وصلت تشخيصات الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستويات قياسية خلال السنوات الأربع الماضية، وكلاميديا هي المسؤولة عن الجزء الأكبر منها؛ حيث تم تشخيص 1.7 مليون حالة في عام 2017 وحده، مقارنة بحوالي 550 ألف حالة من حالات السيلان، و40 ألف حالة من فيروس نقص المناعة البشرية و30 ألف حالة من مرض الزهري، وعلى الصعيد العالمي المشكلة أكثر انتشارًا، فقد تم تشخيص حوالي 127 مليون حالة في عام 2016، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ولكن على الرغم من انتشار الكلاميديا، فقد يصعب تشخيص المرض لأن العديد من الناس لا تظهر عليهم الأعراض، وهذا يعني أن الناس قد ينقلونه عن طريق الخطأ إلى الشركاء أو يؤخرون علاج أنفسهم عن دون قصد؛ لأنها لا تُسَبِّبُ دائمًا أعراضًا واضحة، ولكن بمرور الوقت تزيد العدوى من خطر العقم وآلام الحوض المزمنة، خاصة بالنسبة للنساء، ويمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بعدوى أخرى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.
وهناك دراسة حديثة توفر أملًا في أن يكون هناك لقاح حقيقي وفعال للكلاميديا في يوم ما، وحسب مجلة لانسيت، فقد أجريت تجربة صغيرة تلقت حوالي 30 امرأة سليمة تتراوح أعمارهن بين 19 و45 جرعات من لقاحين تجريبيين للكلاميديا، وكانت التجربة تهدف فقط إلى تقييم سلامة اللقاحات وقدرتها على تحفيز إنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة البكتيريا التي تسبب المرض، وأبلغت المشاركات عن آثار جانبية خفيفة، مثل ألم موقع الحقن وضعف الحركة مؤقتًا، فيما أدى كلا اللقاحين إلى وجود مستويات أعلى من الأجسام المضادة المهبلية، مما يشير إلى أنه يمكن أن يمنع الإصابة بالكلاميديا التناسلية، كما أثارت إحدى إصدارات اللقاح استجابة مناعية أقوى من الأخرى؛ لذلك من المحتمل أن تكون تلك التي ستستمر في إجراء مزيد من الاختبارات.
وستكون الخطوة التالية تجربة لاختبار فعالية اللقاح، الذي يأمل الباحثون أن تحدث في العامين المقبلين، ونظرًا لأن الكلاميديا تؤثر في المقام الأول على خصوبة الإناث، يتوقع الباحثون أن يكون اللقاح موجهًا في البداية للفتيات، وإذا كان كل شيء على ما يرام، فإن اللقاح يمكن أن يكون متاحًا تجاريًّا في بعض البلدان في فترة لا تقل عن خمس إلى سبع سنوات، ثم يشق طريقه إلى المناطق الأقل نموًّا.