بيانات العملاء، وما إلى ذلك. وذكر أن هذه الشركات تؤدي غرضاً آخر، ألا وهو تحويل طريقة عمل البنوك، إذ إن كل معاملة رقمية، سواء كانت صرف عملات أجنبية أو تحويلات مالية أو استثمارات أو تسوق عبر الإنترنت، باتت في متناول اليد بفضل تقنية الـ«FinTech».

صناديق تكنولوجيا
ونوه بأن مجموعة «بيتك» عبر ذراعها الاستثمارية «بيتك – كابيتال»، تملك صناديق تستثمر في التكنولوجيا كجزء من أصولها المدارة، ومن بينها صندوق «KISP Ventures»، وهو عبارة عن صندوق رأسمال استثماري متوافق مع الشريعة الإسلامية بقيمة 35 مليون دولار، يستثمر في شركات التكنولوجيا الناشئة في مراحلها الأولى، عبر مختلف القطاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف انه وكسائر التقنيات الجديدة، يمكن اعتبار «FinTech» تهديداً وفرصة في الآن معاً، فمن ناحية يمكن أن تؤثر شركات التكنولوجيا المالية على بعض تدفقات الإيرادات التي قد تولدها البنوك، ولكنها بالمقابل توفر العديد من المزايا، من خلال رصد القدرات والتقنيات الرقمية الناشئة، وهو ما يدفع البنوك في المنطقة نحو إعادة تصميم منتجاتها وخدماتها بطريقة أفضل وأكثر ابتكارية، وتحسين التكلفة، وتقليص المخاطر، وزيادة الكفاءة.
كما أكد الناهض أن الأرقام تبشر بمستقبل واعد على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يُقدَّر حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحالي في المنطقة بملياري دولار، متوقعاً أن يشهد نمواً سنوياً قدره 125 مليون دولار بحلول عام 2022.
وأضاف أنه في الوقت نفسه، تهيمن شركات التكنولوجيا المالية الخليجية، على حصة تساوي 7 في المئة، من جميع أنشطة أعمال شركات الـ(FinTech) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وها هي تجني ثمار توفير خدماتها لجيل الألفية الذي بات أكثر اتصالاً بالعالم مقارنة بالماضي.
وأفاد أنه علاوة على ذلك، وعلى مدى السنوات الماضية، ارتفع حجم الاستثمار في شركات الـ(FinTech) الناشئة بشكل مطرد في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك أكثر من 100 شركة «FinTech» ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعمل في قطاعات عدة متنوعة مثل بوابات الدفع الإلكتروني، والخدمات المصرفية الرقمية، والتمويل الجماعي Crowd) Funding)، والعملات الرقمية، وإدارة الثروات.

التمويل الإسلامي
وعلى صعيد القطاع المصرفي، أشار الناهض إلى أن اختراق خدمات الـ«FinTech» للتمويل الإسلامي ما زال في مهده، عدا عن وجود إمكانات كبيرة أمام انتشار التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي في الصيرفة الإسلامية، مبيناً أنه من وجهة نظر العميل، تلبي خدمات «FinTech» الاحتياجات الفردية، مع تحسين التجربة المصرفية للعميل بتكلفة أقل ووصول أسهل لها عبر الإنترنت والموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر الناهض أن أبرز التأثيرات المحتملة لشركات التكنولوجيا المالية على صناعة التمويل الإسلامي، قد تكون من خلال زيادة رقعة انتشار الخدمات المالية الإسلامية كبديل عن التمويل التقليدي، لا سيما في النواحي الجديدة التي لم تطرقها الصناعة المالية الإسلامية من قبل، وتوحيد معايير القواعد والتنظيمات التي تتباين حالياً بين الدول.
وأضاف أن «بيتك» أطلق العديد من الخدمات المالية الرقمية المبتكرة، بحيث أطلق خدمة «الشات بوت» (Chatbot) على أبرز منصاته سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو الهاتف المحمول، منوهاً بأنها متاحة للعملاء على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وهو ما يحسن الخدمات الخاصة لعملاء الألفية.
وذكر أن «بيتك» نجح بتنفيذ برنامج روبوت للعمليات التشغيلية (RPA)، لتبسيط العمليات الداخلية المتعلقة بعمليات تمويل العملاء، بهدف زيادة الكفاءة وتوفير الوقت، كما أطلق خدمة «XTM» التي توفر للعملاء تجربة فريدة من نوعها في الخدمات المصرفية الذاتية، وخدمة «KFH Xpress» لعمليات التحويلات المالية الفورية، وعمليات السحب النقدي بدون بطاقة باستخدام «Code QR» أو رقم الهاتف المحمول، أو ببساطة باستخدام البطاقة المدنية الخاصة بالعميل.
ولفت إلى أن خدمة «KFH-Wallet» تتيح للعملاء اضافة بطاقات بنكية محددة على هواتفهم المحمولة، في وقت وقّع «بيتك» اتفاقية للانضمام إلى شبكة شركة «RippleNet» للدفع الفوري عبر الحدود، باستخدام تقنية البلوك تشين.
وبيّن أن البنك ينفذ خدمة «SKIPLINO» وهو عبارة عن نظام انتظار وحجز عن بُعد، لتحسين تجربة العملاء أثناء زيارتهم لأي من فروع «بيتك»، منوهاً بإطلاق الفرع الذكي الاول من نوعه في الكويت «KFH Go»، والذي يوفر خدمات مصرفية عصرية ومتكاملة للعملاء على مدار الساعة.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.