أظهرت بيانات جمعتها وكالة «بلومبرغ» ارتفاع حجم شحنات النفط السعودية خلال شهر سبتمبر الماضي، لتعوّض التدفق الإماراتي المتراجع بسبب محاولتها تعويض الإنتاج الفائض الذي سجلته سابقاً، وتحقيق الاستقرار لصادرات منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط بمنظمة «أوبك» للشهر الثالث على التوالي.
ووفقاً للوكالة، ارتفعت الصادرات السعودية بأكثر من 480 ألف برميل يومياً، ما يعوّض انخفاض الشحنات من الإمارات خلال الشهر الماضي، وفي المقابل، زادت كل من الكويت والعراق من تدفقاتهما النفطية بأحجام صغيرة.
وبحسب الوكالة، شحنت الدول الأربع 13.61 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات الشهر الماضي، بزيادة 164 ألف برميل يومياً عن أغسطس، مشيرة إلى ارتفاع التدفقات النفطية أيضاً من المنتجين الأربعة، الذين يمثلون أكثر من 70 في المئة من الإنتاج بين أعضاء «أوبك»، إلى كوريا الجنوبية، إلا أن الشحنات إلى جميع المشترين الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك الصين، شهدت انخفاضاً.
ونظراً لكون أكثر من 20 مليون برميل من النفط على متن السفن لم تشر بعد إلى وجهة نهائية، فإن تقديرات التدفقات إلى البلدان تخضع لمراجعات كبيرة محتملة.
وبحسب «بلومبرغ»، انتعشت الشحنات المتجهة نحو كوريا الجنوبية إلى المستوى المتوسط الذي شهدته خلال 12 شهراً حتى مارس الماضي، قبل زيادة الربع الثاني والتراجع اللاحق. وعززت كل من السعودية والإمارات والكويت من تدفقاتها النفطية، لترتفع الشحنات مجتمعة بنحو 350 ألف برميل يومياً، أي أكثر من ضعف حجم الانخفاض في الصادرات من العراق.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات الوكالة انخفاض إجمالي تدفقات النفط الخام من الخليج إلى الهند خلال سبتمبر المنصرم، إذ بلغت الشحنات المتجهة إلى الهند نحو 460 ألف برميل يومياً، أو 17 في المئة، وهو أقل من المتوسط المسجل في 12 شهراً حتى أبريل الماضي.
في المقابل، تكشف البيانات عن استمرار تراجع التدفقات إلى الولايات المتحدة، مع انخفاضها إلى أقل من 250 ألف برميل يومياً. ووفقاً للوكالة، غادرت ناقلة واحدة فقط من طراز «سويز ماكس»، تحمل مليون برميل من الخام العراقي متجهة إلى أميركا الشهر الماضي، وانسحب الأمر كذلك على الشحنات المتجهة من السعودية التي بلغت 183 ألف برميل يومياً في سبتمبر مقارنة مع 242 ألف برميل في أغسطس.
من جانب آخر، ذكرت «بلومبرغ» أن الارتفاع في الشحنات إلى الصين من العراق والكويت تم تعويضه من خلال انخفاض التدفقات السعودية والإماراتية، ما أدى إلى تراجع التقديرات الأولية لحجم النفط الخام المرسل إلى الدولة الآسيوية بنحو 100 ألف برميل يومياً مقارنة بأغسطس.
وعلى صعيد آخر، تراجعت تدفقات النفط الخام والمكثفات إلى اليابان خلال الشهر الماضي، مع زيادة 100 ألف برميل يومياً من الكويت عوّضت بأكثر من المطلوب انخفاضات مماثلة الحجم من كل من السعودية والإمارات. وبقيت التدفقات الإجمالية إلى اليابان بنحو 700 ألف برميل يومياً، أو ما يقارب من 30 في المئة، دون مستويات الربع الأول، قبل أن تؤدي جائحة فيروس كورونا إلى خفض الطلب.