الخبراء حائرون لتحديد سبب تفشي التهاب كبد الأطفال

لندن – شينخوا – كشف عالم فيروسات بريطاني عن أن هناك بعض الأدلة حول سبب تفشي التهاب كبد أطفال، لكن أياً منها غير مقنع بما فيه الكفاية حتى الآن لتحديد أسباب المرض بالضبط.

وصرح ويل إيرفينغ، وهو بروفسور في علم الفيروسات في جامعة نوتنغهام، لوكالة أنباء «شينخوا» أخيراً في مقابلة حصرية، بأن الخبراء العالميين ما زالوا في حيرة من أمرهم حول سبب تفشي المرض الغامض، حيث تكافح الفرق لمعرفة السبب.

وأفاد إيرفينغ «أعتقد أنه عندما نصل إلى معرفة حقيقة ذلك، سنجد أن هناك عاملين أو ثلاثة أو أربعة عوامل مختلفة ستتحد جميعها لإنتاج ما هو حقاً حدث استثنائي».

وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك الآن 348 حالة محتملة من التهاب الكبد الحاد بين الأطفال في خمس مناطق على مستوى العالم.

وحتى 3 مايو، تم تحديد 163 حالة من حالات التهاب الكبد الحاد (غير A وE) في أطفال تقل أعمارهم عن 16 عاماً في بريطانيا منذ أول يناير 2022، وتلقى أحد عشر منهم عملية زرع كبد. ولم تسجل وفاة لأي حالة مقيمة في البلاد، وفقا لوكالة الأمن الصحي البريطانية.

وأوضح إيرفينغ أن عدد الحالات أعلى مما ينبغي، حيث يرى الأطباء عادة حالات نادرة من التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال الصغار، وربما حالة أو حالتين كل شهرين في بريطانيا.

وقال «لذا، فإن حقيقة أننا رأينا أكثر من 160 حالة في ثلاثة أشهر هي زيادة كبيرة عما رأيناه في السنوات الماضية. لذلك، هناك شيء غير عادي يحدث».

وتشير التحقيقات إلى وجود ارتباط مع فيروس غدي. ووفقاً لوكالة الأمن الصحي البريطانية، فإن الفيروس الغدي هو الأكثر اكتشافاً في العينات التي تم اختبارها.

ومع ذلك، ليس من الشائع رؤية التهاب الكبد بعد الإصابة بالفيروس الغدي لدى الأطفال الأصحاء.

وفي بريطانيا، تتواصل التحقيقات في العوامل المساهمة المحتملة الأخرى، بما في ذلك الإصابة السابقة بفيروس سارس-كوف-2 أو عدوى أخرى، وتغير في الاستعداد المناعي، ربما بسبب انخفاض التعرض أثناء الوباء، وتغيير في جينوم الفيروس الغدي نفسه.

وقال إيرفينغ إنه «بطريقة ما، إما أن الفيروس نفسه أو عواقب استجابتنا للوباء قد بدأت أياً كان ما يسبب التهاب الكبد هذا».

وأكد أن هناك العديد من الفرضيات المختلفة في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن أكثرها وضوحاً هو أنه خلال الوباء، كان الأطفال الصغار دون سن الخامسة محميين إلى حد كبير ولم يتعرضوا للعدوى البسيطة للفيروس التي يتعرض لها الأطفال الصغار عادة.

وأفاد أنه الآن مع رفع جميع القيود مثل التباعد الاجتماعي، يتعرض هؤلاء الأطفال لمجموعة كاملة من الفيروسات التي تزداد في الانتشار، مضيفاً أن «جهازهم المناعي ببساطة لا يتعامل مع العديد من الإصابات أو العدوى المحددة بهذا الفيروس الغدي».

وفي بريطانيا، تقوم وكالة الأمن الصحي البريطانية بتنسيق التحقيق في الحالات، وإصدار إرشادات للأطباء الذين يشاهدون الحالات الفردية، وتطلب منهم أخذ سلسلة كاملة من العينات البيولوجية، ومسحات الحلق والبراز وعينات الدم. وتقوم مختبرات في لندن وغلاسكو بالعمل الخاص بعلم الوراثة على الفيروسات الغدية.

ويبحث علماء السموم فيما إذا كان أي من الأطفال قد تعرض لنوع من السموم. ويقوم علماء الأوبئة أيضاً بإجراء مقابلات مع الآباء لمعرفة ما إذا كانت هناك أي سمة مشتركة في نظامهم الغذائي أو سلوكهم أو تعرضهم البيئي.

ومتحدثاً عن تفشي محتمل يخرج عن نطاق السيطرة، أجاب إيرفينغ أنه يجب أن يكون هناك احتمال نظري إذا كان عاملاً جديداً حقاً أو سماً لم يتم التعرف عليه من قبل.

وأردف إن «هذا مستمر منذ بداية يناير ولم نر هذا النوع من المنحنى، لذلك سأكون متفائلاً بشكل معقول أنه لن يصعد وينتشر، ولكن بالنظر إلى أنني لا أعرف ما هو المسبب، لا أستطيع أن أقول ذلك على وجه اليقين».

شاهد أيضاً

سوق العملات المشفرة بعد إفلاس جينيسيس

  على الرغم من اتساع حجم العملات الافتراضية، وتعامل العديد من المستثمرين بها إلا أن …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.