كشفت دراسة حديثة أجرتها «ماستركارد» عن تنامي ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاسيما بعد التغييرات الصعبة وغير المسبوقة التي فرضها تفشي «كورونا»، حيث أظهر مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بنسخته الأولى، أن 81 في المئة من تلك الشركات تتطلع بإيجابية للأشهر الـ12 المقبلة، حتى أن 77 في المئة منها تتوقع استقرار أو نمو إيراداتها خلال هذه الفترة، بينما توقع أكثر من نصف الشركات (56 في المئة) زيادة إيراداتها.
ومع العودة التدريجية لنشاط العديد من الاقتصادات المحلية ودخول مرحلة النمو في ظل تخفيف القيود الاجتماعية المفروضة، حدّدت الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 3 مجالات رئيسية تدفع هذا النمو وهي، سهولة الوصول إلى البيانات المجدية (42 في المئة) وسهولة الحصول على التسهيلات الائتمانية (41 في المئة) وبرامج التدريب ورفع مهارات الموظفين من أجل إعدادهم للمستقبل (40 في المئة)، ما يُشير إلى أن الفرص التي تنشأ للشركات الصغيرة والمتوسطة تتأثر بتحوّلها الداخلي، وكذلك باللوائح والاتجاهات الخاصة بالصناعة.
وفي ما يتعلق بالأشياء التي تُثير قلقها، أشارت 50 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية الحفاظ على أعمالها وتنميتها، أما بالنسبة إلى المخاوف التي تُثير قلقها خلال الأشهر الـ12 المقبلة، فحدّدت أكثر من نصف (53 في المئة) من الشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفاع تكلفة مزاولة الأعمال كعامل أساسي، بينما أشارت 39 في المئة إلى الحاجة لتسهيل الحصول على رأس المال، كما ذكرت 58 في المئة من الشركات أن الشراكات ضمن القطاع الخاص، والمبادرات الحكومية (53 في المئة)، من أهم العوامل التي لها تأثير إيجابي على الشركات الصغيرة والمتوسطة والسوق الأوسع في المنطقة.
ومع تطور الاتجاهات الاستهلاكية في عالم ما بعد «كورونا»، تبرز حاجة الشركات للتكيف والاستعداد للمستقبل.
ويقدّر تقرير «اقتصاد 2021» الصادر عن «ماستركارد» بأن 20 إلى 30 في المئة من الزيادة في الإنفاق على التجارة الإلكترونية التي ارتبطت بتفشي «كورونا» ستبقى ثابتة في حصة الإنفاق الإجمالي لقطاع التجزئة العالمي، فيما كشفت دراسات حديثة أجرتها «ماستركارد» أن 74 في المئة من المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توجهوا للتسوق عبر الإنترنت أكثر من ذي قبل منذ تفشي الوباء، بينما يفكّر 95 في المئة من المتسوقين في المنطقة باستخدام تقنية دفع جديدة خلال العام المقبل.