فصل جديد من النجاح، حقّقه القطاع الخاص الكويتي، أمس، مع إدراج سهم شركة البورصة في السوق الأول، بعد مرور نحو 19 شهراً على تنفيذ أولى خطوات خصخصة السوق، من خلال فوز تحالف شركات الاستثمارات الوطنية وأرزان والأولى للاستثمار (باعت حصتها في ما بعد لـ«الكابلات»)، إضافة إلى بورصة أثينا، بمزاد شراء 44 في المئة من الشركة، ليتبعها إتمام الخصخصة عبر اكتتاب المواطنين بـ50 في المئة من أسهم الشركة أواخر العام الماضي. وبعد احتفال أقيم في مبنى البورصة، صباح أمس، قُرع خلاله جرس إعلان بدء التداول على سهم الشركة، بحضور رئيس مجلس إدارتها حمد الحميضي، وعضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية بدر الخرافي، وأعضاء مجلس إدارة الشركة طلال البحر وخالد الفلاح ورائد بوخمسين وفالح الرقبة، والرئيس التنفيذي محمد العصيمي، خطف السهم المُحتفى بإدراجه الأضواء، ليكون الأكثر ارتفاعاً والأعلى سيولة والأكثر في عدد الصفقات على مستوى البورصة ككل.
كثافة الطلب
بدأ السهم تداولاته بسعر 1.101 دينار، مسجلاً ارتفاعاً بنحو 27.5 في المئة، مقارنة بآخر سعر له أثناء تداوله في سوق خارج المنصة «OTC»، البالغ 863 فلساً، ليقفز سهم «البورصة» بعدها بفضل كثافة الطلب، بنحو 9.9 في المئة عن سعره في بداية التداولات أمس، و40.2 في المئة مقارنة بآخر سعر له في «OTC» ليصل إلى 1.210 دينار، قبل أن يتراجع في ظل عمليات بيع قادتها حسابات فردية، ليقفل في نهاية الجلسة عند 1.055 دينار.
ووفقاً لإقفال أمس، يكون سهم «البورصة» حقق نمواً بنحو 22 في المئة عن آخر سعر له في «OTC»، ويكون المواطن الذي اكتتب بالسهم بسعر 100 فلس قد حقق مكاسب بلغت نحو 955 في المئة، فيما سجل السهم نمواً بنحو 345 في المئة مقارنة بسعر شراء التحالف الفائز بحصة الـ44 في المئة من أسهم الشركة، البالغ 237 فلساً.
السوق الأول
وفي حين أن سهم «البورصة» سيدخل ضمن مؤشرات السوق الأول رسمياً، اعتباراً من اليوم الثلاثاء (الجلسة الثانية لتداوله)، وفقاً للضوابط المتبعة في البورصة، فإن السهم سيضيف 211.8 مليون دينار للقيمة السوقية للسوق الأول، وللشركات المدرجة بشكل عام، وفقاً لسعر إقفاله أمس، على اعتبار أن إجمالي أسهم شركة البورصة المصدّرة تبلغ 200.775 مليون سهم، علماً بأن القيمة السوقية للشركة وصلت أثناء تداولات الأمس نحو 243 مليون دينار قبل أن تتراجع نتيجة هبوط سعر السهم.
واستحوذ سهم «البورصة»، في أول أيام تداوله، على 24.66 في المئة من سيولة السوق الأول، بقيمة تداولات بلغت 9.369 مليون دينار مقارنة بـ37.99 مليون لإجمالي السوق، فيما بلغت حصة السهم 16.7 في المئة من إجمالي سيولة البورصة، بسوقيها الأول والرئيسي التي بلغت 56.039 مليون دينار مرتفعة بنحو 32 في المئة عن مستواها أول من أمس، البالغ 42.47 مليون، بفضل الزخم الذي أضافه سهم «البورصة» للتداولات. أما بالنسبة لأحجام التداولات، فشهد سهم «البورصة» تداول 8.712 مليون سهم عبر 2127 صفقة، كانت غالبيتها بكميات صغيرة تعود لمواطنين اكتتبوا في أسهم الشركة أواخر العام الماضي.
تطوير مستمر
ولم يكن مستغرباً، وفقاً لمصادر استثمارية، هذا الأداء العالي لسهم «البورصة» في أول أيام تداولاته، لا سيما في ظل الإنجازات التي حققتها البورصة والتطلع إلى الترقية على مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة في نوفمبر المقبل وما سيترتب على ذلك من زيادة معدلات دخول المستثمرين الأجانب للسوق الكويتي، منذ انطلاق خصخصتها في فبراير من العام الماضي، ودخولها في عهدة القطاع الخاص، بعد سنوات طوال كانت تحت الإدارة الحكومية، وتحديداً منذ صدور إنشاء تأسيس البورصة في عام 1983. وأكدت المصادر أن خصصة البورصة تشكل نموذجاً يُحتذى، إذ عمل التحالف الفائز بمزايدة شراء حصة الـ44 في المئة خلال الفترة الوجيزة الماضية على خلق سوق مالي مرن يتمتع بالسيولة، مع إطلاق مجموعة إصلاحات شاملة وتحسينات، تتيح للمصدّرين إمكانية الوصول الفعّال إلى رأس المال، وتخلق فرص عوائد متنوعة للمستثمرين، وترتقي بالبورصة إلى أعلى المستويات الإقليمية والدولية.
أكد أن «البورصة» مثال ناجح للخصخصة
بدر الخرافي: خلال فترة وجيزة نسعى لبلوغ 200 شركة مدرجة
كشف رئيس اللجنة التنفيذية لشركة بورصة الكويت، بدر الخرافي، عن وجود إستراتيجية شاملة للتطوير ينتهجها التحالف الفائز بمزاد خصخصة البورصة، منها الاستثمار في نظم المعلومات، وتطوير المنتجات مثل «الريتز» و«الأوبشن» إلى جانب صانع السوق.
وأضاف الخرافي لـ«cnbc عربية» أن الشركة تعمل على استقطاب شركات حكومية، لا سيما النفطية منها، لإدراجها في البورصة، مؤكداً أن الهدف ليس فقط 174 شركة مدرجة الآن، بل الوصول إلى أعداد أكبر بكثير.
وأعرب عن أمله بأن يفوق عدد الشركات المدرجة 200 خلال فترة وجيزة، مبيناً أن إقناع الشركات العائلية بدخول السوق يحتاج تثقيف تلك الشركات وإطلاعهم على مميزات الإدراج.
وأكد الخرافي حرص شركة البورصة على ترقية ضمن المؤشرات العالمية، مؤكداً أن الترقية على مؤشر «MSCI» للأسواق الناشئة ستكون في نوفمبر المقبل، وفقاً لتأكيدات «MSCI»، بعد أن تم تأجيلها من مايو الماضي بسبب كورونا.
وأكد الخرافي أن شركة البورصة مثال ناجح للخصخصة، لاسيما إذا نظرنا إلى الأسعار الكبيرة التي تداول عندها السهم بأول يوم من إدراجه، مشيراً إلى أن المستوى الذي وصل إليه كان متوقعاً، وسيكون أفضل مستقبلاً.
محمد العصيمي: موافقة مبدئية لطرح تداولات «الأولوية»
قال الرئيس التنفيذي لشركة بورصة الكويت، محمد العصيمي، إنها تعد أول مرفق يتم خصخصته بالكامل وإدراجها في البورصة أيضاً.
ولفت العصيمي لـ «cnbc عربية»، إلى أن «البورصة» تعاونت طوال السنوات الماضية مع «هيئة الأسواق»، بشكل مثمر تكلل بالنجاح بإدراجها.
وأشار إلى أن «البورصة» عملت من خلال منظومة ثلاثية مؤلفة منها و«المقاصة» و«الهيئة» لطرح المنتجات والخدمات بشكل دوري وسنوي، وهي تحسّن هذه الخدمات، ما يدفع إلى تعزيز الإيرادات، ويزيد كفاءة إدارة التكاليف، مبيناً أنها تبحث دائماً عن الجديد والمتوافق مع الممارسات العالمية تطوراً بما يفيد السوق ومتعامليه.
وأفاد بأن لدى «البورصة» موافقة مبدئية من مجلس المفوضين، على طرح تداول حقوق الأولوية، وتداول الهامش لشركات الاستثمار والشركات المرخصة مبدئياً، إلى جانب تداول صناديق المؤشرات، كاشفاً أنها لن تكون مهتمة بالأسهم فقط بل ستشمل القائمة بعض السلع والمشتقات.
وتابع «لدينا أيضاً موضوع سوق السندات وسوق الصكوك، ونأمل طرح كل هذه المنتجات خلال 9 أشهر إلى سنة».
وعلى صعيد التسويق للبورصة عالمياً مع قرب الإدراج على مؤشر «MSCI»، أوضح أن التسويق يتم بالمؤتمرات واللقاءات، والزيارات، وزيادة الشفافية وطرح الخدمات، كاشفاً أن المستثمر الأجنبي يركز على جديد البورصة، ومعرفة الأوراق المالية التي ستدرج، مبيناً أن إدراج شركات مثل «شمال الزور» و«البورصة» وصندوق بيتك كابيتال ريت، أضاف قيمة إلى السوق وللوعاء الاستثماري الذي يمكن للمستثمر الأجنبي أن ينظر إليه.
وقال العصيمي «نحن لا ننظر فقط إلى المستثمر المؤسسي محلياً أو دولياً، بل نهتم بالأفراد ونطرح لهم المنتجات والخدمات، ولدينا خدمات مثل البورصة الافتراضية».
310 ملايين دينار مكاسب البورصة
واصلت مؤشرات البورصة، صعودها الجماعي الثالث على التوالي، أمس، بالتزامن مع إدراج سهم شركة البورصة.
وحققت القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة مكاسب، دون احتساب شركة البورصة، مكاسب بلغت 310 ملايين دينار، منهية التداولات عند 31.127 مليار دينار مقارنة بـ30.817 مليار في نهاية تداولات أول من أمس.
وسجّل مؤشر السوق الأول في ختام الجلسة ارتفاعاً بنحو 0.39 في المئة، كما ارتفع المؤشران الرئيسي و«رئيسي 50» بـ0.12 و0.22 في المئة على الترتيب، فيما صعد المؤشر العام 0.32 في المئة.
وبالنسبة للسوق الأول، جاء سهم بنك وربة على رأس أسهم السوق في حجم التداولات، عبر تداول 36.129 مليون سهم بقيمة إجمالية 8.59 مليون دينار، منهياً الجلسة عند 238 فلساً بارتفاع بلغ 4.85 في المئة، تلاه سهم بنك الخليج بتداول 24.53 مليون سهم بـ5.24 مليون دينار، ليغلق مرتفعاً 0.47 في المئة عند 214 فلساً.
وجاء سهم «KIB» ثالثاً بتداول 23.02 مليون سهم بـ4.13 مليون دينار، مرتفعاً 3.41 في المئة لينهي التداولات عند 182 فلساً، تبعه سهم «الأهلي المتحد» بتداول 9.24 مليون سهم بـ2.05 مليون دينار، وبارتفاع للسهم 0.45 في المئة مغلقاً عند 222 فلساً.
وتصدر سهم «أعيان للإجارة» نشاط الكميات، لإجمالي الشركات المدرجة في البورصة، بتداول 48.33 مليون سهم عبر تنفيذ 911 صفقة بقيمة إجمالية 4.54 مليون دينار، وجاء سهم «التجارية» على رأس القائمة الخضراء للأسهم المدرجة بنمو 12.37 في المئة.
15.7 في المئة ملكية «الاستثمارات»
وفقاً لموقع البورصة، بلغت ملكية شركة الاستثمارات الوطنية ومجموعتها (شركة البوابة الوطنية للتجارة العامة والمقاولات) في شركة البورصة 15.71 في المئة حتى 7 سبتمبر الجاري، فيما بلغت ملكية مجموعة أرزان للتمويل والاستثمار في «البورصة» 14.41 في المئة، ومثلها لشركة الخليج للكابلات والصناعات الكهربائية. فيما بلغـــت حصة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية 6 في المئة.
«التأمينات» تستبدل ممثلها في مجلس الإدارة
أفصحت شركة بورصة الكويت عن استبدال المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ممثلها في عضوية مجلس إدارة الشركة، ليحل بدر الكندري بدلاً من أحمد الثنيان، على أن تقوم الشركة باستكمال إجراءات الموافقة على طلب العضو المرشح، وذلك لتسجيله لدى هيئة أسواق المال في منصب عضو مجلس إدارة.
كما كشفت الشركة عن تعيين محمد نعيم رئيساً لقطاع الشؤون المالية (مديراً مالياً) في الشركة، بدلاً من محمد طاحون.