أوضح تقرير لشركة كامكو إنفست أن متوسط سعر النفط الخام لشهر مارس الماضي سجّل أكبر مكاسب شهرية في 21 شهراً، إذ زاد سعر سلة نفط «أوبك» 20.8 في المئة خلال الشهر، لتصل في المتوسط إلى 113.5 دولار، كما سجل النفط الخام الكويتي نمواً مماثلاً وبلغ في المتوسط 113.3 دولار للبرميل، في حين حقق سعر مزيج خام برنت معدل نمو أعلى قليلاً بنسبة 21.2 في المئة، ليصل في المتوسط إلى 118.8 دولار للبرميل.
وذكر التقرير أن أسعار النفط أظهرت انتعاشاً جزئياً ليستعيد مركزه فوق مستوى 100 دولار للبرميل بعد أن أعلنت الصين تخفيف القيود المتعلقة باحتواء تفشي فيروس «كوفيد-19» في شنغهاي، كما ساهمت المحادثات في شأن زيادة العقوبات المفروضة على روسيا في تعزيز الأسعار بعد أن تخلت السوق عن مكاسبها في أعقاب بدء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وبيّن أن الأسعار كانت قد بدأت في اتخاذ مسار تراجعي منذ الأسبوع الأخير من مارس 2022 وخسرت ما يقرب من 17 في المئة من قيمتها لتغلق دون مستوى 100 دولار للبرميل في 11 أبريل 2022.
وعزا هذا التراجع بصفة رئيسية للتباطؤ المتوقع في الطلب بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس «كوفيد-19» في الصين ما أدى إلى إغلاق العديد من المدن الكبرى، إضافة إلى ذلك، ساهم إعلان وكالة الطاقة الدولية عن سحب 120 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي للدول الأعضاء في التأثير بشكل كبير على أسعار النفط من خلال مخاوف العرض، وشمل ذلك 60 مليون برميل ستقوم الولايات المتحدة بسحبها من مخزونها الإستراتيجي من إجمالي 180 مليون برميل التي أعلنت عنها في وقت سابق، كما لعب الدولار القوي أيضاً دوراً في التأثير على طلب المستوردين.
وأوضح أن تداعيات الحرب المستمرة انعكست على التجارة في كافة أنحاء العالم مما أدى إلى نمو الطلب على النفط بوتيرة أقل من المتوقع في الوقت الذي تعافت فيه الاقتصادات من جائحة «كوفيد-19».
وأفاد بأن «أوبك» أوضحت أخيراً أن العقوبات المفروضة على روسيا قد تؤثر على إمدادات نحو 7 ملايين برميل يومياً من النفط الخام في سوق النفط العالمية، وقال الأمين العام لمنظمة «أوبك» إن هذا سيكون أبعد من قدرة المجموعة على تعويضه، مشيراً إلى أن المشكلة سياسية أكثر من كونها مرتبطة بالعرض والطلب.
وذكر أنه في ذات الوقت، كشفت المصادر الثانوية لـ «أوبك» أن إنتاج المنظمة سجل نمواً هامشياً قدره 57 ألف برميل يومياً على أساس شهري في مارس الماضي ليصل في المتوسط إلى 26.8 مليون برميل يومياً بعد أن قابل زيادة إنتاج السعودية انخفاض الإنتاج من كلا من ليبيا ونيجيريا، كما أنه وفي اجتماعها الأخير، أبقت «أوبك» وحلفاؤها على سياسات زيادة الإنتاج تدريجياً بمقدار 0.4 مليون برميل يومياً.
ولفت إلى أنه وبعد تعديل «أوبك» في تقريرها السابق ورفعها لتقديرات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2021، عكست تلك التقديرات بشكل كامل تقريباً في تقريرها الشهري الأخير بعد إجراء تعديلات تصاعدية على البيانات الأساسية للعام 2020، كما انخفض نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 0.4 مليون برميل يومياً إلى 5.7 مليون برميل يومياً ويقدر أن متوسط الطلب بلغ 96.82 مليون برميل يومياً في العام 2021.
وذكر أنه تم خفض توقعات الطلب للعام 2022 في التقرير الأخير، حيث تتوقع «أوبك» الآن نمو الطلب على النفط بمقدار 3.7 مليون برميل يومياً، أي أقل بمقدار 0.4 مليون برميل يومياً عن توقعات النمو السابقة، بمتوسط 100.5 مليون برميل يومياً.
وأضاف أن البيانات الفصلية كشفت عن ارتفاع قوي للطلب في الربع الأول من العام 2022 بفضل الانتعاش الاقتصادي مدعوماً ببرامج التحفيز وتخفيف القيود المتعلقة باحتواء جائحة كوفيد-19، كما سجلت منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحسّن معدلات الطلب بمقدار 2.8 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، في حين بلغ النمو من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2.2 مليون برميل يومياً.