تسبّبت عمليات بيع عشوائية قامت بها محافظ وحسابات فردية وصناديق استثمارية خلال تعاملات البورصة أمس في تعميق خسائرها، وسط تداول معدلات سيولة لا تناسب التراجعات التي وصفتها أوساط مالية بالمُبالغ فيها.
وعلى عكس القراءة التشاؤمية لكثير من المحللين والمراقبين وربما المستثمرين، يبدو أن التراجعات ستكون سبباً في ظهور فرص بالجملة، لا سيما للأسهم التي تشهد انخفاضات مبالغاً فيها، بغياب أي تحركات دفاعية من قِبل صنّاع السوق وكبار اللاعبين عليها.
خارج السرب
ومع الهبوط الأخير في أداء المؤشرات العامة، يتضح أن بورصة الكويت خالفت العديد من أسواق المنطقة التي شهدت تماسكاً خلال الجلسات الماضية، وهي لا تزال عرضة لعمليات بيع لأهداف قد تتضح اكثر خلال الجلسات المقبلة.
ولوحظ تماسك بعض البورصات العالمية والإقليمية الكبرى التي يراقبها المستثمر الكويتي خلال الجلسات اليومية، إذ صعد سوق «داو جونز» و«تداول» فيما سجلت أسواق قطر والبحرين ودبي تماسكاً نسبياً، علماً أنه لا يمكن القول إن هذه الأسواق عبرت مؤشر التذبذب بالكامل، إلا أن محصلة الجلسات الأخيرة تعكس استقراراً نسبياً، على عكس ما شهدته الأسهم الكويتية.
تماسك إقليمي
وبالنظر إلى أداء الأسواق الإقليمية والعالمية يتضح أن بورصة الكويت، تظل الأسرع والأكثر تأثراً بأي هزة تتعرض لها الأسواق، وكأن السوق المحلي يعمل بمؤثرات تختلف تماماً عن الآخرين.
وقالت مصادر استثمارية لـ «الراي»: «بورصة الكويت ليست بمعزل عن المشهد العالمي، لكنها أكبر المتأثرين بالاشاعات، وليس لدينا صناعة سوق حقيقية توافر مناخاً آمناً لرؤوس الأموال، فالاعتماد الأكبر على مبادرات الصناديق والمحافظ الخاصة وكبار المساهمين في الشركات، في حين تظل الأسهم التشغيلية بحاجة لخطوط دفاع توافر الاستقرار لتعاملاتها عند حدوث هزات مبالغ فيها».
وأضافت المصادر أن عيون المتداولين في بورصة الكويت تراقب مؤشرات الأسواق العالمية يومياً وأسواق خليجية، مثل السعودية، والإمارات وغيرهما، إلا أن ما يثير الاستغراب سرعة هبوط الأسهم لمستويات منخفضة بأقل تداول، في ظل غياب أي تحركات دفاعية عليها، متسائلة «هل هذا متعمد؟».
وما يثير المفارقة لدى الكثير من المتعاملين، البداية النشطة للتداول خلال الجلسة الماضية قبل أن تندفع عمليات التسييل والبيع العشوائي، في الوقت الذي ألقى التراجع والضغط الذي تواجهه بعض الأسهم القيادية مثل «بيتك» و«الأهلي المتحد» وغيرهما، بظلالها على المؤشرات.
وكانت شركات «يوباك» و«فنادق» و«بيت الطاقة» و«عقار» الأكثر ارتفاعاً، أما أسهم «بيتك» و«أهلي متحد» و«وطني» و«أجيليتي» فكانت الأكثر تداولاً لناحية القيمة، في حين كانت شركات «الصفاة» و«التعمير» و«كويتية» و«تنظيف» الأكثر انخفاضاً.
من جهة أخرى، أفصح البنك الأهلي المتحد – البحرين «أهلي متحد»، عن عدم وجود أي تطورات طارئة بخصوص عملية الاستحواذ المحتملة من قِبل «بيتك» عليه.
وخضعت أسهم كيانات تشغيلية وخدمية وعقارية واستثمارية عدة لعمليات بيع انعكست على أداء البورصة، فيما يتوقع أن تكون الأسهم المتراجعة دون أسباب فنية الأكثر استفادة من أي ارتداد للمؤشرات خلال الأيام المقبلة.
حركة المؤشرات
وأغلق المؤشر العام للبورصة على انخفاض 160.3 نقطة ليبلغ مستوى 7536.6 نقطة بانخفاض 2.08 في المئة.
وتم تداول 298.8 مليون سهم عبر 19272 صفقة نقدية بقيمة 93.4 مليون دينار.
وتأثر المؤشر العام بما شهدته مكونات السوق الاول من هبوط، وبعض الأسهم الشعبية من السوق الرئيسي، بحيث أقفل السوق الأول على انخفاض 189.8 نقطة و2.2 في المئة ليبلغ 8341 نقطة عبر تداول 149 مليون سهم في 11826 صفقة بقيمة 73.4 مليون دينار.
ومازال السوق الأول محملاً بمكاسب تبلغ 9.2 في المئة من المحقق منذ بداية العام، فيما زادت خسائر القيمة السوقية الإجمالية للبورصة والتي بلغت بنهاية الجلسة 926.9 مليون دينار لتصل إلى 43.8 مليار.
وانخفض مؤشر السوق الرئيسي 94.6 نقطة و1.5 في المئة ليبلغ مستوى 5889.75 نقطة عبر تداول 149.8مليون سهم من خلال 7446 صفقة نقدية بقيمة 20 مليون دينار، فيما لوحظ اقتراب الرئيسي من إقفالات 2021 حيث تفصلنا عنها 0.1 في المئة.
وانخفض مؤشر «رئيسي 50» نحو 129.9 نقطة ليبلغ مستوى 6144.59 نقطة بانخفاض 2.07 في المئة بفارق 0.6 في المئة عن إغلاقات العام الماضي، بحيث بلغت تداولات شركاته أمس 139.5 مليون سهم من خلال 6313 صفقة نقدية بـ18.5 مليون دينار.
ويرى مراقبون أن جلسة أمس قد تكون محورية، فإما أن تشهد الأسهم تماسكاً ينعكس على أداء المؤشرات العامة، أو الاستمرار بالتراجع فتصبح المؤشرات أمام مستويات فنية جديدة، ربما تتوقف عندها أو تتجه نحو المزيد من الخسائر.