أدخل العمل العسكري الذي بدأته روسيا أمس شرق أوكرانيا الرعب في الأسواق العالمية، فشهدت أسواق المال هبوطاً حاداً، لم تسلم منه البورصات العربية، وقفزت أسعار النفط والذهب، فيما سجل مقياس السلع الزراعية مستوى قياسياً، وتضخمت تكلفة كل شيء من النفط إلى الحبوب إلى المعادن، وسط مخاوف من تعطل تدفق المواد الخام بسبب الأزمة.
ومع عزوف المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، سجل مؤشر نيكي الياباني أدنى مستوى له في 15 شهراً عند الإغلاق أمس، حيث انخفض بنحو 1.81 في المئة مغلقاً عند 25970.82 نقطة، وهو أدنى مستوياته منذ 20 نوفمبر 2020.
وتراجعت الأسهم الأوروبية خلال تداولات أمس بنحو 3 في المئة، إذ انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.9 في المئة مسجلاً أدنى مستوياته منذ مايو 2021، ونزل مؤشر داكس الألماني 3.7 في المئة إلى أدنى مستوى منذ مارس من العام الماضي، ووصلت خسائر مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني إلى 2.4 في المئة.
أما بالنسبة للأسهم الروسية، فزادت من خسائرها لتهبط بأكبر وتيرة على الإطلاق، وذلك بعد استئناف التداولات في بورصة موسكو، التي أعلنت في وقت سابق أمس تعليق كافة التعاملات بعد هبوطها بنحو 10 في المئة.
وتراجعت عقود ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 بنحو 2 و2.5 في المئة على التوالي.
أسواق الخليج
وعلى صعيد مؤشرات الأسواق الخليجية، فسجلت جميعها انخفاضات متباينة، حيث هبط مؤشرا سوقي السعودية ودبي بنحو 1.8 في المئة لكل منهما، فيما انخفض المؤشر العام لبورصة الكويت بنحو 0.31 في المئة وهبط سوق أبوظبي المالي بـ0.3 في المئة، وتراجع السوق القطري 0.87 في المئة ومؤشر السوق البحريني 1.05 في المئة وسوق مسقط 0.2 في المئة.
ووفقاً لحسابات «كامكو إنفست» فإنه بينما سجلت القيمة السوقية لـ6 أسواق في المنطقة خسائر بلغ إجماليها نحو 6.5 مليار دولار في نهاية تداولات أمس، منها بورصة الكويت التي تراجعت القيمة السوقية لشركاتها نحو 144.8 مليون دينار، حققت البورصة السعودية وحيدة ارتفاعاً في قيمتها السوقية بنحو 25.6 مليار دولار بفضل ارتفاعات حققتها شركات الطاقة المدرجة في السوق وعلى رأسها «أرامكو».
وأدى ذلك بحسب «كامكو إنفست» إلى تحقيق إجمالي أسواق الخليج السبعة ارتفاعاً بقيمتها السوقية بنحو 19.105 مليار دولار.
وفي بورصة مصر، تراجع رأس المال السوقي 3.5 في المئة، أمس، لتفقد الأسهم المدرجة نحو 26.1 مليار جنيه. وعلى صعيد المؤشرات، تراجع مؤشر «إيجي إكس 30» بـ3.87 في المئة فيما هبط مؤشر «إيجي إكس 50» بـ3.6 في المئة.
النفط والغاز
وارتفعت أسعار النفط، أمس، بأكثر من 8 في المئة، إذ قفزت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل بنحو 8.5 في المئة، لتصل 105.3 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أغسطس 2014، فيما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أبريل 8 في المئة إلى 100.1 دولار للبرميل.
وفي هذه الأثناء، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.62 دولار، ليبلغ 98.04 دولار في تداولات أول من أمس الأربعاء.
وفي السياق، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، فصعدت العقود الآجلة القياسية الهولندية نحو 41 في المئة، فيما زادت عقود الطاقة تسليم شهر مارس في ألمانيا 31 في المئة.
أمن الكويت الغذائي لن يتأثر لكن الأسعار قد ترتفع موقتاً
أكدت مصادر مطلعة أن الكويت لن تواجه أزمة انقطاع غذائي، نتيجة تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا، إلا أن أسعار السلع ستكون عرضة للارتفاع الموقت، موضحة أنه تم تشكيل لجنة من وزراء «المالية» و«التجارة» و«النفط» والمسؤولين المعنيين بالمنظومة الغذائية لمتابعة الأوضاع أولاً بأول، ورفع تقاريرها لاتخاذ اللازم.
وقالت المصادر إن اجتماعات انعقدت أخيراً شملت وزراء ومسؤولين في الجهات المعنية بالأمن الغذائي، ناقشت الخطط التي يمكن اللجوء إليها لتعويض أي نقص قد يحدث في المواد الغذائية الرئيسية. ونوهت إلى أن النقاش شمل سيناريوهين، أولهما توقف الإمدادات السلعية حول العالم بالكامل، وثانيهما إذا اضطرت أي من الدول المصدرة للكويت إغلاق حدودها احترازياً، لافتة إلى أنه تم التأكيد على أن المخزون الإستراتيجي من السلع الرئيسية، وفي مقدمتها الحبوب واللحوم في أحسن أحواله، وأن «السلع الرئيسية ذات الصلاحية طويلة الأجل تكفي لفترة تتراوح بين 6 و12 شهراً، وربما تتجاوز العام مع الأخذ بالاعتبار الكميات المعتاد استهلاكها في شهر رمضان».
وفي حين توقعت المصادر «حدوث ارتفاع في أسعار بعض السلع» في حال تزايد تباطؤ سلاسل التوريد، شددت على أن «الحكومة ستتدخل لحماية المواطنين إذا كانت الزيادة فوق المحتمل».
واستبعد مسؤولو الوزارات والجهات – بحسب المصادر – إمكانية نفاد أي سلعة محلياً، مؤكدين أن أنه يمكن اللجوء إلى أسواق عدة بديلة لتعويض أي نقص قد يطرأ على سلاسل التوريدات الأوروبية، وفي مقدمتها أستراليا التي يُعتمد عليها محلياً بشكل كبير في استيراد الحبوب واللحوم، إضافة إلى أوزبكستان وتركيا، والأرجنتين والبرازيل وجورجيا وغيرها.
3 في المئة صعوداً بأسعار الذهب والقمح لأعلى مستوياته
قفزت أسعار الذهب أمس بأكثر من 3 في المئة، في حين قاد البلاديوم مكاسب المعادن النفيسة. وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 3.4 في المئة إلى 1971.54 دولار للأوقية (الأونصة) وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2020، فيما قفزت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.4 في المئة إلى 1956 دولاراً للأوقية.
وارتفع الذهب بأكثر من 9 في المئة منذ بداية فبراير مع تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على شهية المخاطرة، ويتجه المعدن النفيس صوب تسجيل أفضل أداء شهري منذ يوليو 2020.
وقفز البلاديوم بأكثر من 7 في المئة إلى 2665.99 دولار للأوقية وهو أعلى مستوياته منذ أغسطس العام الماضي.
من ناحية أخرى، سجّلت أسعار الحبوب، أمس، مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية، وبلغ سعر القمح مستوى غير مسبوق إطلاقاً مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة «يورونكست» التي تدير عدداً من البورصات الأوروبية.
واستعرت أسعار القمح والذرة نتيجة احتمال حدوث اضطراب في الإمدادات، إذ تشكل أوكرانيا رابع مصدّر لهما عالمياً، فيما تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم.
وأثارت الأزمة المتصاعدة بين البلدين مخاوف من تأثر الشحنات القادمة من روسيا، التي تستحوذ على 24 في المئة من إجمالي صادرات القمح العالمي. وتستحوذ روسيا وأوكرانيا مجتمعتين، على نحو ثلث الإمدادات العالمية من القمح، فيما تعد مصر أكبر مستورد عالمي لهذه السلعة الأساسية.
الروبل… يهوي
تراجع الروبل الروسي إلى مستوى متدن على نحو قياسي أمس، وهوى اليورو إلى أقل مستوى في عدة أعوام مقابل الفرنك السويسري، في حين قفز الين الياباني بعد هجوم لقوات روسية على أوكرانيا.
وعزف المستثمرون عن العملة الروسية وأقبلوا على عملات الملاذ الآمن، كما تراجعت العملات المحفوفة بالمخاطر التي تتأثر بمعنويات المستثمرين مثل الدولار الأسترالي. وزادت التقلبات في أسواق النقد الأجنبي.
وانخفض الروبل إلى 89.98 مقابل الدولار، فيما ارتفع الدولار 7 في المئة مقابل الروبل في أحدث تداول وسط تراكم ضغوط البيع مع فتح الأسواق الأوروبية.
العملات المشفرة تنهار
هبطت العملات المشفرة بشكل سريع أمس، إذ انخفضت عملة «بيتكوين» إلى أدنى مستوى لها خلال شهر. وفقدت «بيتكوين» أكثر من 8.4 في المئة من قيمتها، لتتداول أدنى مستوى 34800 دولار، فيما انخفضت «إيثريوم» بنسبة تجاوزت 12 في المئة إلى 2340 دولاراً.
وتراجعت العملات المشفرة الأخرى مثل «XRP» و«كاردانو» و«سولانا»، بنسب تراوحت بين 9 و16 في المئة.