حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، من تباطؤ وتيرة النمو، مضيفةً أنه “في حين لا يوجد خوف حالياً من دخول الاقتصاد حالة الركود، فإن اقتصاد العالم يمر بموقف خطير”.
وأوضحت لاغارد خلال حديث لها اليوم الثلاثاء في واشنطن، المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي بما فيها التوترات التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وارتفاع معدلات الدين العام.
وأصبحت الديون خطراً بصورة خاصة في ظل الاتجاه نحو تشديد السياسة النقدية بما يعني ارتفاع تكاليف خدمة هذه الديون، رغم إشارة لاغارد إلى تبني مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي مبدأ “المزيد من التريث” بشأن قرارات زيادة أسعار الفائدة.
وقالت لاغارد إن “الاقتصاد العالمي يمر بلحظة حرجة”، مشيرة إلى تراجع قوة دفع الاقتصاد العالمي حتى إذا حدث التحسن المتوقع للاقتصاد في وقت لاحق من العام الحالي.
وأضافت لاغارد أن “الحقيقة هي أن الكثير من الاقتصاديات ليست مرنة بما يكفي. ارتفاع معدلات الدين العام وأسعار الفائدة المنخفضة تركت مساحة الحركة محدودة في حال حدوث تراجع جديد للاقتصاد وهو أمر محتم”.
وقالت لاغارد إن قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي يبدو الرابح الأكبر والأكثر ديناميكية في اللحظة الراهنة وهو ما يحتاج إلى قواعد تنظيمية لمنع ظهور الاحتكارات فيه. علاوة على ذلك حذرت من الحاجة إلى إصلاح نظم المعاملة الضريبية للشركات الدولية حتى لا تتضرر الدول الأفقر.
وأضافت لاغارد الفرنسية الجنسية أن النظام الضريبي الحالي تجاوزه الزمن بشكل أساسي “تحليلنا يظهر أن الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم تخسر حوالي 200 مليار دولار سنويا بسبب قدرة الشركات على نقل أرباحها (من أنشطتها في تلك الدول) إلى مناطق أقل في معدل الضرائب”.
كما حذرت مديرة صندوق النقد الدولي من تأثير الفساد على النمو وتزايد الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فإن الرشاوى تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 1.5 تريليون دولار سنويا بما يعادل حوالي 2% من إجمالي الناتج المحلي للعالم.
ومن ناحية أخرى أكدت مديرة الصندوق أن السياسة الأكثر صبراً التي تنتهجها بنوك مركزية مثل البنك المركزي الأمريكي، والسياسة المالية المحفزة في الصين بدأت تؤثر إيجابا على النمو الاقتصادي.
ويشار إلى أن صندوق النقد الدولي سيعقد اجتماعات الربيع في واشنطن خلال أسابيع حيث سيستضيف خبراء اقتصاد دوليين لتحديث تقريره حول أوضاع الاقتصاد العالمي.
وحذرت الفرنسية لاغارد من تفاقم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وقالت إنه “في حالة فرضت الولايات المتحدة بالفعل جمارك استثنائية على جميع بضائعها المستوردة من الصين فإن الناتج الاقتصادي في أمريكا سينخفض بنسبة 0.6 نقطة مئوية، بل وستعاني الصين من انخفاض بنسبة 1.5 نقطة جراء هذه الجمارك، وفقاً لتقديرات الصندوق.
شاهد أيضاً
ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون
إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …