اكتشف طبيبان بريطانيان طريقة جراحية واعدة وغير مسبوقة أثبتت نجاحها في «ترميم» آثار الالتهابات في بطانات رئات الناجين من إصابات «كوفيد – 19» الحادة، وهي الطريقة التي تعتمد على استخلاص خلايا معينة من دمهم ثم إعادة حقنها في تلك البطانات المتضررة.
الطبيبان هما أشيش باتيل وبيجان موداراي، وهما جرّاحا أوعية دموية في مستشفيات مؤسسة «غايز آند سانت توماس» التابعة لهيئة الرعاية الصحية البريطانية (NHS)، واللذان قالا إنهما سعيا إلى إيجاد وتطوير طريقة لترميم أنسجة بطانات رئات الناجين من إصابات «كوفيد» الحادة، لأنهم يعانون من مضاعفات وأعراض مؤلمة جداً بسبب التشققات (الندبات) الليفية التي تبقى وكأنها جمرات صغيرة ملتهبة في بطانة الرئتين بعد التعافي من الإصابة والنجاة منها.
وأوضح باتيل وموداراي أن الطريقة تعتمد على سحب كمية من دم المريض ثم يتم فرزها في المختبر لفصل نوع من خلايا الدم البيضاء يسمى «الخلايا البلعمية»، ثم يتم حقنها جراحياً في المريض لتتولى مهمة ترميم الأنسجة المتضررة في بطانة الرئة.
وحتى الآن، نجحت تلك الطريقة في معالجة خمسة مرضى، بمن فيهم مريض ستيني كان قد نجا بصعوبة وتضررت بطانة رئتيه بنسبة 60 في المئة، لكن هذا العلاج قلص تلك النسبة إلى 25 في المئة في غضون 3 أسابيع فقط مع إمكانية تحقيق مزيد من التحسن مع مرور الوقت.
وأشاد أطباء وجراحون بريطانيون بارزون بنتائج هذه الطريقة الواعدة التي أجمعوا على أنها تبشر المتعافين من «كوفيد» باستعادة كفاءة وظائف الرئتين الطبيعية عن طريق تبديد التشققات النسيجية التي تجعلهم يجدون صعوبة كبيرة في التقاط الأنفاس.
وتشير تقديرات إلى أن ملايين حول العالم يمكن أن يستفيدوا من هذا الاكتشاف الطبي الرائد، إذ إن نحو 2 في المئة ممن يصابون بعدوى «كوفيد – 19» يعانون أشد المعاناة بعد تعافيهم من تلك التشققات التي تُعرف طبياً بـ«الندبات الرئوية الليفية» وتؤثر سلباً على قدرة البطانة الداخلية للرئة على العمل بشكل طبيعي، ما يقلل من كمية الأكسجين التي يمكنها امتصاصها.
لكن لم يتضح حتى الآن ما إذا سيكون هناك حاجة إلى تكرار عملية حقن خلايا الدم تلك، أم أن حقنة واحدة ستكون كافية. لذا، من المقرّر أن يتم إجراء مزيد من التجارب الإكلينيكية بهدف تحديد ذلك الأمر.