كشفت كبير مهندسي المكامن في شركة نفط الكويت المهندسة نورا الميع، أن المرحلة الثالثة المستقبلية لإنتاج الغاز الحر تهدف للوصول إلى إنتاج 950 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الحر في 2023.
وأوضحت الميع خلال الحلقة النقاشية الافتراضية التي نظمتها وزارة النفط تحت عنوان «الغاز الحر في الكويت»، أن الخطة الإستراتيجية لإنتاج الغاز الحر في الكويت تشتمل على 3 مراحل، الأولى لإنتاج ما يقارب 175 مليون قدم مكعبة في اليوم من الغاز الحر وتم تحقيق هذه المرحلة من خلال تشغيل منشأة الإنتاج المبكر (EPF-50)، ورفع إنتاج المحطة إلى 210 ملايين قدم قياسي يومياً من الغاز الحر.
وذكرت أن المرحلة الثانية الحالية شملت رفع الإنتاج الى ما يقارب 550 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الحر، من خلال تشغيل منشآت الإنتاج الجوراسي في الصابرية وشرق وغرب الروضتين.
وأضافت الميع أنه وانطلاقاً من التوجهات الإستراتيجية لمؤسسة البترول، فإن الكويت تسعى إلى زيادة عمليات استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي غير المصاحب.
وأشارت إلى اكتشاف المكامن الجوراسية في حقول شمال الكويت (الروضتين والصابرية وظبي وأم نقا وبحرة)، ما دعا لإنشاء 4 منشآت جوراسية لإنتاج الغاز غير المصاحب، كاشفة أنه تم تدشين منشأة (EPF- 50) وتشغيلها في سنة 2008، ومنشأة الصابرية التي تم تشغيلها نهاية عام 2017، ومنشأتي شرق وغرب الروضتين في 2018.
وأوضحت أن حقول الغاز الحر لها ظروف إنتاجية صعبة تتمثل في ارتفاع نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين السام، التي تتراوح بين 2 و8 في المئة، وارتفاع درجات الضغط والحرارة التي تصل إلى 280 فهرنهايت (ما يعادل 130 درجة مئوية)، فضلاً عن الأعماق الكبيرة للآبار التي تصل إلى 16.5 ألف قدم.
وأكدت الميع أن هناك 127 بئراً جوراسية منتجة لسد احتياج المنشآت وللوصول للأهداف الإستراتيجية، في حين تهدف الخطة المستقبلية إلى الاستمرار في إنتاج 950 مليون قدم مكعبة خلال السنوات المقبلة من خلال إدخال وحدتي الإنتاج المبكر 4 و5.
مكامن الغاز الحر
وقالت كبير جيولوجيين في شركة نفط الكويت، أريج الدارمي، إن مكامن الغاز الحر صعبة للغاية، وتصل إلى أعماق بعيدة جداً تحت الأرض تصل إلى نحو 6 أضعاف طول برج خليفة، وتتطلب معدات إنتاج خاصة يتم استيرادها من المصنعين لتتناسب مع طبيعة الحقول في الكويت.
وكشفت الدارمي أن «نفط الكويت» رفعت مستويات إنتاج الغاز الحر خلال 2020 الى 550 مليون قدم مكعبة يومياً في سبتمبر 2020، لتغطي انخفاض إنتاج الغاز المصاحب الذي تزامن مع تخفيض إنتاج الكويت تطبيقاً لالتزامات الكويت في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) مع حلفائها المستقلين من الخارج «أوبك+».
وأوضحت أن «نفط الكويت» تقوم سنوياً بحفر ما بين 22 إلى 23 بئراً للغاز الحر في السنة، وأن هناك 9 حقول حالياً تنتج 550 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز و100 بئر نشطة.
وبينت أنه ونظراً لخطط التوسع السريعة في الحقول الجوراسية والتحديات المتزايدة في شمال الكويت، فسيكون من المهم تعزيز التعاون الوثيق مع وزارة النفط بشكل أسرع وأكبر لتحقيق الأهداف والغايات المشتركة.
أول عينة
وقدمت الدارمي خلال الحلقة النقاشية أول عينة للنفط الصخري المستخرج في الكويت، والتي تم استخراجها من إحدى الآبار في البلاد بتكنولوجيا جديدة وفي ظروف غير عادية.
وذكرت الدارمي أن «نفط الكويت» تهدف للمحافظة على إنتاج 950 مليون قدم مكعبة يوميا خلال السنوات العشر المقبلة، مشيرة إلى أن الخطط الموضوعة تتوقع انخفاض ذلك الإنتاج خلال تلك الفترة الطويلة، وأن ما سيعوضها الاستكشافات الجديدة التي تقوم بها المجموعات المختلفة في الشركة لتطوير الإنتاج وفقا للمستجدات.
وبينت أن الكويت مستمرة في خطط الإنتاج كما هي لتلبية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من الغاز، وأن انتاج الغاز في الكويت يعتبر تنافسياً، بحيث يستخرج معه كميات من النفط الخفيف عالي الجودة الذي يرتفع اسعاره عالمياً، في حين تقوم مؤسسة البترول بخلطه مع خام التصدير الكويتي لرفع درجة النقاوة.
استمرار الاستكشاف
وأفاد كبير جيولوجيي فريق التقييم الاستكشافي في «نفط الكويت» رياض أبو طالب، أن عمليات الاستكشاف عن الغاز الحر في البلاد مستمرة، للوصول إلى الخطة الإستراتيجية المرجوة للإنتاج والمحددة من قبل الدولة المتمثلة بمؤسسة البترول بزيادة احتياطيات النفط والغاز.
ولفت أبو طالب إلى تحديات كثيرة تواجه الشركة في إطار إنتاج هذا النوع من الغاز، كونه يقع تحت أعماق كبيرة تبدأ من 18 ألف قدم تقريباً في الحقول الجنوبية للكويت في طبقات خف وعنيزه، وصولاً إلى أعماق تصل إلى 22 ألف قدم في شمال الكويت والتي تتطلب أحياناً معدات خاصة قد لا تتوافر أحياناً في السوق العالمي.
وأفاد بأن مؤسسة البترول هي المعنية برصد ميزانيات تلك العمليات الاستكشافية للسنوات العشر المقبلة، وهي مرحلة تحويل المكمن إلى مرحلة الإنتاج الفعلي للغاز بشكل كامل في حال النجاح باكتشاف الغاز.
تأهيل البنية التحتية
قالت مديرة العلاقات العامة في وزارة النفط الشيخة تماضر الصباح، في مداخلة لها، إن الكويت لا تدخر جهداً في تأهيل بنيتها التحتية وتوسعتها، ومواكبتها للتقنيات المتنوعة، من خلال مجموعة ضخمة من المشاريع الرامية إلى زيادة الإنتاج، وتحقيق إستراتيجيتها للمضي قدماً وبخطوات ثابتة نحو ريادة القطاع النفطي باعتباره عصب الاقتصاد الكويتي وعموده الرئيسي.
وذكرت أن «نفط الكويت» تسير قدماً في تنفيذ خططها الطموحة لإنشاء العديد من المشاريع، التي تهدف لزيادة إنتاج الغاز الحر من خلال الوصول إلى أحدث الوسائل التكنولوجية واكتساب الخبرات العالمية، وتأهيل الكوادر الوطنية وجعلها قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه صناعة النفط والغاز.