تنشغل الأوساط الاقتصادية في الكويت، بالحديث عن عمليات الاندماجات المزمع تنفيذها في الفترة المقبلة، بما سيؤدي إلى تكوين العديد من الكيانات الضخمة مالياً واقتصادياً على المستوى المصرفي والاستثماري والعقاري، وضمن قطاع الاتصالات.
وتتزامن الصفقات المرتقبة مع استعادة النشاط الاقتصادي في الكويت لعافيته تدريجياً بعد عامين من المعاناة بسبب أزمة «كورونا»، والتي أدت إلى إغلاق شبه شامل لمختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد، لفترة تعتبر الأطول بين جميع دول العالم.
ويبرز على قائمة العمليات، صفقة الاستحواذ بين «بيت التمويل الكويتي» (بيتك)، والبنك الأهلي المتحد-البحرين، والتي تعتبر واحدة من أهم الصفقات المرتقبة، والتي ستؤدي إلى إقامة كيان مصرفي إسلامي ضخم.
وبرزت في الفترة الأخيرة العديد من الإفصاحات بين جانبي الصفقة، وآخرها أن المستشارين المتخصصين الذين تم تعيينهم من قبل مجلس إدارة «بيتك» و«الأهلي المتحد» أنهوا دراسة الفحص النافي للجهالة ورفعوا تقاريرهم إلى مجلسي إدارتي المصرفين للنظر بها وتقييمها، وذلك بعد الموافقة على تحديثها واستئناف ما يرتبط بها من إجراءات بعد توقفها في العامين الأخيرين بسبب جائحة «كورونا».
كما أبلغ «بيتك» مجلس إدارة «الأهلي المتحد» بمعدل محدّث لتبادل الأسهم مشروط باستكمال الموافقات من جانبي المساهمين والجهات الرقابية، فيما يجري البنكان مناقشات في شأن معدل تبادل الأسهم المقترح والبدائل المحتملة.
«كيبكو» و«القرين»
من ناحية ثانية، تُطبخ صفقة الاندماج بين مجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة «كيبكو» وشركة القرين لصناعة الكيماويات البترولية «القرين»، على نار هادئة، إذ وقعت الشركتان مذكرة تفاهم تم بموجبها الاتفاق على تقييم عرض الاندماج، الذي سيؤدي إلى تشكيل شركة استثمارية قابضة تكون من بين الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأصول تصل إلى 10.86 مليار دينار وفقاً لآخر بيانات مالية أفصحت عنها الشركتان.
وسيستفيد الكيان المدمج من محفظة متوازنة ومتنوعة من الأصول، ليكون أول شركة تحقق التكامل في محفظتها الاستثمارية محلياً، بحيث ستشمل الكيماويات البترولية والخدمات النفطية، إضافة إلى الخدمات المصرفية، والمواد الغذائية والتأمين والصناعة والعقار والإعلام وغيرها، الأمر الذي يوفر تدفقاً نقدياً أكثر استقراراً مع تنوع الاستثمارات قطاعياً وجغرافياً.
وسيتيح الاندماج بشكل عام فوائد كبيرة، لا سيما بعد جائحة «كورونا»، ومن بينها إيجاد كيان أكبر قادر على المنافسة بشكل أفضل وإعطاء قيمة مضافة، نتيجة ارتفاع قدراته المالية ودمج الخبرات، إضافة إلى تقليص تكاليف التشغيل والإدارة وتطوير الخدمات والمنتجات.
اندماج ثلاثي
كما تنتظر الكويت في الوقت نفسه، صفقة الاندماج الثلاثية المرتقبة بين شركة العقارات المتحدة، وشركة الضيافة القابضة وشركة أبراج المتحدة القابضة، والتي ستؤدي أيضاً إلى تأسيس كيان عقاري من الأكبر على صعيد المنطقة، بما سينعكس إيجاباً على المستثمرين في الشركات الثلاث، ويعزز محفظة الأصول المدرة للدخل، ويحقق قيمة مضافة، إلى جانب زيادة حقوق الملكية وإصدار أسهم جديدة، فضلاً عن تعزيز الأداء التشغيلي، وزيادة القدرة المالية التنافسية وخلق فرص استثمارية جديدة لمساهمي الشركات المندمجة.
23 مليون دينار
وشهد السوق المحلي أخيراً، إتمام صفقة استحواذ في قطاع الاتصالات، تمثلت في استحواذ شركة الاتصالات الكويتية «stc» على شركة البوابة الإلكترونية القابضة، مقابل 23 مليون دينار، الذي سيؤدي إلى توسيع نطاق الأنشطة لدى «stc» والتحول من الخدمات التقليدية إلى الخدمات الرقمية والحلول المعلوماتية المتطورة في مجال الاتصالات المتكاملة، والحلول التقنية المتقدمة، من خلال توفير القدرات الرقمية من خدمات«ICT»و«IOT»و«Cloud Services»، إضافة إلى تعزيز قدرات الشركة الداخلية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تماشياً مع التطورات العالمية السريعة.
وستتيح العملية لـ«stc»الاستفادة من فرص النمو في سوق الشركات وتطوير نطاق العمل وتبادل الخبرات لدعم عملية التحول الرقمي، من أجل توفير أفضل الخدمات والمنتجات والحلول، وتقديم أحدث الخدمات وتوسيع أنشطة الشركة وأعمالها في مجال الاتصالات المتكاملة والحلول التقنية المتقدمة.
صفقات آخر عامين
تأتي الصفقات المذكورة بعد نحو عامين على إتمام آخر عملية اندماج بين شركتين مدرجتين في بورصة الكويت، وتحديداً «بيت الأوراق» و«الأمان» اللتين أتمتا إجراءات الدمج بينهما في مارس 2020، فيما سبق ذلك وتحديداً في ديسمبر 2019 اندماج شركة»كامكو «التابعة لـ«كيبكو» مع «بيت الاستثمار العالمي»(جلوبل) ليتحول اسم الكيان الجديد إلى «كامكو إنفست».
ويترافق ذلك أيضاً مع استحواذ مجموعة الخليج للتأمين على حصة شركة «AXA» العالمية في«أكسا الخليج» (البحرين، الإمارات، عمان وقطر)، وشركة أكسا للتأمين التعاوني (السعودية) وشركة تأمين أكسا الهلال الأخضر (الإمارات)، مقابل 474.75 مليون دولار، والتي تعتبر من أكبر عمليات الاستحواذ في قطاع التأمين بالمنطقة.