ارتفعت أسعار النفط أمس لأعلى مستوى منذ فبراير 2020 بعد تعهد السعودية بخفض إنتاجها مليون برميل يومياً خلال شهري فبراير ومارس المقبلين، بينما أظهرت بيانات أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت الأسبوع الماضي.
وصعد خام القياس العالمي برنت نحو 1 في المئة، أمس، إلى 54.09 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ 26 فبراير 2020، بعدما قفز 4.9 في المئة الثلاثاء.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50.24 دولار للبرميل، وهو أيضاً الأعلى منذ 26 فبراير الماضي، بعد أن كان قد أغلق مرتفعاً 4.6 في المئة أول من أمس.
من جهته، أشاد وزير النفط وزير الكهرباء والماء الدكتور محمد الفارس، بالجهود المشتركة لدول «أوبك +» وتعاونها لضمان استقرار أسواق النفط وتحقيق توازنها عبر الاستمرار في مستويات الإنتاج الحالية نفسها، مثمناً الدور الريادي للسعودية في هذا الشأن.
وأوضح أن توزيع لقاحات «كورونا» سيكون له تأثيرات إيجابية وواضحة على الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2021، وذلك حسب الدراسات والتوقعات لمنظمة «أوبك».
وذكر الفارس أن الاجتماع الوزاري الـ13 لمجموعة «أوبك +» نتج عنه اتفاق يعزز المكاسب في السوق واستقرارها، حيث اتفقت الدول المشاركة على عدم زيادة الإنتاج في شهر فبراير ومارس 2021 والاستمرار بمستويات الإنتاج المتفق عليها نفسها لشهر يناير 2021 مع زيادة طفيفة لكل من روسيا وكازاخستان.
وقال إن هذا الاتفاق سيعزز الاستقرار والتوازن في السوق النفطية خلال المرحلة الحالية، خصوصاً في ظل الاتفاق على أن يتم عقد المؤتمر الوزاري بصفة شهرية، ما يسمح بسرعة تحديد مستويات الانتاج اللازمة حسب تعافي الطلب العالمي على النفط.
وأضاف أن السعودية قدمت مبادرة سخية باستعدادها لخفض طوعي للإنتاج خلال شهري فبراير ومارس ما ساعد في دعم أجواء التفاؤل حول مصداقية «أوبك +» تجاه التركيز على تحسين أساسيات السوق وتشجيع السحوبات من المخزون النفطي بقصد استقرار الاسواق.
وأشار الفارس إلى أن القرار من شأنه أن يسهم في دعم الأسواق ويصب في مصلحة تعافي الاقتصاد بشكل تدريجي، ما يشجع أجواء الاستثمار والتعافي في نشاط الصناعة وعودة الحياة لطبيعتها ويتماشى مع التفاؤل والآمال حول انتشار اللقاحات الجديدة وأثره على انتعاش الاقتصاد العالمي، حيث تشير بيانات منظمة «أوبك» إلى زيادة في مستوى النمو الاقتصادي العالمي بمستوى 4.4 في المئة لعام 2021.
دور كويتي فاعل
وأكد أن الكويت أدت دوراً فاعلاً في تشجيع أجواء التفاؤل والتفاهم والتوصل لاتفاق تاريخي ودعم جهود وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي يحرص كل الحرص على نجاح «أوبك +» في التوصل لاتفاق يحقق استقرار الاسواق النفطية.
وأضاف أنه من المتوقع قيام العديد من المصافي النفطية بإجراء الصيانة الدورية في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن هناك زيادة في الإنتاج لبعض الدول أخيراً يجب وضعها من ضمن المعادلة، كما أن المخزون النفطي مازال عالياً نسبياً، وهي كلها عوامل تستدعى الحذر في التعامل مع أسواق النفط وعدم الاستعجال في زيادة الانتاج.
من جهة أخرى، أفادت وثيقة أن شركة أرامكو السعودية رفعت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف إلى آسيا 0.7 دولار للبرميل في فبراير، ليصبح بعلاوة تبلغ دولاراً للبرميل فوق متوسط عُمان/دبي.
وحددت الشركة سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى شمال غرب أوروبا، وفقاً لـ»رويترز» بخصم 1.9 دولار للبرميل عن «برنت» في بورصة إنتركونتننتال، بانخفاض 0.5 دولار عن يناير، وإلى أميركا عند 0.75 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخام عالي الكبريت، بزيادة 0.2 دولار عن الشهر السابق.
99 في المئة التزام «أوبك» بتخفيضات الإنتاج في ديسمبر
أظهر مسح أجرته «رويترز» ارتفاع إنتاج «أوبك» للشهر السادس على التوالي في ديسمبر الماضي، إذ ضخت 25.59 مليون برميل يومياً بزيادة 280 ألفاً عن نوفمبر.
وجاءت أكبر زيادة للمعروض من ليبيا، كما عزز منتجون تشملهم التخفيضات إمداداتهم في ديسمبر، ما قلص نسبة الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها إلى 99 في المئة من 102 في المئة في نوفمبر.