كويت تايمز: بدأ النفط الكويتي يضمد جراحه، متجاوزا نزيفا استمر لأشهر طويلة، وذلك بعد ما كسر سعر البرميل حاجز الـ 50 دولاراً للبرميل صعوداً، وذلك لأول مرة منذ 17 شهراً، مسجلا أعلى سعر له خلال تلك الفترة، بعدما ارتفع 2.37 دولار في تداولات أول من أمس، ليبلغ 51.91 دولار، مقابل 49.54 دولار للبرميل في تداولات الجمعة الماضية، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول.
وتجاوز سعر برميل النفط أقرب مستوى سعري له في 24 يوليو 2015، إذ سجل حينها 51.82 دولار للبرميل، بينما كان سعر يوم الاثنين هو الأعلى مقارنة بأعلى سعر وصل إليه خلال تلك الفترة وهو 53 دولارا للبرميل يوم 22 يوليو 2015.
وفي سياق متصل، أبلغت مؤسسة البترول، جميع عملائها بخفض كمياتهم التعاقدية من النفط الخام ابتداء من يناير المقبل، لافتة إلى أن الخفض يأتي تماشيا مع التزام الكويت بقرار «أوبك» بشأن خفض الإنتاج.
وأشارت المؤسسة إلى أن خفض إنتاج الدول من خارج «أوبك» بنحو 600 ألف برميل يومياً، مما ساهم في ارتفاع أسعار النفط في الأيام القليلة الماضية.
وفي هذه الأثناء، ارتفعت (وكالات) أسعار النفط أمس، مدعومة بطلب قوي في آسيا، وتخفيضات للإنتاج من قبل أبوظبي والكويت وقطر في إطار تخفيض عالمي تنظمه «أوبك» ومصدرون آخرون، إلا أن متعاملين قالوا إن السوق تعرض لضغوط من قبل مستثمرين يغلقون مراكزهم المالية التي استفادت من مكاسب قوية سجلها النفط أول من أمس.
واتجه خام القياس العالمي مزيج «برنت»، وخام «غرب تكساس» الأميركي الوسيط للانخفاض في التعاملات الأوروبية المبكرة، وخلال التداولات ارتفع خام «برنت» 51 سنتا إلى 56.20 دولار، فيما صعد خام «غرب تكساس» الوسيط 39 سنتا إلى 53.22 دولار.
وأشار متعاملون، إلى أن عمليات كبيرة للبيع بهدف جني الأرباح جرت بعدما ارتفع النفط إلى أعلى مستوياته منذ منتصف 2015 في وقت سابق هذا الأسبوع، وذلك بعد أن توصلت «أوبك» التي تهيمن عليها دول الشرق الأوسط، ومصدرون آخرون تقودهم روسيا إلى اتفاق لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لكنهم أضافوا أن أسواق النفط مازالت مدعومة بوجه عام باتفاق خفض الإنتاج.، كما أن محللين حذروا من أن الأسعار قد تتحول سريعا إذا اعتقد السوق أن هناك تقاعسا عن الإلتزام الكامل بتنفيذ الإتفاق.
من جهتها، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بوتيرة أقوي من المتوقع في 2016 و2017، وذلك على الرغم من أنه مبكر جدا تقييم أثر الخفض المشترك للإمدادات من قبل أكبر منتجي النفط في العالم.
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري حول سوق النفط، أن تعديلات على تقديراتها لاستهلاك الصين وروسيا دفعتها لرفع توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام بواقع 120 ألف برميل يومياً إلى 1.4 مليون برميل يوميا، ولزيادة توقعاتها لعام 2017 بواقع 110 آلاف برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل يوميا.
وذكرت الوكالة أنه، إذا التزمت «أوبك» وشركاؤها من خارج المنظمة بتعهداتهم فإن المخزونات العالمية قد تبدأ في الانخفاض في النصف الأول من 2017، موضحة أن هذا لم يكن توقعها الخاص وأنه يستند إلى الاتفاق.
وأشارت إلى أن الاتفاق لمدة 6 أشهر، وهو ما يجب أن يتاح له وقت للتنفيذ قبل إعادة تقييم توقعاتنا للسوق، مبينة أن النجاح يعني للمنتجين تعزيز الأسعار واستقرار الإيرادات بعد عامين صعبين، والفشل سيخاطر ببدء عام رابع من نمو المخزونات وعودة محتملة إلى الأسعار المنخفضة.
ورفعت الوكالة توقعاتها لاستهلاك الصين من النفط بواقع 135 ألف برميل يوميا إلى 11.9 مليون برميل يوميا لعام 2016، وذلك بفضل الزيادة القوية في واردات المركبات الأروماتية (العطرية) في النصف الأول من العام الجاري، وتغطية أفضل لمصافي النفط المستقلة.