ما الذي يسبّب خلل التنسج الوركي الخلقي لدى البالغين؟ وهل من الممكن معالجته من دون اللجوء إلى استبدال الورك بالكامل؟
خلل التنسج الوركي الخلقي حالة لا يحتلّ فيها الجزء العلوي من عظم الفخذ مكانه الملائم في تجويف مفصل الورك، إما لأنه في غير موضعه الصحيح أو لأن شكله مشوه.
في حالات عدة، تظهر هذه المشكلة عند الولادة. لكن بعض الحالات لا يُشخَّص في الطفولة ولا يُكتشف إلا لاحقاً مع ظهور الأعراض.
صحيح أن ثمة بالغين يعانون خلل التنسج الوركي الخلقي يحتاجون إلى جراحة بغية تصحيح هذه المشكلة، إلا أن عملية استبدال الورك بالكامل ليست ضرورية دوماً.
الورك مفصل كروي حقي كبير. تحتلّ الكرة فيه أعلى عظم الفخذ، وتدخل في تجويف المفصل الذي يُدعى التجويف الحقي ويشكّل جزءاً من الحوض. بين هذين الجزأين ثمة طبقة من الغضروف تتيح للمفصل الانزلاق بسهولة عند تحريكه. وتعمل الأربطة، والأوتار، والعضلات على ثبيت مفصل الورك وإبقائه في موضعه الصحيح.
قبل الولادة، يجب أن تدخل الكرة في تجويف مفصل الورك بالشكل المناسب لأن كلاً منهما يشكّل القالب الذي يصوغ الآخر أثناء نمو الجنين.
لذلك، إن لم تحتلّ الكرة مكانها الملائم تماماً في التجويف، لا ينمو التجويف بالشكل الصحيح حولها. في بعض الحالات، تكون المساحة في الرحم خلال الشهر الأخير من الحمل ضيقة، ما يؤدي إلى خروج كرة مفصل الورك من موضعها الصحيح. نتيجة لذلك، لا يكتسب التجويف العمق المناسب. تصيب هذه المشكلة عموماً الأطفال الكبار الحجم أو مَن يكونون في وضعية “المجيء المقعدي” قبل الولادة.
الأعراض
لا تسبّب حالات خلل التنسج الوركي الخلقي الطفيفة أعراضاً في مستهل الحياة. وربما لا تُكتشف خلال الطفولة والمراهقة. ولكن بمرور الوقت، يؤدي هذا الخلل إلى تلف في الغضروف الذي يغطي الجزء داخل التجويف من مفصل الورك ويحميه. يُدعى هذا الجزء من الغطاء شفا الورك. وعندما يتعرّض الأخير للضرر، يسبب الألم والشعور بالعجز في مفصل الورك.
يجعل خلل التنسج الوركي الخلقي المفصل أكثر عرضة للفصال العظمي. يتلف الغضروف على الكرة وفي التجويف، ما يؤدي إلى الألم، والتصلب، وخسارة المرونة.
الجراحة
عندما يُشخَّص هذا الخلل لدى البالغين، تصبح الجراحة ضرورية في معظم الحالات بغية تفادي تفاقم تلف مفصل الورك.
وإن تبيّن أن كمية الغضروف المتبقية بين الكرة والتجويف كافيةً، ينصح الأطباء غالباً بجراحة إعادة اصطفاف بغية إصلاح الخلل. وتشمل هذه الجراحة عادةً عملية إعادة تشكيل وتموضع لتجويف الورك كي يتّخذ رأس عظم الورك مكانه الصحيح، ما يمنح المريض المزيد من الاستقرار ويحدّ من تلف المفصل.
من الممكن اللجوء إلى تقنيات جراحية عدة بهدف تصحيح خلل التنسج الوركي الخلقي مع الحفاظ على مفصل الورك القائم. ومن هذه التقنيات الشائعة عملية تُدعى قطع عظم الورك. خلال هذه الجراحة، يُحرّر الجراح التجويف من الحوض ويصلح موضعه كي يصبح ملائماً تماماً مع الكرة. ولا تُعتبر جراحة استبدال كامل مفصل الورك ضرورية إلا عندما يتضح أن كمية الغضروف المتبقية بين الكرة والتجويف ما عادت كافية كي يتحرّك المفصل بسلاسة.