كويت تايمز: كشف وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق أن “الكويت ستوقع في 10 أبريل المقبل عقد الشراكة في مصفاة دقم العمانية بطاقة 200 ألف برميل، كما أن “مصفاة فيتنام سيتم تشغيلها تجارياً في مايو المقبل”.
وقال المرزوق في تصريح صحفي على هامش لقاء فعاليات إغلاق مصفاة الشعيبة “تشرفت بأنني بدأت عملي في مصفاة الشعيبة، وكما أن إغلاقها له أثر حزين في قلوب الكثيرين ممن عملوا فيها، كذلك فهي المدرسة الأولى التي تعلمنا فيها”.
وأكد أن “الإغلاق لم يكن قراراً مفاجئاً لكنه مدروس وسبقه دراسات كثيرة من مستشارين عالميين أثبتت عدم جدوى الاستمرار في تشغيل المصفاة لحدودية المساحة التي تشغلها ووجود العديد من الصناعات النفطية الأخرى”.
وأوضح المرزوق أن “القرار لن يكون نهاية مصفاة الشعيبة لأن جزءاً من المرافق سيتم استخدامه في تخزين منتجات الوقود البيئي، وكذلك فإن المرفق البحري سيتم استغلاله”.
وإذ أكد أن “ذكراها باقية”، تمنى المرزوق “التوفيق والنجاح للعاملين في المصفاة الذين سيعملون في المصافي الأخرى”.
وحول تعويض المنتجات، قال: “فيما يتعلق بالبنزين فسيتم تعويض جزء بالاستيراد والجزء الآخر عبر زيادة كفاءة الإنتاج من المصافي الأخرى لهذه المنتجات لتغطي حاجة السوق المحلي”، مبيناً أن “الاستيراد في حدود نصف إنتاج مصفاة الشعيبة قبل إغلاقها”، مضيفاً “لدينا استعدادات من سنة سابقة لتعويض خروجها من المصفاة”.
وأوضح المرزوق «التقدم في سير أعمال مشروع الوقود البيئي بنسبة 84 في المئة حتى نهاية مارس، وإجمال ما تم صرفه على المشروع 2.8 مليار دينار»، مشيراً الى أن «المبلغ المتوقع صرفه حتى نهاية 2017 يقدر بـ1.2 مليار ليصل إجمالي ما تم صرفه الى 4 مليار دينار».
وأشار الى انه «تم تشغيل الشبكة الكهربائية في المشروع بالكامل بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، وحالياً يتم وضع اللمسات الأخيرة لمرافق الوقود البيئي».
وعقد اليوم لقاء فعاليات إغلاق مصفاة الشعيبة بحضور وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول نزار العدساني، رئيس مجلس ادارة شركة البترول الوطنية جمال النوري، ورؤساء شركة البترول الوطنية السابقين والرؤساء التنفيذيين والأعضاء المنتدبين وقيادات الشركة السابقين وقيادات وموظفي مصفاة الشعيبة السابقين والحاليين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري في كلمة خلال اللقاء إننا “نلتقي اليوم في مناسبة خاصة جداً وهي إغلاق واحد من أهم الصروح النفطية الكويتية، وهي مصفاة الشعيبة، التي كانت جوهرة صناعة التكرير في الكويت والتي تعد انطلاقة شركة البترول الوطنية الكويتية في الستينيات من القرن الماضي. ونحن اليوم لا ننهي تاريخ مصفاة الشعيبة، فتاريخها عريق وغني، ولكننا اليوم نؤكد على تاريخها الخالد في صناعة تكرير النفط في الكويت والخليج. وستبقى مصفاة الشعيبة جزءاً كبيراً ومهماً من إرث (البترول الوطنية)، وستؤرَّخ على أنها الانطلاقة الكبيرة لشركة البترول الوطنية الكويتية”، مشيراً الى أن هذه المناسبة “بقدر ما تشعرنا بالحزن، فإن ما يهوّن علينا في الوقت نفسه هو مضينّا قدما في مشاريع استراتيجية عملاقة تعد الأكبر في تاريخ الكويت، وهما مشروع الوقود البيئي ومشروع بناء مصفاة الزور”.
وأضاف :”منذ تدشينها في أبريل من العام 1968، ومصفاة الشعيبة تسجل إنجازاً تلو الآخر. حيث أنها كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية، وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان. وطبقت مصفاة الشعيبة أحدث أنواع التكنولوجيا المعروفة حينها مع التركيز على منتجات جديدة عالية القيمة، مثل النافثا والجازولين عالي الأوكتان ووقود الطائرات. كما وفرت المنتجات المطلوبة للسوق المحلية، مثل الديزل والجازولين”.
وتابع: “لقد مرت مصفاة الشعيبة بمحطات عديدة يشهد لها بالنجاح المتميز يصعب حصرها كلها، ولكننا نذكر على سبيل المثال زيادة الطاقة التكريرية الى 200 الف برميل وإنشاء الوحدة (61) لمعالجة الغازات الحمضية الناتجة من الحقول النفطية غرب الكويت التابعة لشركة نفط الكويت في حين كان يتم حرق الغاز قبل إنشاء هذه الوحدة مما يتسبب في تلوث البيئة. وكانت سباقة في إنشاء الوحدة (29) لاسترجاع غاز الشعلة في يناير عام 2002 ومعالجتها لاستعمالها كوقود في المصفاة بدلا من حرقها وخسارة قيمتها”.
وقال: “كما حصلت المصفاة على العديد من الشهادات والجوائز العالمية المرموقة، ففي أكتوبر 2013 فازت بالمركز الأول لجائزة سمو أمير البلاد كأفضل مصنع متميز في الكويت، مما يدل على تمتعها معايير الجودة الشاملة في القيادة والادارة والتخطيط الاستراتيجي ونظم المعلومات . وحصدت المصفاة أيضا معدل نقاط بلغ 96.1 نقطة في المسح الميداني لتقييم المخاطر من قبل شركات التأمين العالمية، وحققت هذا الإنجاز المتميز بالرغم من تقادمها، لتكون أفضل منشأة نفطية في الكويت من ناحية انخفاض المخاطر التشغيلية واحتمالية وقوع الحوادث، مما يعكس حرص العاملين في المصفاة على تنفيذ أعمالهم بدقة والتزامهم العالي في نظم السلامة. كما كانت الأولى بين المصافي الثلاث التي تنال شهادة إدارة الجودة -الآيزو كمنشأة كاملة”.
ولفت المطيري الى أن “هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل بجهد العاملين والتزامهم وتفانيهم، والأهم بخبرتهم الرفيعة التي نحرص على الحفاظ عليها، ولهذا ستتم الاستفادة من هذه الخبرات لدى جميع العاملين في مصفاة الشعيبة ليتولوا مهاما جديدة في كل من مصفاة ميناء عبدالله ومصفاة ميناء الأحمدي ومصفاة الزور كي يساهموا في تحقيق إنجازات جديدة، وللمحافظة على مرافقنا الوطنية على أعلى درجة من الكفاءة اللازمة، علما أن كامل حقوقهم سيبقى محفوظا مع انتقالهم إلى مواقع العمل الأخرى. وهنا لا بد لنا من وقفة وفاء لجميع العاملين بمصفاة الشعيبة منذ نشأتها الى الآن وندين لهم ولقيادات المصفاة السابقين والحاليين بالشكر والعرفان، وكذلك نستذكر شهداء الواجب بالمصفاة الشهيد محمد الكندري وبدر الديولي الذين ضحيا بأرواحهما فداء للوطن والشركة فلنترحم على أرواحهما وعسى الله أن يتقبلهما شهداء”.
وأضاف: “لقد قامت (البترول الوطنية) بعمل أكثر من دراسة فنية واقتصادية محلية ومع مستشارين عالميين لإمكانية تطوير مصفاة الشعيبة آخذة في الاعتبار المتطلبات البيئية للمنتجات والمواصفات المطلوبة حسب معطيات الأسواق العالمية، وقد بينت جميع الدراسات صعوبة تطوير المصفاة وعدم جدواها الاقتصادية نظرا لقدم وحدات الإنتاج وزيادة كلفة التطوير، بالإضافة الى محدودية المساحة المتوفرة للتطوير. وعليه سيتم إيقافها عن العمل من الغد وذلك حسب قرار من المجلس الأعلى للبترول، وستكون مصفاة الزور بديلاً عنها في انتاج المشتقات النفطية وزيت الوقود عالي الجودة وذو المحتوى الكبريتي الأقل. وسيتم استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بمصفاة الشعيبة من قبل مشروع الوقود البيئي”.
وأوضح أنه “لا يخفى على أحد المنافسة الشديدة والتحديات التي تواجه صناعة تكرير النفط في جميع أنحاء العالم، مما دفع الجميع إلى اتخاذ إجراءات موسعة لترشيد المصروفات التشغيلية وتعزيز الكفاءة لزيادة القدرة التنافسية. فكان على الكويت أن تؤمن موقعاً قوياً لها في الأسواق العالمية عبر إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي الشروط العالمية الجديدة، مثل يورو-4، وتحقيق القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية الكويتية وهو ما نصبو إليه من خلال مشروعي الوقود البيئي ومصفاة الزور”.
وأكد المطيري أن “التحديث والتطوير والتغيير هو خيار حتمي لا بد من أن نواكبه لنتماشى مع التسارع في مجال الصناعة النفطية، وحتى لا نفقد الفرص المتاحة”، مبيناً أن “موقع مصفاة الشعيبة سيبقى دائما في قلوبنا، لاسيما وأن جزءاً مهماً من مرافقها سيستمر في خدمة المصافي الأخرى، وأنا على ثقة بأن ما تميز به العاملون فيها من تفان وإخلاص وكفاءة سيستمر في بقية مرافق الشركة”.