أكد خبراء نفط كویتیون أن اتفاق (أوبك +) بین منظمة الدول المصدرة للنفط ودول من خارجھا بخفض الإنتاج بمقدار 7ر9 ملیون برمیل یومیا من شأنھ إعادة التوازن إلى الأسواق النفطیة إثر الاضطرابات غیر المسبوقة التي سببھا تفشي جائحة فیروس كورونا المستجد كوفید -.19.
واتفق ھؤلاء في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكویتیة (كونا) الیوم الثلاثاء على أن أسعار النفط تعاني انخفاضات حادة نتیجة الھبوط في الطلب على الوقود وما قابلھا من ارتفاع في مستویات الإنتاج النفطي مما ساھم بحدوث فجوة كبیرة بین العرض والطلب.
وقال الخبیر النفطي محمد الشطي إن حركة التجارة العالمیة تأثرت سلبا بتفشي جائحة (كوفید -19 (إذ تعطلت 70 في المئة من حركة الملاحة الجویة و30 في المئة من حركة التنقل الفردي وأطلقت حكومات عدة حزما اقتصادیة بغیة تحفیز الاقتصاد ومنع أي حالة ركود تجاري.
وأضاف الشطي أن اتفاق (أوبك +) أتى استجابة لتلك الانعكاسات وتداعیات انتشار الفیروس على الاقتصاد العالمي إذ شھد میزان الطلب والعرض في السوق اختلالا واضحا نتیجة التراجع الحاد في الطلب على النفط.
وذكر أن المبادرة الأمریكیة جاءت لتھیئة أرضیة للتفاوض داخل مجموعة (أوبك +) بین السعودیة وروسیا بعد فشل اتفاق للخفض بمقدار 5ر1 ملیون برمیل في اجتماع المجموعة 6 مارس الماضي وجاءت ھذه المبادرة بعد أن لامس سعر خام برنت مستوى 15 دولارا للبرمیل وھو ما یقارب كلفة التشغیل.
وبین أن ھذا الانخفاض یشكل تحدیا لصناعة النفط وتھدیدا لآلاف الوظائف حول العالم مؤكدا أن اتفاق (أوبك +) یشجع على تصحیح المسار من خلال تعافي الأسعار بشكل عادل وتعم فیھ الفائدة على الجمیع.
وأفاد الشطي بأن ھناك تخفیضات ستأتي من خارج (أوبك +) وھي مجموعة (جي.20 (وخفضھا یأتي بسبب تدني الأسعار وتأثیر ذلك على الإنتاج الفعلي لھذه الدول ومنھا أمریكا وكندا والبرازیل وغیرھا مبینا أن ھذه التخفضیات مرتبطة مباشرة بمستویات الأسعار.
من جانب، قال الخبیر في مجال البتروكیماویات والنفط جمال الغربللي إن اتفاق (أوبك +) ضروري ولابد منھ إذ ظلت أوبك سنوات منفردة تعمل على استقرار الأسواق النفطیة لكن بدون مشاركة الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة وكان ذلك صعبا.
وأضاف الغربللي أن اتفاق (أوبك +) تاریخي وانعكاساتھ إیجابیة ویعتمد نجاحھ على مدى التزام الجمیع بھ لافتا إلى ان أثره على الأسواق سیكون على مراحل زمنیة متوسطة وطویلة الأمد ولیست فوریة.
وأوضح أن الدلائل تشیر إلى أن الأسواق النفطیة ستشھد استقرارا في الأسعار مدة ثلاثة أشھر ثم ستتحسن الأسعار مع انخفاض مستویات المخزون وارتفاع الاستھلاك تدریجیا مع انحسار إجراءات العزل والإغلاق التي اتخذتھا الدول بسبب وباء فیروس كورونا.
وأفاد بأن السعودیة تأخرت في إعلان أسعارھا لشھر مایو رغبة منھا في مراقبة نتائج اجتماعات (أوبك +) ومدى التزام الدول في الاتفاق مبینا أن ھناك مشاورات عقدت مع الدول المستھلكة للنفط في اجتماعات (جي.20 (الأخیرة لتعزیز استقرار سوق النفط.
بدوره قال أستاذ ھندسة البترول بجامعة الكویت الدكتور أحمد الكوح إنھ عقب فشل اجتماع (أوبك +) في 6 مارس الماضي والھادف لإقرار تخفیض إضافي یقدر بنحو 5ر1 ملیون برمیل یومیا فقط فقد اتخذت دول الخلیج بقیادة السعودیة استراتیجیة جدیدة تعمل على زیادة كمیات الإنتاج بھدف حمایة حصصھا في السوق.
وأوضح الكوح أن ھذه الاستراتیجیة “ناجحة” فعلى إثرھا تم توجیھ دعوات من جمیع الدول إلى ضرورة اعادة التوازن للأسواق النفطیة بعد الانخفاضات الحادة التي شھدتھا الأسعار وإبرام اتفاق جدیدة لخفض الإنتاج وھو ما كانت تسعى إلیھ دول الخلیج منذ البدایة.