كشفت مجلة «ميد» أن الكويت حلّت في المرتبة الرابعة عربياً على مؤشرها للتحوّل الرقمي خلال شهر يونيو الجاري، معتبرة أنها الأكثر فعالية من حيث تكلفة تقديم خدمات الشبكة خليجياً، إلا أنها متراجعة من ناحية التنظيم الرقمي.
وأظهر أحدث مؤشر للتحوّل الرقمي من «ميد» فجوة واسعة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي والدول غير الخليجية في سعة الشبكة الإجمالية وسرعاتها، والاتصال، واستقرار الشبكات الكهربائية التي تدعم البنية التحتية الرقمية، وتقييمات الشبكة والجاهزية الرقمية، والكفاءة التنظيمية.
وبشكل جماعي، توافر هذه المقاييس مؤشراً رائداً للتأهب على مستوى الدولة لتقديم تقنيات المستقبل الرقمي، بما في ذلك قدرات شبكة «5G» اللازمة للتعامل مع الانتشار السريع للأجهزة المتصلة المتوقعة مع ظهور إنترنت الأشياء وظهور التقنيات الاصطناعية الأساسية مدعومة بالأتمتة.
وجاءت السعودية في المرتبة الأولى على المؤشر تلتها الإمارات، حيث اعتبرتهما «ميد» رائدتي التحوّل الرقمي مدعومتين بتقييمات «الارتفاع الرقمي» الإيجابية من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، إضافة إلى الأداء القوي الشامل عبر جميع المقاييس الرقمية تقريباً.
وذكرت أن البلدين برزتا في المنطقة من حيث جاهزية الشبكة والأمن السيبراني، لكن العامل الوحيد الذي يعيقهما بشكل هامشي سعر شبكاتهما الرقمية، مع وجود خدمات النطاق العريض، وخدمات البيانات المتنقلة باهظة التكلفة، وفقاً للمعايير الإقليمية والعالمية.
وذكرت أن جميع دول الخليج تقدّم هياكل تسعير شبكية مماثلة لتلك الموجودة في جزر المحيط الهادئ البعيدة، والتي تكلّف كثيراً بسبب كلفة بناء الكابلات البحرية ومدّها مواقعها المعزولة.
وبيّنت «ميد» أن القادة الرقميين، وهما السعودية والإمارات، تتخذان أطراً مطبقة للنهوض باقتصاداتهم الرقمية، حيث أطلقت الرياض إستراتيجيتها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023 والإستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي (2020-24)، إضافة إلى الرؤية السعودية 2030.
وأضافت أنه وفي الوقت نفسه، تهدف إستراتيجية الاقتصاد الرقمي للإمارات إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2031، بما يتماشى مع إستراتيجية حكومة الإمارات الرقمية 2025.
وذكرت «ميد» أنه بعد الرائدين الإقليميين الرقميين، تأتي البحرين في المرتبة الثالثة، حيث تقدّم أداءً جيداً أيضاً في معظم المقاييس، ولكنها أضعف قليلاً من حيث سرعات الشبكة والجاهزية والأمن السيبراني، في حين تأتي بعدها الكويت.
وبيّنت أن قطر وعمان، بصفتهما «الصاعدان الرقميان»، يحتلان مرتبة أقل من بلدان عدة في المنطقة ذات بنية تحتية أضعف وموارد أقل، حيث إن قطر، مثل الكويت، ذات تصنيف ضعيف من حيث التنظيم الرقمي، لكنها مدعومة ببنية تحتية قوية، إلا أن عمان على العكس، تتمتع ببنية تحتية أضعف، لكن تنظيماتها أقوى.
مصر لاتزال أقوى منافس من خارج الخليج
لفتت «ميد» إلى أن مصر لاتزال أقوى منافس من خارج الخليج من حيث التحوّل الرقمي، وهي أعلى تصنيف في المنطقة كـ«صاعد رقمي»، حيث تمتلك الدول الأخرى بنية تحتية، بينما تمتلك مصر رأسمالاً بشرياً.
وبيّنت أن مصر أصبحت مركزاً للترميز لكل شيء بدءاً من البرامج الأساسية وصولاً إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، كما أن لديها لوائح رقمية، وأمناً سيبرانياً قوياً، رغم ضعف بنيتها التحتية، والاتصال العام واستعداد الشبكة.