نقلت «رويترز» عن مصدرين، أحدهما تجاري والآخر خبير لدى شركة تتبع الشحنات فورتكسا، أن الصين أفرغت ما يقارب 4 ملايين برميل من الخام الإيراني في صهاريج الاحتياطيات الحكومية في مدينة تشانجيانغ الساحلية جنوب البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وذكر المصدران أن شحنة نفط إيرانية تضم 260 ألف طن جرى تفريغها في تشانجيانغ في أواخر ديسمبر الماضي، كما تم تفريغ شحنة أخرى مماثلة لها في الحجم في الميناء نفسه ضمن مخزونات الطوارئ.
وأظهرت بيانات الجمارك الصينية، أمس، أن البلاد جلبت أولى وارداتها من النفط الخام الإيراني خلال عام في ديسمبر الماضي، رغم استمرار العقوبات المفروضة من الحكومة الأميركية، فيما هبطت الإمدادات الأميركية 42 في المئة إلى 11.47 مليون طن.
وأفادت البيانات باحتفاظ السعودية بصدارة إمدادات النفط إلى الصين في 2021، إذ ارتفعت الواردات من المملكة 3.1 في المئة مقارنة مع 2020 وزادت حصتها إلى 17 في المئة من إجمالي الواردات الصينية.
وبينت أن الصين اشترت 87.58 مليون طن من الخام من المملكة، بما يعادل 1.75 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 84.92 مليون طن في 2020 عندما حازت السعودية على حصة 16 في المئة من السوق الصينية.
وجاءت زيادة الحصة السوقية لأكبر مصدر للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» مع تعزيز المبيعات لشركات التكرير الوطنية وزيادة الطلب من شركات تكرير خاصة.
وجاءت روسيا في المركز الثاني، موسعة الفجوة مع السعودية، إذ انكمشت إمداداتها 4.7 في المئة إلى 79.65 مليون طن، أو 1.59 مليون برميل يومياً، تحت وطأة انخفاض الطلب من شركات التكرير الصينية المستقلة.
واحتلت شحنات العراق المرتبة الثالثة وتراجعت 10 في المئة خلال العام الماضي إلى 54.13 مليون طن، كما تراجعت البرازيل إلى المركز السابع العام الماضي، من الرابع في 2020، وتقلصت إمداداتها 28 في المئة إلى 30.28 مليون طن، فيما يرجع أيضاً إلى انخفاض الطلب من شركات صغيرة مستقلة، وزادت واردات عمان 18 في المئة وماليزيا 50 في المئة.
وكانت «رويترز» قد أفادت أن شحنات من إيران وفنزويلا وردت على أن مصدرها عمان وماليزيا بسبب العقوبات الأميركية.
واردات الهند
على صعيد منفصل، أظهرت بيانات أن حصة «أوبك» من واردات النفط الهندية تراجعت في 2021 إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 15 عاماً، رغم انتعاش مشتريات الخام السنوية لثالث أكبر مستورد للنفط في العالم بنسبة 4 في المئة.
ووفقاً لتحليل أجرته «رويترز» للبيانات التي تم الحصول عليها من مصادر بصناعة النفط تغطي الفترة بين 2007 و2021، انخفضت حصة أعضاء «أوبك»، ومعظمها دول من الشرق الأوسط وأفريقيا، من واردات النفط التي تلقتها الهند إلى 70 في المئة في عام 2021، مقارنة بذروة بلغت 87 في المئة في 2008.
وأظهرت البيانات أن واردات الهند من الخام انتعشت 3.9 في المئة إلى 4.2 مليون برميل يومياً في 2021 لكنها ظلت دون مستويات ما قبل الجائحة في 2019، مبينة أن حصة «أوبك» تقلصت بالتزامن مع زيادة المصافي المشتريات من كندا والولايات المتحدة على حساب أفريقيا والشرق الأوسط.
ونظراً لأن العقوبات الأميركية تجعل من الصعب على الهند استيراد الخام من فنزويلا وإيران، لجأ المشترون الهنود إلى الولايات المتحدة وكندا وجيانا وبعض الدول المنتجة الصغيرة في أفريقيا للحصول على الإمدادات.
وظل العراق أكبر مورد للهند منذ أن تجاوز السعودية عام 2017.
جني أرباح يهبط بالأسعار
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 22 سنتاً ليبلغ 89.21 دولار للبرميل في تداولات أول من أمس الأربعاء مقارنة بـ89.43 دولار في تداولات يوم الثلاثاء الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول.
وعالمياً، هبطت أسعار النفط أمس مع جني المستثمرين للأرباح في أعقاب زيادة الأسعار على مدى شهر، لكن زيادة الطلب وتعطيلات قصيرة الأجل للإمدادات دعمت الأسعار قرب أعلى مستوياتها منذ أواخر 2014.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتاً بما يعادل 0.6 في المئة إلى 87.95 دولار للبرميل خلال تداولات أمس بعد أن هبطت بما يزيد على دولار في وقت سابق.
وكان خام القياس الأوروبي قد صعد إلى 89.17 دولار للبرميل الأربعاء، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لتسليم فبراير 6 سنتات أو 0.1 في المئة إلى 86.9 دولار للبرميل، بعد انخفاضها بنحو دولار في وقت سابق.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يصل إلى 87.91 دولار أول من أمس، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014 أيضاً.
«سابك» تدشن مشروعاً في ساحل الخليج الأميركي
أفادت الشركة السعودية للصناعات الأساسية لإنتاج البتروكيماويات «سابك» بأن مشروعها المشترك مع شركة إكسون موبيل في ساحل الخليج الأميركي، والذي يتضمن وحدة لإنتاج الإيثيلين، بدأ عملياته التجارية.
وذكرت «سابك» في إفصاح للبورصة السعودية أن الشركة كانت قد أعلنت في 19 سبتمبر الماضي عن خطط لإنشاء وحدة لإنتاج الإيثيلين بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 1.8 مليون طن سنوياً، مبينة أن الوحدة ستغذي وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين، دون أن تكشف عن تفاصيل مالية.