يعلق سماسرة العقار والمطورون في السوق البريطاني الآمال على رفع القيود على السفر الدولي بين البلدان الخليجية ولندن، معولين على الطلب المتزايد من المشترين الخليجيين على العقار اللندني الفاخر.
تقول صحيفة «ذي ناشيونال» الإماراتية إن المطورين العقاريين كثفوا حملاتهم التسويقية إلى المنطقة في الفترة قبيل تخفيف بريطانيا لقيود السفر وذلك تحسباً لزيادة المعاملات مع المشترين من دول مجلس التعاون الخليجي.
ومع ذلك، فإن نظام «الإشارات المرورية» الذي وضعته بريطانيا ويعتمد الألوان الأحمر أو البرتقالي أو الأخضر لكل بلد أجنبي، وضع دولة الإمارات إلى جانب دول الخليج الأخرى على القائمة الحمراء، والتي تفرض على الركاب القادمين من تلك الدول حجراً صحياً مؤسسياً لمدة 10 أيام.
ونقلت الصحيفة على لسان رئيس المبيعات السكنية الدولية للشرق الأوسط في شركة سافيلز للاستشارات العقارية، إينور غلين، قوله إن الأخبار الأخيرة كانت بمثابة ضربة للسوق الذي كان من المفترض أن يشهد ارتفاعاً في الطلب المكبوت بعد عام من القيود.
وأضاف: «قبل شهر، اعتقدنا أن الرحلات الجوية ستفتح، وسيكون بإمكان الجميع السفر إلى المملكة المتحدة وكان لدينا سلسلة حقيقية من الصفقات. هناك الكثير من الطلب المكبوت في الشرق الأوسط، لكن عدم قدرة الناس على السفر أثّر فعلاً على حجم الصفقات التي كنا قادرين على تنفيذها».
هذا وتدير شركة سافيلز سبع حملات تسويقية للمطورين الرئيسيين في وسط لندن في منطقة الخليج، مما عزز الاهتمام بالعاصمة البريطانية – التي تحظى بالفعل بشعبية لدى المشترين في الشرق الأوسط.
يقول إينور إن شهية المستثمرين الخليجيين على الشراء موجودة، لكن ليست لديهم الرغبة الملحة عدا عن عدم رغبتهم في الالتزام حتى يتمكنوا من السفر.
وأضاف: «هناك قدر كبير من الاهتمام ولكن إلى أن يستطيع المستثمرون السفر ومعاينة العقار بأنفسهم، لا أعتقد حقاً أننا سنرى العديد من الصفقات كما نود».
وعلى الرغم من التردد بين المشترين الخليجيين، تقول الصحيفة إن الأثرياء أنفقوا على شراء المنازل الفاخرة في لندن العام الماضي أكثر من أي مدينة أخرى في جميع أنحاء العالم، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة الاستشارات العقارية نايت فرانك لشهر إبريل. وأنفق المشترون الدوليون ما يقرب من 4 مليارات دولار على العقارات الفاخرة في العاصمة البريطانية في عام 2020.
وأفاد غلين إن منطقة الخليج مختلفة قليلاً عن أجزاء أخرى من العالم، لأن بناء الثقة يستغرق وقتاً قبل أن يلتزم المشترون بصفقة – وهي علاقة تُصاغ عادة من خلال الاجتماعات وجهاً لوجه.
وأضاف: «من الصعب جداً عقد اجتماعات مع العملاء عبر منصة (زوم). وعادة ما نسافر على متن الطائرات أسبوعياً، حيث نقصد جميع أنحاء المنطقة، ونعقد اجتماعات وجهاً لوجه مع أشخاص من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وإلى حين التوصل إلى اتفاق نكون قد أجرينا الكثير من الزيارات».
في غضون ذلك، قال غلين إن «سافيلز» حققت نجاحاً أكبر في بيع العقارات منخفضة الأسعار، حيث أقبل الكويتيون على شراء منازل تبدأ أسعارها من 500 ألف جنيه إسترليني.
وأضاف: «يبدو أن الناس أكثر استعداداً للالتزام بهذا المستوى من السوق».
وتعتبر الكويت ثاني أكثر الأسواق نشاطاً لشركة «سافيلز»، بعد المملكة العربية السعودية، والتي تمثل 60 في المئة من العملاء المتوقعين من الحملات التسويقية الأخيرة للشركة، بينما تأتي الإمارات في المرتبة الثالثة.