«الوطني»: هل يُنذر البيع المكثّف في «وول ستريت» بانهيار الأسواق؟

أشار بنك الكويت الوطني إلى أن الأسهم الأميركية شهدت ارتفاعات حادة على مدار الأشهر القليلة الماضية، بصدارة أسهم شركات التكنولوجيا، في الوقت الذي عززت فيه حزم التحفيز المالي والنقدي الضخمة أداء السوق.
وأوضح البنك في موجزه الأسبوعي عن أسواق النقد، أن بورصة «وول ستريت» شهدت الأسبوع الماضي عمليات بيعية مكثفة، الأمر الذي أدى إلى تراجع مؤشري «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500» إلى مستويات أقل بكثير من مستوياتهما القياسية.
وأضاف التقرير أنه رغم هذا التراجع، نجح مؤشر «ستاندرد أند بوزر 500» في تسجيل نمو بنسبة 8 في المئة منذ بداية العام الحالي، وتعافى بنسبة 60 في المئة من أدنى مستوياته المسجلة في مارس.
ولفت إلى أن مؤشر «ناسداك» شهد ارتفاعاً كبيراً بنسبة 20 في المئة منذ بداية العام، كما تمكن من الصعود بنسبة 70 في المئة من أدنى المستويات التي وصلها في مارس، منوهاً إلى أن السؤال الذي يبرز الآن فيما يتعلق بالأداء المستقبلي هو ما إذا كانت العمليات البيعية أخيراً تعتبر عمليات تصحيح نظراً للارتفاعات الحادة التي شهدتها الأسواق خلال الأشهر القليلة الماضية؟ أو ما إذا كان هذا الأداء بمثابة مؤشر ينذر بخطر الانهيار الذي سيلحق بالأسواق؟
وذكر التقرير أنه من جهة أخرى كانت العمليات البيعية التي طالت الدولار مقابل اليورو، من أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي، وسط تراجع الجنيه الإسترليني نحو مستوى 1.27 بينما ظل أداء عملات الملاذ الآمن مستقراً.
وكشف عن ارتفاع الفرنك السويسري بنسبة 8 في المئة تقريباً منذ بداية العام، وأنه استقر في حدود تتراوح ما بين 0.92 و0.90 خلال الشهرين الماضيين تقريباً.
وأفاد بأنه ونظراً لحالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية، والاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تخلى المستثمرون عن الدولار، إذ يتوقع المحللون أن تظل تلك هي النقط المحورية إلى أن تحصل الأسواق على صورة أوضح للمشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وبيّن التقرير أنه خلال الأسبوع الماضي، وردت أنباء عن تخطيط رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لوضع تشريع جديد من شأنه تجاوز أجزاء من اتفاقية الانسحاب الموقعة في يناير مع الاتحاد الأوروبي (البريكست)، إذ يعيق هذا التشريع الجديد معاهدة سابقة كانت تحمي أيرلندا الشمالية الخاضعة للحكم البريطاني، من فرض حدود تجارية مع إيرلندا باتجاه الجنوب.
ورأى أن تلك التعديلات قد تضر باتفاقية السلام الموقعة في العام 1998، والتي أنهت 30 عاماً من الصراع في المنطقة.
ونقل عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها إنها قلقة للغاية بشأن البيانات الصادرة عن الحكومة البريطانية بشأن نواياها لخرق اتفاقية الانسحاب، مؤكدة أن هذا من شأنه «انتهاك القانون الدولي وتقويض الثقة».
وتابعت أنه بدون اتفاق، فإن النشاط التجاري الذي تصل قيمته إلى نحو 900 مليار دولار سنوياً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيغرق في حالة من عدم اليقين.
من ناحيته، أعرب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه عن قلقه لأن المفاوضات صعبة، ولأن البريطانيين يريدون الحصول على أفضل المكاسب.
وذكر أنه من جهة أخرى، شهد الجنيه الإسترليني تداولات متقلبة على مدار الأسبوع، إذ ارتفعت لتلامس مستوى 1.3283، وتراجع إلى أدنى المستويات المسجلة في 6 أسابيع وصولاً إلى 1.2761 مقابل الدولار، نظراً لعودة المخاوف بشأن سيناريو انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي إلى الظهور لواجهة الأحداث.

تلاشي آمال انتعاش مستدام
وذكر التقرير أن تزايد حالات الإصابة بفيروس «كوفيد -19» في أجزاء كثيرة حول العالم بما في ذلك الصين، أدى إلى تلاشي آمال حدوث انتعاش مستقر ومستدام للنشاط الطبيعي للاقتصاد.
ورأى التقرير أن من العوامل الأخرى التي ساهمت في تراجع أسعار النفط، قيام «أوبك» وحلفائها بتقليص حصص خفض الإنتاج القياسية الشهر الماضي من 9.7 مليون برميل يومياً إلى 7.7 مليون برميل يومياً.
ولفت إلى انخفاض سعر مزيج خام برنت بنحو 7 في المئة الأسبوع الماضي وحده.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.