رأت وكالة «بلومبرغ» أن انتكاسة أسعار النفط باتت تمثل مصدر ضائقة مالية حادة لدول «أوبك»، من الأعضاء الأفقر في المنظمة مثل نيجيريا وفنزويلا اللتين تحتاجان إلى أسعار خام أعلى بكثير من المستويات الحالية لتغطية الإنفاق الحكومي، وصولاً إلى دول الخليج الغنية مثل الكويت.
وبحسب تقرير للوكالة، فإنه بعد حالة الانتعاش التي شهدتها أسعار النفط التي تلت انهياراً غير مسبوق لها خلال الربيع الماضي، تشهد منظمة أوبك وشركائها تراجع هذا التعافي مع عودة الأسعار إلى ما دون 40 دولاراً، في وقت تعثّر فيه الطلب على الوقود، مع تصاعد موجة جديدة من وباء «كورونا».
ووفقاً للوكالة، تتجه الأنظار يوم الخميس المقبل إلى اجتماع لجنة المراقبة لـ«أوبك» وشركائها، والذي تترأسه كل من السعودية وروسيا، وسيعمل على تقييم ما إذا كانت التخفيضات الضخمة في الإنتاج، التي بدأت «أوبك+» في تنفيذها بشهر أغسطس الماضي، لا تزال تمنع تخمة النفط، مبينة أن المؤشرات الجديدة لا تساعد على تراجع المنتجين عن الاتفاق.
من جانبه، أوضح المحلل في شركة الأبحاث «Medley Global Advisors»، محمد دروازه، أنه كانت هناك بعض الافتراضات الرئيسية المبنية على عودة الطلب وحدوث التعافي في الوقت الراهن، إلا أن ذلك لم يحدث، لافتاً إلى أن ذلك يدعو إلى القلق.
وتتوقّع كل من الرياض وموسكو أن استئناف النشاط الاقتصادي العالمي، إلى جانب قيود العرض، من شأنه أن يؤدي إلى استنفاد مخزون فائض النفط المتراكم خلال عمليات الإغلاق، إلا أن هناك مؤشرات متزايدة على أن السوق لا يضيق بهذه السرعة.
وبحسب «بلومبرغ»، مرّ موسم ذروة النفط في الولايات المتحدة، ومع ذلك، لا تزال مخزونات النفط الخام مرتفعة، وفي الهند، ثالث أكبر مستهلك، ظلت مبيعات وقود النقل أقل بنحو 20 في المئة عن مستويات العام الماضي وذلك خلال الشهر الماضي، وحتى في الصين، حيث كانت شركات التكرير تنهمر على النفط الخام في ذروة الأزمة، تباطأ الشراء فيها، وفي المقابل، تستأجر البيوت التجارية ناقلات النفط بعقود طويلة الأجل مرة أخرى لتخزين فائض البراميل.
من جانبها، أوضحت رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «RBC Capital Markets»، هيليما كروفت، أن الانكماش لم يكن حاداً بما يكفي بالنسبة لـ«أوبك» وشركائها لإعادة فرض تخفيضات الإنتاج الكاملة التي أُجريت في الربع الثاني، موضحة أنه بعد تقليص التخفيضات الشهر الماضي من 9.7 إلى 7.7 مليون برميل يومياً، فإن الشعور بالجمود يعني أنه سيكون هناك عائق مرتفع لأي عمل جديد.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنه من الناحية النظرية، من المفترض أن تصبح مهمة «أوبك» أسهل في الربع المقبل مع تزايد الطلب على الوقود في فصل الشتاء، في وقت يعيد فيه إصلاح الاقتصاد العالمي تدريجياً الحاجة إلى وقود السيارات والطيران.
من جانبه، توقّع رئيس أبحاث السلع في «Citigroup»، إد مورس، أن تقدم «أوبك» بياناً قوياً من قبل السعودية، مفاده أنه إذا استمرت الأسواق في الضعف، فستكون مجموعة المنتجين مستعدة لخفض الإنتاج بشكل أكبر.
شاهد أيضاً
ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون
إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …