حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء، من أن أي إغلاق عام يمكن أن “يدمر” البلاد، مشيرا إلى أن عدد ضحايا كورونا سيكون أقل من ضحايا الكساد والاكتئاب.
واعتبر ترمب أن “انكماشا كبيرا” يمكن أن يفوق في عدد ضحاياه فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، مبديا أمله باستئناف النشاط الاقتصادي سريعا.
وقال لشبكة “فوكس نيوز”: “يمكن أن نخسر عددا معينا من الأشخاص بسبب الأنفلونزا. ولكن قد نخسر عددا أكبر إذا أغرقنا البلاد في انكماش كبير”، لافتا إلى إمكان حصول “آلاف عمليات الانتحار”.
وتجري قناة “فوكس نيوز” الأميركية مقابلة حصرية مع الرئيس الأميركى دونالد ترمب وأعضاء فريق مكافحة وباء كورونا في البيت الأبيض لمناقشة المستجدات بشأن الوضع في الولايات المتحدة في ظل انتشار وباء كورونا، وسيتم اللقاء الحصري للشبكة الإخبارية عن طريق استخدام تقنيات التكنولوجيا من الفيديو كونفرانس أو وسائل التواصل الاجتماعي.
ويجيب ترمب وفريقه عن الأسئلة النصية والفيديو التي يرسلها المواطنون إلى حسابات شبكة فوكس نيوز على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تلك المرسلة عبر البريد الإلكتروني مباشرة أثناء المقابلة، كما سيقدمون شرحا مفصلا عن كيفية تعامل البيت الأبيض مع الأزمة المتزايدة.
وفي نفس السياق، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 50 ألف حالة، وتوفي منهم 605 حالة، وتتواجد معظم الإصابات في ولاية نيويورك.
وكان ترمب قد قال في تغريدة له على تويتر، الثلاثاء، إنه توجد مشكلة في نقص الكمامات وأجهزة التنفس، والحكومة الفيدرالية تسعى لمساعدة الولايات على توفيرها.
وكانت وسائل إعلام أميركية قد كشفت أن الرئيس دونالد ترمب يستعد لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي وإنهاء الإغلاق داخل الولايات المتحدة قريبا وسط دعم اقتصادي.
ومع دخول الولايات المتحدة الأسبوع الثاني من محاولة احتواء انتشار فيروس كورونا عبر إغلاق مساحات كبيرة من الاقتصاد، بدأ الرئيس ترمب والمديرون التنفيذيون في وول ستريت والعديد من الاقتصاديين المحافظين يتساءلون عما إذا كانت الحكومة قد ذهبت بعيداً جداً في هذا الصدد وينبغي عليهم بدلا من ذلك رفع القيود التي تسبب بالفعل ألما عميقا على العمال والشركات، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
ولا يزال هناك توافق في الآراء بين القادة الحكوميين ومسؤولي الصحة على أن أفضل طريقة لهزيمة الفيروس هي أن تظل الشركات غير الضرورية مغلقة أبوابها وأن يحصر السكان أنفسهم في منازلهم. وبعد أن قاومت بريطانيا هذا الإجراء في البداية أغلقت اقتصادها بشكل كامل يوم الاثنين، كما فعل حكام ولايات فرجينيا وميشيغان وأوريغون. وسيخضع أكثر من 100 مليون أميركي قريباً لأوامر البقاء في المنزل.
ويحذر مسؤولو الصحة العامة من أن تخفيف هذه القيود يمكن أن يزيد بشكل كبير من عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس. ويقول العديد من خبراء الاقتصاد إنه لا توجد مفاضلة إيجابية – فاستئناف النشاط الطبيعي قبل الأوان لن يؤدي إلا إلى إجهاد المستشفيات والمزيد من الوفيات، في حين يؤدي إلى تفاقم الركود الذي يحدث حاليًا.
انكماش الاقتصاد بمعدل سنوي يبلغ 30%
ويتسبب الإغلاق الاقتصادي في أضرار بدأت تظهر فقط في البيانات الرسمية. وقال باحثو مورغان ستانلي يوم الاثنين إنهم يتوقعون الآن انكماش الاقتصاد بمعدل سنوي يبلغ 30%، في الربع الثاني من هذا العام، وأن يقفز معدل البطالة إلى ما يقرب من 13 فى المائة.
وقال المسؤولون إن فترة الـ15 يوما الأولى للحكومة الفيدرالية للتباعد الاجتماعي أمر حيوي لتباطؤ انتشار الفيروس الذي أصاب بالفعل أكثر من 40 ألف شخص في الولايات المتحدة. لكن الرئيس ترمب ومجموعة من الأصوات المحافظة بدأت تشير إلى أن الصدمة التي يواجهها الاقتصاد قد تضر بالبلاد أكثر من الوفيات الناجمة عن الفيروس.
ويوم الاثنين، قال ترمب إن إدارته ستعيد تقييم ما إذا كانت ستبقي الاقتصاد مغلقاً بعد انتهاء فترة الـ 15 يوماً الأولية يوم الاثنين المقبل، قائلاً إنه قد يمتد أسبوعاً آخر وأن أجزاء معينة من البلاد يمكن أن يعاد فتحها في وقت أقرب من غيرها، اعتماداً على مدى انتشار العدوى.
وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: “لم يتم بناء بلدنا لإغلاقها.”، سوف نعيد أميركا، مرة أخرى، وقريبا، تكون مفتوحة للأعمال التجارية. قريباً جداً.