أفادت وكالة الطاقة الدولية بأن الطلب على النفط ما زال يتجه لتسجيل انخفاض قياسي في 2020، لكنها قلصت توقعاتها للانخفاض مستندة في ذلك إلى تخفيف إجراءات العزل العام.
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري أن من المتوقع أن ينخفض الطلب 8.6 مليون برميل يومياً وهو الأكبر في التاريخ، لتقلص بذلك تقديرها بواقع 690 ألف برميل يومياً.
وذكرت أن الطلب على النفط سيهبط 25.2 مليون برميل يومياً في أبريل على أساس سنوي، و21.5 مليون برميل يومياً في مايو و13 مليوناً بيونيو.
وأوضحت أن الإمدادات العالمية للنفط ستتراجع 12 مليون برميل يوميا في مايو إلى أدنى مستوى في 9 سنوات عند 88 مليون برميل يوميا، إلى جانب انخفاض إنتاج النفط من الدول خارج «أوبك+» في أبريل 3 ملايين برميل يوميا مقارنة مع بداية العام بقيادة أميركا وكندا، إذ ستكون الولايات المتحدة أكبر مساهم منفرد في خفض الإمدادات العالمية بحلول نهاية العام، بتراجع قدره 2.8 مليون برميل يومياً على أساس سنوي.
ولفتت «الطاقة الدولية «إلى أن مخزونات الدول الصناعية من النفط ارتفعت في مارس 68.2 مليون برميل إلى 2.961 مليار، بزيادة 46.7 مليون برميل فوق متوسط 5 سنوات.
وبيّنت الوكالة أن نحو 2.8 مليار شخص سيعيشون في ظل إجراءات عزل عام تهدف إلى احتواء فيروس كورونا بحلول نهاية مايو، انخفاضا من أربعة مليارات في أبريل.
وعزت الوكالة خفض التوقعات أيضا إلى حركة تنقل أقوى من المتوقع في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكذلك ارتفاع الطلب الصيني مع تعافي البلاد من تفشي الفيروس.
وذكرت «النشاط الاقتصادي بدأ تعافياً تدريجياً لكنه هش. على الرغم من ذلك تظل هناك حالة كبيرة من الضبابية. على رأسها ما إذا كانت الحكومات تستطيع تخفيف إجراءات العزل العام من دون أن يؤدي ذلك إلى ظهور حالات تفش جديدة لـ«كوفيد-19».
وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن تخفيضات إنتاج النفط التي أعلنها كبار منتجي النفط في الخليج أخيرا لن تكون كافية لتحقيق التوازن في الأسواق العالمية إذ تؤدي إجراءات العزل العام المفروضة لمكافحة فيروس كورونا لتآكل الطلب.
وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف بعد أن نشرت الوكالة تقريرها الشهري «أنا سعيد لرؤية السعودية والإمارات والكويت- علاوة على التزاماتها القائمة- حيث تقوم الآن كل منها بتخفيضات أخرى. أرحب بها، أما بشأن ما إذا كان هذا كافيا أم لا، فلا أعتقد ذلك».
وتابع «نرى مؤشرات مبكرة على بدء التعافي، لكن من المبكر للغاية القول إننا سنصل قريبا إلى إعادة توازن الأسواق، نحن في بداية تلك العملية فحسب».
من ناحية ثانية، تراجعت صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى قياسي منخفض إذ فاقمت أزمة فيروس كورونا أثر العقوبات الأميركية التي تحد بالفعل من الشحنات، ما يؤكد تآكل النفوذ النفطي للدولة التي كانت ثاني أكبر منتج في «أوبك».
وبلغت الصادرات في المتوسط 70 ألف برميل يوميا في أبريل، انخفاضا من 287 ألفا في مارس بحسب «كبلر» التي ترصد التدفقات.
وتعني صعوبة تقدير الأحجام أن الإجمالي ربما يُعدل بالرفع وأبلغت كبلر «رويترز» بأنه قد يصل إلى 200 ألف برميل يومياً، لكن حتى في تلك الحالة فإنه سيظل الأدنى في عقود.
وفي السياق، تفيد بيانات تتبع السفن من «رفينيتيف أيكون» أن ناقلة واحدة على الأقل تحمل وقودا جرى تحميله في ميناء إيراني تبحر صوب فنزويلا التي تعيش أزمة خانقة، وهو ما قد يساعد في تخفيف مشاكل شح البنزين في البلد الأميركي الجنوبي.
وبحسب البيانات، عبرت الناقلة المتوسطة «كلافل» التي ترفع العلَم الإيراني بقناة السويس بعد تحميلها بالوقود نهاية مارس بميناء بندر عباس الإيراني.
وثمة 4 سفن أخرى من الحجم نفسه، ترفع جميعها العلم الإيراني وجرى تحميلها بالوقود عند بندر عباس أو بالقرب منه، تقترب من عبور المحيط الأطلسي بعد أن مرت في قناة السويس. ولم تكشف أي منها بعد وجهتها النهائية، وفقا للبيانات.
لكن إحداها، السفينة «فورشين»، تظهر على قائمة ناقلات من المقرر دخولها أحد موانئ فنزويلا، حسبما أفاد مصدر مطلع. وقال ساسة معارضون إن لديهم معلومات بأن الناقلات الخمس متجهة إلى فنزويلا.
وقال لويس ستيفانيلي، النائب المعارض وعضو لجنة الطاقة بالمجلس الوطني الفنزويلي، «آمل أن تساعد في تخفيف نقص المعروض، لكن مشكلة البنزين في فنزويلا مشكلة هيكلية، وليست موقتة».
في هذه الأثناء، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 45 سنتا ليبلغ 21.99 دولار في تداولات يوم الأربعاء مقابل 21.54 دولار في تداولات الثلاثاء وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول.
وفي الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار النفط أمس حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا أو 0.6 في المئة إلى 29.37 دولار للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتا بما يعادل 0.9 في المئة إلى 25.52 دولار للبرميل.
شاهد أيضاً
ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون
إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …