قدّرت دراسة أعدتها الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، الاحتياطيات المؤكدة من النفط على مستوى العالم بنحو 1.3 تريليون برميل في مطلع 2020، كما بلغت تقديرات احتياطيات الغاز الطبيعي أكثر من 200 تريليون متر مكعب.
وبينت الدراسة التي حملت عنوان «المشاكل المرافقة لعمليات الحفر»، وأعدها خبير بترول واستكشاف وإنتاج في إدارة الشؤون الفنية المهندس تركي حسن حمش، أن النفقات المرصودة لعمليات الحفر، تشكل نحو ربع ميزانية عمليات الاستكشاف والإنتاج على مستوى العالم، وأنه غالباً ما تستمر عمليات الحفر بشكل حثيث طيلة فترة تطوير الحقل التي قد تمتد لبضعة عقود.
وأوضحت، أن النمو المضطرد لعدد سكان العالم يترافق مع نمو الطلب على الطاقة، إذ تعمل الصناعة البترولية على تلبية هذا الطلب ضمن مسارات مختلفة من ضمنها مسار الإمداد الذي يبدأ من حفر البئر مروراً بعمليات الإكمال والإنتاج والنقل والتكرير والتخزين، وصولاً إلى التوزيع، لافتة إلى أن رغم ما يثار حول عدم استدامة هذه الموارد وأنه لم يبق منها إلا النزر اليسير، إلا أن البيانات العملية تؤكد أن النفط والغاز سيستمران في تغذية موكب الحضارة خلال المستقبل المنظور.
وعملت الدراسة على بيان أهم مشاكل الحفر سواء على اليابسة أو في «المغمورة»، من خلال النظر إلى المشاكل المرتبطة بالمعدات أو العمليات نفسها.
وتم النظر إلى المشاكل المرتبطة بتشكيلة الحفر مثل عدم ثبات جذع البئر، أو استعصاء الأنابيب أو عطبها، وتلك المرتبطة بتهريب سائل الحفر وتلوثه وما يتبعها من فقدان التحكم بالبئر، وتراجع القدرة على تنظيف القاع، وفقدان ثباتية الصخور ضمن جذع البئر.
كما نظرت إلى المشاكل المرتبطة بعمليات الحفر نفسها، مثل حفر النطاقات الحاملة لغاز كبريتيد الهيدروجين، ومشاكل المعدات المستعصية، مبينة المشاكل الناتجة عن الاتصالات وعن الطاقم نفسه.
وبحثت الدراسة في شأن فقدان السيطرة على البئر ومشاكل مواسير التغليف والسمنتة، ودور سائل الحفر في هذه المشاكل.
وعرّجت على أهم المشاكل الحديثة التي ظهرت مع تطور استخدام تقنية الحفر الموجّه، وتقنية التشقيق الهيدروليكي وتلوث المياه الجوفية.
وتطرقت الدراسة في الختام إلى التأثيرات البيئية المحتملة لمشاكل الحفر كالتلوث الصوتي أو الثقافي وتأثير الحفر على الغطاء النباتي.
وتعتبر عملية الحفر العملية الأساسية في الصناعة البترولية، وهي ذات كلفة مرتفعة للغاية، إذ يعتبر الحفر عملية متكاملة تتناسب الفائدة المتوخاة منها طرداً مع استدامة عملية الحفر برمّتها من النواحي الاقتصادية والتقنية والبيئية والاجتماعية.
ولفتت الدراسة إلى أن كل مشكلة تمت مواجهتها في أي موقع في العالم، تفتح فرصة أمام منعها أو حلها في مكان آخر، وتعني عملياً تحسين كفاءة الحفر.
كما ذكر الأمين العام لـ«أوابك»، علي سبت بن سبت، أن الموارد البترولية تعتبر من أهم دعامات الحياة الحديثة تحافظ على سيرها قدماً، وتضخ الطاقة في شريان الصناعة، وتقف في وجه تقلبات الطقس تدفئة وتبريداً، وتدير المحركات للنقل، وتقوم عليها فئة غير محدودة من الصناعات البتروكيميائية.
وبين أن عمليات الحفر تترافق مع عقبات عديدة ومشاكل، سواء على سطح الأرض أو ضمن البئر نفسها، موضحاً أن بعضها قد يصل إلى مرحلة خطيرة تزهق الأرواح وتودي بالممتلكات، وقد تبلغ حدود الكوارث البيئية.