ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.16 دولار أول من أمس الإثنين ليبلغ 87.72 دولار للبرميل، متجهاً إلى مستويات عصره الذهبي، إذ لم يصل سعره إلى هذا المستوى منذ أكثر من 7 سنوات، وتحديداً منذ السابع من أكتوبر 2014 عندما بلغ سعر البرميل الكويتي 87.25 دولار.
وعالمياً، زادت الأسعار أمس إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 7 سنوات أيضاً، بفعل مخاوف من اضطرابات محتملة للإمدادات بعد أن هاجمت جماعة الحوثي منشآت مدنية في الإمارات، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت خلال التعاملات بنسبة 1.85 في المئة إلى 88.08 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 30 أكتوبر 2014، فيما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.23 في المئة إلى 85.69 دولار للبرميل.
من جهته، رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لأسعار خام برنت من 81 دولاراً إلى 96 دولاراً في 2022 ومن 85 دولاراً إلى 105 دولارات في 2023.
وجاءت توقعات البنك لأسعار النفط بـ90 دولاراً لبرميل برنت خلال الربع الأول من 2022 و95 دولاراً و100 دولار خلال الربع الثاني والنصف الثاني من العام الجاري، مبرراً توقعاته بارتفاع السعر إلى 100 دينار بالنصف الثاني بعدد من الأسباب أبرزها انحسار تداعيات فيروس «أوميكرون» على الطلب وزيادة تعطل سلاسل الإمداد، وبأن هذه العوامل تساهم باستمرار العجز في سوق النفط العالمية.
ارتفاع الطلب
على صعيد منفصل، توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري ارتفاع الطلب العالمي على النفط 4.15 مليون برميل يومياً هذا العام دون تغيير عن توقعاتها الشهر الماضي، مضيفة أنه من غير المتوقع أن تعرقل الإجراءات النقدية الزخم الأساسي للنمو الاقتصادي العالمي، لكنها تعمل بدلاً من ذلك على إعادة تقويم الاقتصادات التي تشهد نمواً تضخمياً.
ورجحت المنظمة أن تظل سوق النفط مدعومة جيداً طوال عام 2022، متوقعة أن يتجاوز الاستهلاك العالمي 100 مليون برميل يومياً في الربع الثالث بما يتماشى مع توقعات الشهر الماضي. وعلى أساس سنوي ووفقاً لـ«أوبك» كانت آخر مرة استهلك فيها العالم أكثر من 100 مليون برميل يومياً من النفط في 2019.
وذكرت «أوبك» أنه رغم أن سلالة أوميكرون الجديدة قد يكون لها تأثير في النصف الأول من 2022، والذي يعتمد على أي تدابير إغلاق أخرى وتزايد معدلات دخول المستشفيات والتي تؤثر على القوى العاملة، فإن توقعات النمو الاقتصادي لا تزال قوية.
وأظهر التقرير أن إنتاج «أوبك» في ديسمبر الماضي ارتفع 170 ألف برميل يومياً ليصبح 27.88 مليون برميل يومياً، وهو ارتفاع أقل مما يُسمح لـ«أوبك» به بموجب الاتفاق.
السعودية وبولندا
من جهة أخرى، من المتوقع أن يؤدي شراء السعودية المزمع لحصة في مصفاة نفط رئيسية ببولندا إلى جعل المملكة مسؤولة عن توريد ثلثي إمدادات النفط البولندية وتقليص نفوذ روسيا المورد الرئيسي السابق التي تواجه توترات إقليمية.
وذكرت «أرامكو» أنها اتفقت على شراء حصة تبلغ 30 في المئة في ثاني أكبر مصفاة نفط بولندية وعلى زيادة إمداداتها لشركة النفط البولندية الحكومية «بي.كيه.إن أورلين» إلى ما بين 200 و337 ألف برميل يومياً.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصفاة جدانسك 210 آلاف برميل يومياً، وهي ثاني أكبر مصفاة بعد مصفاة بلوك الحكومية البولندية التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 270 ألف برميل يومياً.