وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة سيل أن بعض الأشخاص الذين لم يتعرضوا أبداً لفيروس كورونا لديهم خلايا تائية قادرة على التعرف على الفيروس ومحاربته.
التفسير الأكثر احتمالاً للنتيجة المفاجئة وفقاً للباحثين هو ظاهرة تسمى التفاعل المتقاطع، وتحدث عندما تتطور الخلايا التائية المساعدة استجابة لفيروس آخر إلى عامل ممرض مشابه لم يكن معروفاً من قبل.
وفي حالة فيروس كوفيد-19، يملك البعض هذه الخلايا التائية، بسبب تعرضهم السابق لفيروس تاجي مختلف، من المحتمل أن تكون واحداً من الفيروسات الأربعة التي تسبب نزلات البرد.
وقال أليساندرو ست، أحد مؤلفي الدراسة المشاركين “الخلايا التائية المساعدة تبادلية التفاعل، ويمكن أن تساعد في توليد استجابة مناعية أسرع وأقوى.
ووجد الباحثون أن من بين 20 مريضاً تأكدت إصابتهم بفيروس كوفيد-19، كان لدى كل فرد خلايا دم بيضاء مصممة خصيصاً لمحاربة الفيروس والأجسام المضادة الناتجة.
وقال شاين كروتي وهو مؤلف مشارك في الدراسة “البيانات توحي بأن الشخص العادي يملك استجابة مناعية جيدة، وقد يكون لديه مناعة مسبقة ضد الفيروس”.
وأضاف كروتي “هذا الاكتشاف يعني على الأرجح، أن العديد من اللقاحات التي يحاول الباحثون صنعها، يجب أن تكون قادرة على تكرار المناعة الطبيعية”.
ومن بين العينة، كان لدى 50% من المرضى خلايا دم بيضاء تسمى CD4 وهي خلايا تساعد الجهاز المناعي على تكوين أجسام مضادة، ووجد الباحثون أنها قادرة على التعرف على الفيروس الجديد ودفع جهاز المناعة للرد على الفور.
ومن بين مجموعة المرضى الذين تمت دراستهم في البحث الجديد، كان اثنان فقط لديهم حالات حادة. أما الـ 90% الآخرون فكان لديهم عدوى خفيفة أو معتدلة.
وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت هذه التفاعلات المتصالبة تؤثر على مدى حدة الحالة وقوة الأعراض لدى المرضى، بحسب موقع إم إس إن.
وبحثت الدراسة في عينات دم المرضى على نوعين من خلايا الدم البيضاء، وهي CD4 وCD8، وأظهرت النتائج أنه خلال فترة العدوى، قام 20 مريضاً بصنع أجسام مضادة وخلايا تائية قادرة على التعرف على فيروس كوفيد-19 والاستجابة له، وهذا يشير إلى أن الجسم سيكون قادراً على الدفاع عن نفسه ضد الفيروس في المستقبل.