قال محافظ بنك الكويت المركزي، رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية، الدكتور محمد الهاشل، إن المعهد سيقدم بالتعاون مع كلية هارفارد لإدارة الأعمال، برنامجاً خاصاً لتطوير القيادات التنفيذية في البنوك والمؤسسات المالية في دول الخليج، في ظل المتغيرات في عالم الأعمال، بما يتناسب مع احتياجات القطاعين المصرفي والمالي للتعامل مع البيئة الاقتصادية بالغة التعقيد، والتطورات التقنية المتسارعة.
وأشار إلى أن البرنامج سيقدَّم باستخدام تقنية التدريب الافتراضي، كجزء من أساليب التدريب المهني المبتكرة الجديدة، عبر منصة التدريب «زووم» الخاصة بكلية «هارفارد» لإدارة الأعمال من خلال شبكة الإنترنت.
وأفاد الهاشل بأن برنامج 2022 سيُقدَّم تحت عنوان «الريادة في عالم متحول»، ويتكون من محوري «الإستراتيجية المالية» و«القيادة»، حيث سيتم التركيز على الدور الحاسم للقيادة والإدارة في صياغة وتنفيذ إستراتيجيات مالية وفنية وقيادية لمواجهة التحديات، وما يتطلبه التحول الرقمي في القطاع المالي من مهارات وتقنيات إدارية وقيادية مختلفة، لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.
وذكر أنه سيتم استخدام دراسات الحالات العملية ذات الصلة بموضوع البرنامج، وذات العلاقة بالقطاع المصرفي والمالي وقطاعات أخرى، وهي ما تشتهر به هذه الكلية، بهدف تقديم مجموعة متكاملة من التجارب العملية، وبما يُساهم في تعزيز القدرات التحليلية لدى المشاركين، وتزويدهم بالأدوات والأساليب التي ستؤثر على الأداء والابتكار والثقافة المؤسسية، لافتاً إلى استخدام عدد من الأنشطة التفاعلية الافتراضية التي سيقوم بها المتدربون في مجموعات عبر منصة «هارفارد».
وأضاف الهاشل أن البرنامج يستهدف فئة التنفيذيين من مستوى مدير إدارة أو ما يعادله على الأقل، وسيعقد على مدى أسبوعين، الأول من 13 إلى 17 مارس المقبل، والثاني من 20 إلى 24 مارس، على أن يحصل المشاركون في نهايته على شهادة حضور من كلية «هارفارد» لإدارة الأعمال.
مبادرة «كفاءة»
وأوضح الهاشل أن البرنامج أحد برامج مبادرة كفاءة التي أطلقها «المركزي» في سبتمبر 2019، والتي تُعقد بدعم من البنوك الكويتية المحلية وينظمها ويشرف على تنفيذها «الدراسات المصرفية»، لتطوير الكوادر والقيادات التنفيذية، العاملة في قطاعات مختلفة بصفة عامة وفي القطاع المالي والمصرفي بصفة خاصة.
وبيّن أن التعاون مع «هارفارد» بدأ منذ عام 2009، حيث قدم البرنامج للمرة الأولى في الكويت عام 2010، موضحاً أن أهميته تكمن في أنه أول برنامج خاص تقدمه الكلية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ومشيداً بالتعاون المثمر والمستمر بينها وبين «الدراسات المصرفية».
وذكر الهاشل أن البرنامج كان يُعقد بالتناوب كل عام في إحدى دول مجلس التعاون، فيما عُقد البرنامج السابق لعام 2021 وهو الثاني عشر، من خلال التدريب الافتراضي، مشيراً إلى حرص «المركزي» والبنوك الكويتية على الاستمرار في تقديمه مع العمل على تطويره بما يتناسب مع التغيرات المتسارعة في مجال الأعمال.
تطوير الأداء
أشار الهاشل إلى أن العمل على تطوير أداء الكوادر الوطنية مُستمر وسيبقى على رأس الأولويات الإستراتيجية لبنك الكويت المركزي، الذي اتخذ من مبادرة «كفاءة» المنبر الذي تنطلق منه جميع البرامج والمشاريع التي تعمل على تطوير هذه الكوادر، نظراً لما لهذه الفئة من أهمية في تحقيق التطور المستدام للقطاع المصرفي والمالي.
وأكد حرصه على أن يستمرّ التعاون بين البنوك والمؤسسات المالية الكويتية والخليجية، والعمل على خلق مبادرات جديدة، لتعزيز الاستفادة من مثل هذه المبادرات في مجال التدريب وتبادل الخبرات، معرباً عن شكره وتقديره للبنوك الكويتية والخليجية على مشاركتها المتميزة في هذا البرنامج الإستراتيجي.