منحت السلطات في العديد من المدن الصينية عشرات الملايين من اليوان الرقمي كهدايا للعام القمري الجديد يوم 12 فبراير، والتي يمكن تحميلها على هاتف ذكي، حيث وزعت بكين وسوتشو وحدهما 200000 حزمة كل واحدة تحتوي على 200 رنمينبي يعادل 31 دولاراً في يانصيب عام.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن تاريخ الإطلاق الرسمي، فإن الصين عازمة على أن تصبح أول الاقتصادات العظمى التي تطرح عملة رقمية، ما يبرز مكانتها كرائد عالمي في تكنولوجيا المدفوعات للعالم في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.
وقال رئيس الأعمال الآسيوية في أحد البنوك الرائدة في «وول ستريت»: «صانعو السياسة الصينيون هم الأكثر تقدماً في تفكيرهم في شأن العملة الرقمية». «إنهم يفكرون في أشياء لم يفكر بها بقية العالم حتى الآن».
أضاف «الرنمينبي الرقمي سيضع كل معاملة على رادار بنك الشعب الصيني».
وتتوافق الخطة الرقمية الصينية مع الطموحات الأوسع لعملتها حيث تأمل بكين أن تساعد التكنولوجيا في تعزيز الرنمينبي دولياً وإضعاف هيمنة الدولار الأميركي.
ويرتبط اليوان الرقمي بحملة الحزب الشيوعي للحفاظ على السيطرة على المجتمع والاقتصاد، حيث تم تصميم التكنولوجيا جزئياً لتعزيز حالة المراقبة الخاصة بها، وفقاً لما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز».
وغالباً ما تكون العملات المشفرة لامركزية، لم يتم إصدارها أو دعمها من قِبل الحكومات.
على النقيض من ذلك، يتم إصدار «اليوان الرقمي» من قِبل البنك المركزي ووضعها كعملة قانونية مضمونة من قِبل الدولة الصينية.
ويقول المحللون إن بكين تأمل أيضاً في استخدام اليوان الرقمي كوسيلة لإعادة تأكيد سيطرة الدولة على صناعة التكنولوجيا المالية وسوق الدفع الإلكتروني الواسع الذي تهيمن عليه شركتان خاصتان ضخمتان، هما مجموعة النملة التابعة لشركة «علي بابا»، وتطبيق «وي شات» التابع لشركة تينيسنت.