خسرت أسواق المال الخليجية أمس نحو 26.27 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسط تأثرها الواضح بما يواجهه المشهد العالمي من تطورات متتالية لم تخل من قراءات سلبية، خصوصاً على صعيد الملف الروسي-الأوكراني الذي يشهد فصولاً جديدة من التصعيد، لا سيما بعد التدمير الجزئي للجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم الجمعة الماضي، الأمر الذي يثير مخاوف من اتساع نطاق الحرب.
وكان لعوامل أخرى تأثيرها السلبي على مسار المؤشرات العامة للأسواق، منها ما يتعلق بالتضخم وسياسة مواصلة رفع الفائدة التي يتبعها «الفيديرالي» الأميركي، ما يؤثر في قرارات المستثمرين بأسواق الأسهم عالمياً وإقليمياً.
وتراجع مؤشر البورصة السعودية أمس بنحو 0.3 في المئة فيما خسرت 16.24 مليار دولار من قيمتها السوقية، فيما هبط مؤشر سوق أبوظبي بـ0.75 في المئة ليسجل خسارة سوقية بـ4.16 مليار دولار، في حين تراجع المؤشر العام لبورصة الكويت بنحو 2.47 في المئة وبلغ إجمالي خسائر القيمة السوقية لشركاتها 3.099 مليار دولار (950.88 مليون دينار).
وسجل مؤشر بورصة قطر انخفاضاً بنحو 0.53 في المئة فيما بلغت خسائرها السوقية نحو 1.53 مليار دولار، فيما هبط مؤشر سوق دبي بنحو 1 في المئة تراجعت معه قيمته السوقية 1.11 مليار دولار.
وانخفض مؤشر بورصة مسقط بنحو 0.57 في المئة لتسجل خسائر سوقية بـ63.19 مليون دولار، في حين هبط مؤشر بورصة البحرين بنحو 0.19 في المئة لتتكبد خسائر سوقية بلغت 51.25 مليون دولار.
الأسوأ أداءً
ومحلياً، سجلت بورصة الكويت الأداء الأسوأ على مستوى مؤشرات أسواق الخليج، إذ أغلق مؤشرها العام على انخفاض بنحو 2.47 في المئة، بعد تداول 166.9 مليون سهم عبر 13805 صفقات نقدية بقيمة 78.1 مليون دينار.
وشهد مؤشر السوق الأول تراجعاً بـ2.61 في المئة من خلال تداول 106.5 مليون سهم عبر 10532 صفقة بـ72 مليون دينار، فيما انخفض مؤشر السوق الرئيسي 1.93 في المئة من خلال تداول 60.4 مليون سهم عبر 3273 صفقة بـ6 ملايين دينار، في حين سجل مؤشر (رئيسي 50) انخفاضاً بـ2.17 في المئة.
وخسرت البورصة أمس 950.88 مليون دينار لتصل القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة إلى 42.16 مليار دينار، حيث أظهرت المستويات التي بلغتها الأسعار تراجعاً بـ2.21 في المئة في إجمالي القيمة السوقية للشركات المدرجة خلال جلسة أمس، فيما لا تزال القيمة السوقية تحتفظ بمكاسب على أساس سنوي بلغت نحو 0.5 في المئة فقط مقارنة بأكثر من 12 في المئة سجلتها خلال الأشهر الماضية.
ولم يخل المشهد أمس من عمليات شراء واختبار لدعومات شريحة كبيرة من الأسهم التشغيلية التي تراجعت إلى مستويات فقدت من خلالها ما حققته من مكاسب خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الجاري، إذ اهتم مديرو الاستثمار في بعض المؤسسات بزيادة وتيرة الشراء والتجميع على تلك الأسهم وسط قناعة بأنها ستستعيد توازنها مع أي ارتدادات مستقبلية.
الأكثر سيولة
وجاء بيت التمويل الكويتي «بيتك» في مقدمة الأسهم الأكثر تداولاً من حيث القيمة، إذ استحوذ على 55.3 مليون دينار من إجمالي السيولة المتداولة على 121 سهماً شملتها التعاملات، حيث يبدو واضحاً زخم التداول على سهم البنك عقب انتهاء استحواذه على «الأهلي المتحد».
وتضمنت قائمة الأسهم الأكثر سيولة كلاً من «أجيليتي» بـ4.3 مليون دينار، ثم «الوطني» بـ3.45 مليون، و«زين» بـ2.3 مليون، و«استهلاكية» بنحو 945 ألف دينار، و«المباني» بـ896 ألفاً. أسهم ارتفعت بأقل تكلفة
شهدت جلسة بورصة الكويت أمس ارتفاعاً لـ17 سهماً من أصل 121 سهماً تم التداول عليها، فيما تراجع 94 سهماً وظلت 10 أسهم دون تغيير يذكر، إلا أن المشهد لم يخل من مفارقات، حيث سجلت بعض الأسهم ارتفاعاً في أسعارها بنسب بين 1.6 و5.1 في المئة من خلال تداول بضعة أسهم، منها سهم «عقار» الذي ارتفع بـ5.1 في المئة من خلال تداول سهمين، و«المساكن» الذي ارتفع بـ1.5 في المئة من خلال تداول سهم واحد فقط.
الروبل قرب أدنى مستوى بـ 3 أشهر
12 في المئة تراجعاً ببورصة موسكو
تراجعت بورصة موسكو بنحو 12 في المئة، في التعاملات المبكرة، أمس، بعد ضربات متعددة على مدن أوكرانية وانفجار نهاية الأسبوع الذي دمر جزئياً الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وانخفض مؤشر «MOEX» القياسي المقوم بالروبل 11.9 في المئة إلى 1780.39 نقطة، إذ هبط لفترة وجيزة إلى ما دون 1800 للمرة الأولى منذ أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير، وقلص المؤشر خسائره ليصل إلى 1867.90 نقطة بعدها بساعات قليلة.
وانخفض مؤشر «RTS» المقوّم بالدولار بنسبة 13 في المئة إلى 909.26 نقطة في الدقائق الأولى من التداول، قبل أن يعود إلى 943.79 نقطة. وتراجع سهم شركة «غازبروم» العملاقة للطاقة بنحو 25 في المئة، كما ارتبط الانخفاض بدفع أرباح استثنائية تزيد عن 21 مليار دولار تم الإعلان عنها في سبتمبر.
في هذه الأثناء، تراجع الروبل الروسي بصورة حادة أمام الدولار، إذ هبط الروبل بالقرب من أدنى مستوياته منذ شهر يوليو الماضي، مُسجلاً 63.08 روبل/دولار، مُنخفضاً بأكثر من 1.35 في المئة. وعمّق هذا الانخفاض تراجع مؤشر بورصة موسكو المقوّم بالدولار أمس بنسبة 13 في المئة.