قالت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي أمس “إن دول العالم قد تواجه إفلاسات ضخمة وضررا اقتصاديا دائما إذا أوقفت قبل الأوان الدعم النقدي والمالي المقدم في الوقت الراهن لمساعدة اقتصاداتها خلال الأزمة الحالية”.
وبحسب “رويترز”، أضافت في كلمة عبر الإنترنت بمناسبة مرور 125 عاما على تأسيس كلية لندن للاقتصاد “نحن واضحون تماما في الرسالة التي نبعث بها وهي عدم سحب الدعم قبل أوانه.. إذا فعلنا ذلك فقد نواجه إفلاسات ضخمة وبطالة هائلة”.
وذكرت أن صندوق النقد لا يرى مخرجا من الأزمة الراهنة في العام المقبل، لذا تنبغي مواصلة تعليق مدفوعات خدمة الدين للدول الفقيرة.
وقالت “إن الإصلاح الضريبي بالغ الأهمية لمساعدة الدول على التزامات خدمة الدين”، مبينة أن أسعار الفائدة شديدة الانخفاض أو السلبية يمكن أن تسهم في دعم الاقتصادات خلال الجائحة لكنها تنطوي على مخاطر متزايدة على أصحاب المدخرات والنظام المصرفي.
وأشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصاد العالمي يبدو “أقل سوءا” مما كان عليه في (يونيو)، وأن الصندوق سيجري تعديلا لتوقعاته للإنتاج العالمي في 2020 بزيادة طفيفة.
وقالت جورجييفا “رسالتي الأساسية هي: الاقتصاد العالمي ينهض مجددا من أعماق هذه الأزمة”.
وأضافت في كلمة عدّت “إزاحة ستار” للاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المقرر انعقادها الأسبوع المقبل “لكن هذه الكارثة لم تقترب بعد من نهايتها، تواجه الدول كافة الآن ما سأسميه “الصعود الطويل”، وهو صعود صعب سيستغرق وقتا طويلا وسيكون متقطعا وضبابيا وعرضة للعثرات”.
توقع الصندوق في حزيران (يونيو) أن تؤدي إجراءت الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي العالمي 4.9 في المائة، ليكون أكبر انكماش منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي، ودعا الحكومات والبنوك المركزية إلى مزيد من الدعم عن طريق السياسات.
ومن المقرر أن ينشر الصندوق توقعاته المعدلة في الأسبوع المقبل، حيث تشارك الدول الأعضاء في الاجتماعات السنوية التي تنعقد إلى حد كبير عبر الإنترنت.
وقالت جورجييفا “إن الصندوق لا يزال يتوقع تعافيا جزئيا وغير منتظم في 2021″، وتوقع الصندوق في حزيران (يونيو) أن يبلغ معدل النمو العالمي 5.4 في المائة في 2021.
لكن جورجييفا قالت “إن الدعم المالي الذي وصل إلى 12 تريليون دولار، الذي صاحبه تيسير نقدي غير مسبوق، أتاح لعديد من الاقتصادات المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، تجنب الضرر الأسوأ وبدء التعافي. وتتعافى الصين أيضا بشكل أسرع من المتوقع”.
وقالت “إن الأسواق الناشئة والدول منخفضة الدخل تواجه وضعا محفوفا بالمخاطر بسبب ضعف الأنظمة الصحية وارتفاع الدين الخارجي والاعتماد على قطاعات هي الأكثر انكشافا على الجائحة مثل السياحة والسلع الأولية”.
ودعت إلى مزيد من المساعدة فيما يتعلق بالديون على وجه السرعة للدول منخفضة الدخل بخلاف تجميد مدفوعات الديون الثنائية الرسمية حتى نهاية 2020، وقالت “إن مكاسب التنمية قد تتبدد دون الحصول على مزيد من المنح والائتمان الميسر وتخفيف أعباء الديون”.
وذكرت كريستالينا جورجييفا، أن انكماش الاقتصاد العالمي في الربع الثاني جاء أقل مأساوية مما كان متخوفا منه، مبينة أن هذا يتيح رفع التوقعات الاقتصادية بعض الشيء.
ومن المنتظر أن يعلن الصندوق توقعاته الجديدة الثلاثاء المقبل، بحسب “الألمانية”.
وحذرت جيورجييفا من أن أزمة كورونا لا تزال بعيدة عن الانتهاء، مضيفة “وقد عاد الاقتصاد العالمي من أعماق الأزمة، لكن لا يزال الوقت طويلا قبل أن تنتهي هذه الكارثة”.
وأوضحت أن التعافي الاقتصادي الصعب بدءا من العام المقبل سيكون “بطيئا وغير متساو وغير آمن وعرضة للانتكاس”.
ودعت جيورجييفا المجتمع الدولي إلى التعاون في تطوير وتوزيع مصل كورونا “فعندما نتغلب على الفيروس في كل مكان، عندئذ يمكننا أن نضمن التعافي الكامل للاقتصاد في كل مكان”.
وأفادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي بأن الركود العالمي سيكون أقل حدة مما كان متوقعا، مشددة على أن “عملية الصعود” باتجاه إنعاش الاقتصاد ستكون “بطيئة وصعبة ومتفاوتة”.
وأضافت “نعد الآن التطور المسجل في الربعين الثاني والثالث كان أفضل من المتوقع، ما يسمح بمراجعة طفيفة لتوقعاتنا العالمية للعام 2020″، بحسب “الفرنسية”.
وكان صندوق النقد الدولي كشف في 24 حزيران (يونيو) عن توقعات اقتصادية قاتمة جدا مع خسائر متراكمة على الاقتصاد العالمي قدرها 12 تريليون دولار في 2020 و2021.
وأضافت “كل الدول بات الآن يواجه صعودا صعبا وطويلا ومتفاوتا وغير أكيد، ورهنا بالتطورات”، وقالت “إن الوضع في نهاية المطاف أقل كارثية مما كان متوقعا”.
لكنها حذرت من أن إجمالي الناتج المحلي العالمي سيبقى على المدى المتوسط دون توقعات مرحلة ما قبل الجائحة.
وأشارت كذلك إلى أن كل الدول تقريبا سيعاني “نكسة” على صعيد تحسين مستوى عيش سكانه، وتبقى المخاطر عالية كذلك بسب ارتفاع عدد الشركات المفلسة وعدم اليقين الناجم عن عدم السيطرة على الوباء بعد.
واضطرت السلطات في أوروبا والولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات جديدة صارمة لتجنب موجة ثانية.
وأشارت جورجييفا أيضا إلى أن “وضع كثير من الدول أصبح أضعف” مقارنة بمرحلة ما قبل الجائحة مع مستويات دين مرتفعة جدا، فهي اضطرت إلى أقرار خطط دعم مالي لاقتصاداتها في وقت كانت تعاني فيه خسائر كبيرة في إنتاجها وعائداتها بسبب شلل النشاط الاقتصادي.
وسيصل الدين العام العالمي إلى مستوى قياسي يبلغ نحو 100 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في 2020 وفق حسابات صندوق النقد.
ودعت جورجييفا – التي طالما حثت الحكومات على “زيادة إنفاقها قدر المستطاع” لدعم الاقتصاد – الدول إلى الاستمرار في زيادة الإنفاق العام من خلال رفع قيمة استثماراتها هذه المرة.
وقالت “لا تتراجعوا عن دعمكم بشكل سابق لأوانه، لأن ذلك قد يكون مأسويا للاقتصاد العالمي”، واستشهدت بدراسة نشرها الصندوق أمس الأول تشدد على أن زيادة الاستثمارات العامة بنسبة 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في الدول المتطورة والناشئة، من شأنه توفير 33 مليون فرصة عمل.
وأضافت “تحركوا اليوم لحصد مكاسب هذه الصدمة واغتنام فرصة التحول في الاقتصاد العالمي”.
ودعم مينوش شفيق من معهد “لندن سكول أوف إيكونوميكس” هذه الفكرة بقوله “يجب أن نستغل هذه الفرصة لإعادة تنظيم مجتمعاتنا بعمق لحل بعض المشكلات بشكل دائم”.
وقال صندوق النقد الدولي “إنه ينبغي أيضا الاستثمار في مشاريع “خضراء” مصممة بشكل جيد، ما من شأنه توفير فرص عمل إضافية وعائدات أكبر مقارنة باجراءات إنعاش الميزانية التقليدية”. وأعرب الصندوق عن استعداده لمواصلة مساعدته لأكثر الدول فقرا، التي تعاني خصوصا تراجع أسعار المواد الأولية والتحويلات المالية.
ومنح الصندوق ما مجموعه 280 مليار دولار من المساعدات لـ81 دولة.
شاهد أيضاً
ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون
إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …