حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي جيروم باول، من أن مهمة البنك المركزي لترويض التضخم ستؤدي إلى بعض الألم للأسر الأميركية.
وقال باول خلال ندوة جاكسون هول، إن طريق خفض التضخم لن يكون سريعاً أو سهلاً، مضيفاً أن «المهمة تتطلب استخدام أدواتنا بقوة لتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب»، مبيناً أن القيام بذلك سيؤدي على الأرجح إلى بعض الضعف في الاقتصاد الأميركي وسوق العمل.
وأضاف: «في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الضعيفة، ستؤدي إلى انخفاض التضخم، إلا أنها ستسبّب بعض الألم للأسر والشركات».
وفي تعليقه على تصريحات باول، قال كبير محللي الاستثمار في بنك «يو إس بانك» لإدارة الثروات، روب هاوورث، إنه يمكن تفسير تلك التصريحات على أنها استعداد لرؤية معدل البطالة يرتفع قليلاً للوصول إلى هذه الغاية من خفض الطلب، إذ يؤدي ضعف سوق العمل عموماً إلى تقييد طلب المستهلك حيث تحافظ الأسر على النقد تحسباً لفقدان الوظائف المحتمل.
وفي حين قال باول، إن «مسؤوليتنا في تحقيق استقرار الأسعار غير مشروطة»، لكنه لم يقدّم أي مؤشر على ما إذا كانت الزيادة غير العادية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيديرالي والتي تبلغ 75 نقطة أساس ستتكرر في اجتماع تحديد سعر الفائدة الشهر المقبل، كما أرسل رسالة واضحة مفادها أن البنك المركزي الأميركي ملتزم بشكل لا لبس فيه بالمزيد من رفع الفائدة من أجل كبح جماح التضخم.
لكن على عكس تحذير باول، فقد أظهر مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيديرالي أن زيادات الأسعار تباطأت في يوليو، كما ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 6.3 في المئة عن العام السابق، وهو أقل من الزيادة السنوية البالغة 6.8 في المئة المسجلة في يونيو.
وأضاف: «هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألماً أكبر بكثير»، مشيراً إلى الدروس التي تعلمها المسؤولون من دراسة كفاح بنك الاحتياطي الفيديرالي لمكافحة التضخم المرتفع في السبعينات والثمانينات.
ويقول كبير الاقتصاديين في «إل بي إل فاينناشيال» جيفري روتش: إن «باول ذكر بوضوح أن مكافحة التضخم في الوقت الحالي أكثر أهمية من دعم النمو».
وأشار إلى أن التحكم في التضخم بسرعة له أهمية قصوى لأن توقعات التضخم يمكن أن تصبح نبوءة مدمرة تحقق ذاتها، فيما قال باول:«كلما استمرت الموجة الحالية من التضخم المرتفع، زادت فرصة ترسخ توقعات ارتفاع التضخم».
تراجع كبير للأسهم
تراجعت «وول ستريت» لتغلق على انخفاض الجمعة، إذ أصيب المستثمرون الراغبون في تبني أسعار فائدة أقل بخيبة أمل من تصريحات باول.
وأغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 على انخفاض 140.83 نقطة، بما يعادل 3.35 في المئة، إلى 4058.29 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 496.39 نقطة، أو 3.93 في المئة، إلى 12142.88 نقطة، وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 1003.74 نقطة، أو 3.01 في المئة، إلى 32288.04 نقطة، وفق «رويترز».