لوحت الصين بوقف صادراتها من المعادن النادرة والاستراتيجية، الضرورية لقطاع التكنولوجيا والجيش الأمريكي، ردًّا على الرسوم الجمركية الأمريكية، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتخذ «إجراءات غير مسبوقة لضمان إمداداتها من المعادن المذكورة».
ويأتي تلويح الصين باستخدام صادرات المعادن النادرة، ضمن خيارات متاحة لديها في أعقاب قرار الإدارة الأمريكية فرض حظر على تعامل الشركات الأمريكية مع شركة معدات الاتصالات والإلكترونيات الصينية العملاقة «هواوي تكنولوجيز».
وتعد الصين (بحسب العربية) من أكبر الجهات المزودة لقطاع التكنولوجيا والجيش الأمريكي بالمعادن النادرة والاستراتيجية، لاسيما اليورانيوم والتيتانيوم ومعادن نادرة ضرورية لصناعة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والطائرات وأنظمة تحديد المواقع (جي بي إس) وغيرها.
غير أن تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين يهدد بعرقلة الشحنات الصينية إلى أمريكا، وأوضح وزير التجارة الأمريكي، ويلبور روس، في وقت سابق، إن تقريرًا جديدًا يحدد 35 صنفًا من المعادن بوصفها حساسة للاقتصاد والأمن القومي.
وتسيطر الصين على سوق المعادن النادرة، ما يعزز تحركها لتوظيف مكانتها في هذا الشأن للتأثير على مجموعة واسعة من الصناعات، كسلاح في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر عنصرًا حيويًّا في الصناعات العسكرية والطاقة والإلكترونيات والسيارات.
وتعتبر الصين أكبر منتج في العالم لهذه المعادن، وتستحوذ على نحو 80% من واردات الولايات المتحدة منها، وتأتي هذه التطورات قبل لقاء منتظر بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والصيني شي جينبينج على هامش قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان الشهر المقبل.
وبيَّن أن «هذه المعادن المهمة كثيرا ما يتم إغفالها لكن الحياة العصرية تكون مستحيلة بدونها.. من خلال التوصيات المفصلة في هذا التقرير، ستتخذ الحكومة الفيدرالية إجراءات غير مسبوقة لضمان عدم انقطاع الولايات المتحدة من هذه المعادن المهمة».
وناقشت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، «ضوابط تصدير محتملة» على المعادن النادرة خلال ندوة لخبراء الصناعة، وقالت: «يتعين علينا تقوية ضوابط التصدير ووضع آلية متابعة ومراجعة لعملية تصدير المعادن النادرة برمتها».
وفيما عزت اللجنة هذه الإجراءات إلى «خفض عمليات التنقيب غير المرخصة، وتهريب المواد الضرورية، ومساعدة صناعة المعادن النادرة في الصين على رفع قيمتها»، يرى خبراء أنها ترد على التصعيد الذى أقدم عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وصعد موقفه تجاه الصين في مسعى للضغط عليها لتغير ممارسات تجارية يعترض عليها، لكن التصعيد الأخير تسبب في انهيار محادثات خصوصا بسبب إجراءات أميركية ضد عملاق الاتصالات الصيني «هواوي».
في ديسمبر 2017 دعا ترمب وزارة التجارة وسواها من الوكالات الحكومية إلى تطوير مصادر جديدة للمعادن الضرورية، لخفض احتمالات انقطاع الإمدادات خصوصًا من مصادر أجنبية، مع وضع خطة لتطوير جمع البيانات لتعزيز عمليات التنقيب المحلية عن المعادن.