في تطوّر بحثي مهم يُعزز وينسجم مع فكرة العلاج الإنترفيروني الواعد «SNG001» الذي طوره باحثون بريطانيون أخيراً، أعلن علماء أميركيون أنهم قد توصَّلوا أخيرا إلى اكتشاف «السر» الذي يكمن وراء وفاة بعض المصابين بمرض «كوفيد- 19» دون غيرهم يتمثل في أن فيروس كورونا المستجد ينجح في تعطيل منظومة نشاط وإنتاج الإنترفيرونات (البروتينات التي تمنع تكاثر الفيروس) في أجسامهم، فيتمكن في ظل تعطيلها من غزو وتدمير خلايا الجسم بكل سهولة ومن دون أدنى مقاومة.
وجاء الاكتشاف كثمرة لدراسة موسعة أجريت تحت إشراف الدكتورة ميغان ريني في معهد «سكريبس ريسيرتش» الأميركي المتخصص في أبحاث التكنولوجيا الحيوية.
وقالت الدكتورة ريني التي تعمل أستاذة لطب الطوارئ في جامعة براون الأميركية: «بدأت هذه الدراسة انطلاقاً من السؤال التالي: (ما السر المفصلي الفارق الذي يكمن وراء تدهور ووفاة مريض معين مصاب بكورونا متأثراً بالمضاعفات بينما يتعافى مريض آخر وينجو على الرغم من تشابههما في عوامل السن والحال الصحية وبقية العوامل الأخرى، بل إن المتوفى ربما كان في حال أفضل من الناجي قبل الإصابة؟)».
وأوضحت ريني أن نتائج الدراسة «أشارت بوضوح إلى أن السر الفارق الذي أدى إلى تفاقم أعراض (كوفيد- 19) بشكل حاد لدى أكثر من ألف مريض وأدى إلى وفاتهم هو أن تأثيرات فيروس كورونا المستجد في الجسم تسببت في إفراز مواد مضادة عطلت نشاط الإنترفيرونات المناعية التي هي جزء أساسي من منظومة مقاومة الفيروسات. وفي ظل تعطيل تلك الإنترفيرونات (بما فيها الإنترفيرون «beta-1a») يفقد الجسم أهم خط دفاعي ضد الفيروسات عموماً، وخصوصا فيروس كورونا المستجد الذي يجد الطريق مفتوحاً تماماً أمامه لغزو وتدمير خلايا الرئتين خصوصاً فتكون الوفاة هي النتيجة الحتمية».
وأشارت إلى أن هذا الاكتشاف يعني أنه من الممكن إنقاذ حياة مريض كورونا الذي تتدهور حالته من خلال تعويضه بدواء يعوض جسمه عن الإنترفيرونات التي تعطلت قدرته على إنتاجها.