قال البنك الدولي امس، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بحاجة إلى توفير 300 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2050.
جاء ذلك على لسان نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال افريقيا، فريد بلحاج على هامش مؤتمر يعقده البنك في تونس.
ودعا الحاج إلى ضرورة استغلال الموارد البشرية عبر إصلاح التعليم ومواكبة قطار التقدم ودعم الكفاءات والقطاع الخاص.
وتشهد تونس فعاليات مؤتمر يعقده البنك الدولي بعنوان «الاستثمار في رأس المال البشري لمستقبل افضل للمنطقة»، وعرض خلاله تقريرين حول التنمية في العالم سنة 2019، والتعليم في المنطقة.
وقال بلحاج: «يجب على كل بلدان المنطقة خلق 10 ملايين فرصة عمل كل سنة عبر فتح المجال أمام القطاع الخاص باعتباره محرك الاقتصاد (..) فالدولة تساند وتدعم ولكنها غير قادرة على توفير كل فرص العمل».
ودعا تقرير البنك الدولي «التنمية في العالم لسنة 2019» الى ضرورة ان تستثمر بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط في رأس المال البشري، لا سيما تعليم الطفولة المبكرة وتعزيز الحماية الاجتماعية، وخلق حيز بالموازنة لتحقيق ذلك.
وقال البنك الدولي في وقت سابق: «ما لم تتحرك الحكومات (في المنطقة) الآن، وتستثمر في التعليم الجيد، وتعمل على تحسين عملية التعلم، فإن كثيراً من هؤلاء الشباب سيواجهون حياة مملوءة بالاحباط وخيبة الأمل، وما لذلك من آثار وتداعيات لا على المنطقة وحدها، وإنما أيضاً على العالم».
منطقة غنية بالموارد
من جانبه، قال وزير الاستثمار والتنمية والتعاون الدولي التونسي زياد العذاري للصحافيين إن المنطقة العربية غنية بالموارد البشرية، ولكن أن تكون هناك موارد من دون مؤهلات وكفاءات ومهارات للتعامل مع سوق العمل والاندماج في الدورة الاقتصادية، سيمثل تحدياً كبيرا.
ولفت إلى ان جزءًا كبيراً من مواطن الشغل سيندثر وستبرز مهن أخرى بفعل التحولات التكنولوجية والرقمية وهو ما سيدفع الحكومات اليوم الى مزيد من التفكير في إعداد الشباب والطفولة لثورة صناعية رابعة ولتحولات رقمية».
وشدد العذاري على أن ذلك يتطلب استثماراً في رأس المال البشري، وتونس كانت من أولى الدول التي استجابت لمبادرة البنك الدولي في الدفع نحو ذلك.
يشار الى أن تقرير البنك الدولي «التعليم في المنطقة» ذكر أن المنطقة تحتل المرتبة الأعلى من حيث القدرة المطلقة على الانتقال التعليمي بين الأجيال مقارنة بمناطق العالم الأخرى.
وأوضح التقرير أن بلدان المنطقة تشهد معدلا متدنياً في القدرة على ارتفاع الدخل بين الأجيال، حيث يرتبط التحصيل العلمي في باقي دول العالم بشكل وثيق بارتفاع الدخل.