اكتشف علماء الأحافير مقبرة أحفورية هائلة لمخلوقات بحرية جوراسية متعرجة تشبه الكائنات الفضائية الغريبة، تحت محجر الحجر الجيري في منطقة كوتسوولدز بالمملكة المتحدة.
ويتضمن الاكتشاف الأحفوري ربما عشرات الآلاف من اللافقاريات البحرية المسماة شوكيات الجلد – وتعني “جلد القنفذ” باللغة اليونانية، بما في ذلك الأسلاف القديمة لنجم البحر الحديث وخيار البحر وقنافذ البحر وزنابق البحر ذات الأطراف المكشكشة – المحفوظة بطريقة صحيحة في جميع مراحلها دورة الحياة، وفقا لما قاله الباحثون في بيان.
ولكن في مرحلة الازدهار، واجه مجتمع قاع البحر المزدهر نهاية كارثية: كارثة غامضة، ربما يكون الانهيار الطيني الناجم عن زلزال خنق الحيوانات ودفنها لمدة 167 مليون سنة.
وقال نيفيل هولينغورث، وهو صياد هاوي متحجرات اكتشف المخبأ أثناء نزهة مع زوجته سالي، لموقع “بي بي سي”: “ما لدينا هنا هو نوع من العصر الجوراسي بومبي”.
وقال تيم إوين، عالم الحفريات وأمين متحف التاريخ الطبيعي في لندن، لـ”بي بي سي”: “حاولت المخلوقات حماية نفسها، وتبني موقف الضغط المتمثل في سحب أذرعها، لكن كل ذلك كان بلا جدوى”.
ويعود تاريخ الموقع إلى العصر الجوراسي الأوسط (ما يقرب من 200 مليون إلى 145 مليون سنة)، عندما كانت الديناصورات ذات الأقدام المتعطشة للدماء تدب على الأرض. وفي البحر، كانت الأمور في مرحلة انتقالية: نفق ما يصل إلى نصف جميع الأنواع البحرية في حدث انقراض في نهاية العصر الترياسي، وكانت شوكيات الجلد تتطور لملء الفجوة.
ولاحظ الباحثون أن شوكيات الجلد أصبحت ناجحة للغاية في انتزاع الطعام من خلال أذرعها الشوكية.
وقال الفريق إن موقع قاع البحر هذا كان ضحلا للغاية، ربما يتراوح عمقه بين 65 و130 قدما (20 إلى 40 مترا).
ومع وجود الآلاف والآلاف من العينات المتنوعة التي يجب فحصها، يأمل الباحثون في معرفة المزيد عن تطور شوكيات الجلد خلال العصر الجوراسي – بما في ذلك وصف العديد من الأنواع الجديدة. وإلى جانب الحيوانات، وجد الفريق أيضا عينات من الخشب وحبوب الطلع المحفوظة في الصخور، والتي يمكن أن تكشف المزيد من التفاصيل حول التغيرات المناخية في ذلك الوقت.