الكويت حسّنت قدرتها التنافسية واكتسبت مكانة أفضل في اللوجستيات

يقول مديرون تنفيذيون لسلاسل الإمداد العالمية، إن الابتكار القائم على التكنولوجيا ومساعدة الشركات الصغيرة، سيكون لهما الدور الرئيسي والفاعل لدفع النمو الاقتصادي غير النفطي للاقتصاد في دول الخليج، والتي تفوقت على معظم الاقتصادات الأخرى، في مؤشر «أجيليتي» اللوجستي السنوي للأسواق الناشئة في نسخته الرابعة عشرة.

وجاءت الإمارات في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند في مؤشر أقوى 50 دولة، بينما احتلت السعودية المركز السادس، حيث ظهر كلا البلدين ضمن المراكز العشرة الأولى في كل فئات المؤشر الأربعة، الخدمات اللوجستية المحلية، والخدمات اللوجستية الدولية، وأساسيات ممارسة الأعمال، والجاهزية الرقمية، كما احتلت قطر المركز التاسع عشر وظهرت في المراكز العشرة الأولى في كل الفئات باستثناء الخدمات اللوجستية الدولية.

وسيطرت دول الخليج مرة أخرى على تصنيفات أساسيات ممارسة الأعمال، والتي تقارن الأطر القانونية والتنظيمية والضريبية لدول الأسواق الناشئة، وجاءت جميعها في صدارة فئة «البيئة الأفضل لممارسة الأعمال» التي تصدرتها الإمارات أمام قطر والسعودية وعمان والبحرين، في حين جاءت الكويت بالمركز 11.

وأظهر مؤشر هذا العام، أنه ومن بين اقتصادات دول الخليج، حسّنت الكويت بشكل عام (رقم 15) قدرتها التنافسية، واكتسبت مكانة أفضل في كل فئة، إذ إنه وفي مجال الجاهزية الرقمية، حققت عُمان، التي صعدت 5 مراتب إلى المركز العاشر، والبحرين التي صعدت 6 مراكز إلى المركز السادس عشر، أكبر القفزات بين دول الخليج.

واشتمل مؤشر «أجيليتي» في نسخته السنوية الرابعة عشرة، والذي استطلع استبيانه آراء 750 مديراً تنفيذياً عالمياً في قطاع الخدمات اللوجستية، على لمحة عامة حول معنويات الصناعة وتصنيف الأسواق الناشئة الرائدة في العالم، وصنّف البلدان من حيث القدرة التنافسية الشاملة، بناءً على عوامل الجذب التي توافرها لمقدمي الخدمات اللوجستية ووكلاء الشحن وشركات النقل الجوي والبحري، والموزّعين والمستثمرين.

وطُلب من المديرين التنفيذيين في الصناعة تحديد أهم محركات التنويع الاقتصادي لدول الخليج، والتي تجتمع في مساعيها تسريع نمو القطاع الخاص، بهدف التقليل من الاعتماد على النفط والغاز كمصدر وحيد أو رئيسي للدخل.

وحدد المستجيبون العوامل الرئيسية مثل تطوير التكنولوجيا والابتكار، والبيئة الحاضنة للشركات الصغيرة، وتطوير البنية التحتية، والتكامل الإقليمي والعالمي، وظروف العمل متعددة الجنسيات، والقوى العاملة الماهرة، ووقف دعم الطاقة الخاصة بالاستهلاك المحلي، وخلق فرص عمل للنساء.

وأفاد المؤشر بأنه خارج دول الخليج، شهد التصنيف تقلباً كبيراً، إذ أحدثت الصراعات والعقوبات والاضطرابات السياسية والعثرات الاقتصادية والتداعيات المستمرة لجائحة كورونا، ضرراً ملحوظاً بالقدرة التنافسية لكل من أوكرانيا، وإيران، وروسيا، وكولومبيا وباراغواي، وغيرها، في حين أنه وفي فئات معينة، تقدمت مجموعة من البلدان بمراكزها مثل بنغلاديش وباكستان، والأردن، وسريلانكا، وغانا.

النتائج والتغيرات

وقال 53 في المئة من مديري الخدمات اللوجستية التنفيذيين إن شركاتهم التزمت بمعدل صفر انبعاثات، بينما ذكر 6.1 في المئة آخرون إن شركاتهم حققت بالفعل صفر انبعاثات.

وأوضح نصف المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستبيان أن تغير المناخ هو مصدر قلق يجب أن تخطط شركاتهم له، بينما قال 18 في المئة آخرون إنه بات يؤثر عليهم بالفعل.

وكشف 55 في المئة أنهم سيكونوا أكثر جرأة في التوسع والاستثمار في الأسواق الناشئة أو ترك خططهم الحالية كما هي على الرغم من مخاوف الركود، في حين أشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن الميزة الأكبر هي تحسين التتبع والرؤية، وأن أكبر عيب هو الخطأ وإدارة الاستثناءات.

وبين المؤشر أنه في أوكرانيا، يشير 97 في المئة إلى أن أعمالهم تضررت من ارتفاع التكاليف أو غيرها من تحديات سلسلة الامداد نتيجة للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

تصنيفات الدول

كشف مؤشر «أجيليتي» أنه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الثالث، والسعودية (6)، وقطر (7)، وتركيا (11)، وعمان (12)، والبحرين (14)، والكويت (15)، والأردن (16)، والمغرب (20)، ومصر (21)، وتونس (32)، ولبنان (33)، وإيران (36)، والجزائر (41)، وليبيا (50).

وبالنسبة للترتيب في أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء، جاءت جنوب أفريقيا (24)، وكينيا (25)، وغانا (29)، ونيجيريا (34)، وتنزانيا (37)، وأوغندا (43)، وإثيوبيا (45)، وموزامبيق (46)، وأنغولا (48).

وفي آسيا أتت الصين في الصدارة، أمام الهند (2)، وماليزيا (4)، واندونيسيا (5)، وتايلند (8)، وفيتنام (10)، والفيلبين (18)، وكازاخستان (22)، وباكستان (26)، وسريلانكا (30)، وبنغلاديش (35)، وكمبوديا (38)، وميانمار (49).

وعلى صعيد أميركا اللاتينية، حلت المكسيك تاسعة في المؤشر، وتشيلي (13)، والبرازيل (19)، وأوروغواي (23)، وبيرو (27)، وكولومبيا (28)، والأرجنتين (31)، والإكوادور (39)، وباراغواي (40)، وبوليفيا (44)، وفنزويلا (47)، في حين أنه في أوروبا أتت روسيا في المركز 17، وأوكرانيا (42).

نظرة ثاقبة

تعمل «ترانسبورت إنتليجنس» لتحليل وأبحاث قطاع الخدمات اللوجستية، على تجميع وإعداد المؤشر منذ إطلاقه عام 2009، إذ أوضح الرئيس التنفيذي للشركة جون مانرز بيل، أنه ليس من الممكن المبالغة في تقدير التحديات التي واجهتها بلدان الأسواق الناشئة في العامين الماضيين، بعدما شهدا تضافراً للتوترات الجيوسياسية مع عدم اليقين المالي والآثار المستمرة لوباء كورونا، ما خلق بيئة أعمال واستثمار أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

وقال إن الدور الذي يلعبه مؤشر «أجيليتي» اللوجستي للأسواق الناشئة في توفير نظرة ثاقبة لهذا المشهد البيئي المتقلب وغير المؤكد، هو أكثر أهمية من أي وقت مضى.

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.