تكبدت الأسهم المدرجة في بورصة الكويت خسائر خلال الأسابيع الماضية من دون وجود عوامل محلية صريحة تدفع نحو تلك الخسائر، إذ كان المبرر الرئيسي للهزات المتكررة، والتي شملت أسواق الخليج أيضاً، «التراجعات الأميركية» نتيجة رفع «الفيديرالي» أسعار الفائدة في ظل ارتفاع التضخم.
في المقابل، لم نلحظ ارتفاعات تعوّض المؤشرات المحلية والخليجية من خلالها خسائرها عندما تحقق الأسواق الأميركية صعوداً، كما المشهد الأخير، حيث لا تزال الأسهم الكويتية مرهونة بحركة الأسهم الأميركية وقت الهبوط فقط، وكأن الشركات المحلية منكشفة على ذلك السوق بنسبة كبيرة من استثماراتها وأصولها وأنشطتها، في حين أن هذا الارتباط يزول عند صعود الأسهم الأميركية.
وقالت مصادر استثمارية «عندما تحقق الأسواق الخارجية طفرات نلاحظ أن الأسهم الكويتية لا تحظى بالوتيرة النشطة نفسها، إلا أنها دائماً ما تكون أول الهابطين عند حدوث انخفاضات أو تراجعات لتلك الأسواق… فما السر؟»، منوهة إلى أن ذلك الربط الوهمي أفقد الكثير من الأسهم الكويتية مكاسبها، وربما ثباتها لفترات طويلة، ومنها البنوك والشركات الخدمية والمالية والعقارية الكُبرى.
وأوضحت أن المسؤولية الفنية هنا تقع على كاهل مديري الصناديق الكبيرة وصناع السوق وكبار المتعاملين، حيث يتطلب الأمر تأكيداً منهم على أن بورصة الكويت لديها معطياتها التي تحكمها، على أن يكونوا داعمين للتسعير العادل للأسهم بدلاً من تبني سياسة القطيع فقط مع التراجعات الخارجية والانفصال عنه حال النشاط والارتفاعات.
ورغم ما شهدته تعاملات البورصة من تقلبات خلال الأسابيع الماضية، تبخرت خلالها معظم المكاسب التي حققتها الأسهم المدرجة منذ بداية العام، إلا أن هناك مجموعة من الأسهم لا تزال تحافظ على جزء من العوائد السوقية التي سجلتها منذ مطلع 2022، كما أنها استفادت من موجات الارتداد الأخيرة.
إلى ذلك، رصدت «الراي» أداء أكثر 10 أسهم ارتفاعاً سعرياً منذ بداية العام، حيث تضمنت القائمة أسهماً نشطة وتتداول بمعدلات دوران عالية، وأخرى ارتفعت بأقل كميات تداول، إذ دفعت بها بعض المحافظ ذات العلاقة نحو أسعار مرتفعة مستغلة الفارق الذي تعانيه ما بين العرض والطلب. وفي ما يلي نتائج الرصد:
1 – «الفنادق»:
جاء سهم شركة الفنادق الكويتية كأكثر الأسهم ارتفاعاً حتى نهاية تداولات الأسبوع الماضي محققاً ارتفاعاً بـ110 في المئة مقارنة بإقفالات 2021، علماً أن أعلى سعر للسهم خلال 52 أسبوعاً بلغ 183 فلساً، فيما يشار إلى أن معدل دوران السهم لم يصل إلى مستويات أسهم تشغيلية أخرى تتداول بملايين الأسهم يومياً.
2 – «stc»:
أغلق سهم شركة الاتصالات الكويتية «stc» الخميس الماضي عند مستوى 651 فلساً بزيادة 52.3 في المئة عن إقفالات ديسمبر 2021، فيما بلغ أعلى سعر للسهم خلال 52 أسبوعاً 1.28 دينار، مستفيداً من إستراتيجية الشركة وما حققته من أداء إيجابي، إلا أنه وبعد أن قفز السهم إلى مستويات مرتفعة تأثر بهزة التعاملات، وكذلك التفسيخ الذي واجهه السهم في ظل الرسملة التي نفذتها الشركة.
3 – «دار الثريا»:
يعد سهم «دار الثريا» من الأسهم قليلة الدوران في البورصة، والممسوكة بنصيب الأسد لكبار الملاك، حيث يتأثر بأي صفقات تُنفذ عليه. وأقفل السهم نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 158 فلساً بزيادة 50.5 في المئة عن إغلاق 2021، علماً أن أعلى سعر له خلال 52 أسبوعاً بلغ 172 فلساً.
4 – «الكابلات»:
لا يزال سهم شركة الخليج للكابلات والصناعات الكهربائية «الكابلات» يحتفظ ببريقه، حيث بلغت مكاسبه 50.3 في المئة منذ بداية العام مغلقاً عند مستوى 1.309 دينار نهاية الأسبوع الماضي، في حين بلغ أعلى سعر له خلال 52 أسبوعاً 1.85 دينار.
ويعتبر السعر الذي يتداول عنده السهم حالياً أقل بكثير من أعلى أسعار تداول عليها السهم خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.
5 – «الجزيرة»:
حظي سهم شركة طيران الجزيرة بزخم ملحوظ خلال الفترة الماضية، إذ سجل حتى إقفال الخميس الماضي مكاسب بنحو 45 في المئة منذ بداية العام ليبلغ مستوى 1.87 دينار، علماً بأن أعلى مستوى له خلال 52 أسبوعاً كان 2.03 دينار.
ويلاحظ استفادة السهم من المركز المالي المتين للشركة وقدرتها على التعامل مع تقلبات الأسواق في ظل توافر معطيات وعوامل إيجابية بالجملة، منها سيولة الشركة والخطط التوسعية المعتمدة من قبل مجلس الإدارة، والإستراتيجية المستقبلية التي تتعلق بتوسيع خارطة أصول الشركة، وانعكاسات ذلك على الأداء والإيرادات.
6 – «Ooredoo»:
تمثل الشركة الوطنية للاتصالات «Ooredoo» واحدة من الكيانات المملوكة بنسبة الأغلبية لجهات بعينها، ما يفسر محدودية تداول سهمها في السوق، إلا أنه جاء كخامس أعلى الأسهم ارتفاعاً منذ بداية العام رغم التذبذب الذي يتسيد مشهد التداولات اليومية، حيث ارتفع حتى الآن بنحو 43.4 في المئة ليقفل عند 895 فلساً للسهم (أعلى سعر له في 52 أسبوعاً بلغ 1.28 دينار).
7 – «راسيات»:
حقق سهم شركة راسيات القابضة ارتفاعاً بنسبة 34.7 في المئة منذ بداية العام ليبلغ 116 فلساً (أعلى سعر له خلال 52 أسبوعاً 141 فلساً)، حيث استفاد السهم من صناعة السوق المنفذة عليه، فيما يمثل هذا السعر مستوى أقل من أعلى نقطة تداول عليها السهم خلال الأشهر الماضية.
8 – «الصناعات»:
احتل سهم مجموعة الصناعات الوطنية المركز الثامن بين الأسهم الأكثر ارتفاعاً سعرياً منذ بداية العام حيث أقفل بنهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 244 فلساً بزيادة تبلغ 32 في المئة عن إقفالات 2021، فيما بلغ أعلى سعر لسهم«الصناعات»خلال 52 أسبوعاً 314 فلساً، ما يعكس الإستراتيجية المتزنة التي تتبعها المجموعة.
9 – «الأهلي»:
يحتفظ سهم البنك الأهلي الكويتي بمكاسب سوقية تبلغ 24 في المئة منذ بداية 2022، حيث أقفل بنهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 315 فلساً، علماً أن أعلى سعر للسهم خلال 52 أسبوعاً الماضية بلغ 334 فلساً. يأتي ذلك فيما تترقب الأوساط الاستثمارية ما ستسفر عنه المباحثات الخاصة بإمكانية تعاون «الأهلي» المشترك مع بنك الخليج.
10 – «المشتركة»:
استفادت أسهم شركة المجموعة المشتركة من الزخم الذي شهدته تعاملاتها في البورصة في ظل ما أفصحت عنه من عقود وأنشطة جديدة، حيث أقفل السهم عند 436 فلساً نهاية الأسبوع الماضي بارتفاع 23.2 في المئة مقارنة بإقفالات 2021 في حين بلغ أعلى سعر له خلال 52 أسبوعاً 471 فلساً.