من وحي تجربته الخاصة في تداول العملة الالكترونية بيتكوين التي حقق منها أكثر من مليون دولار في عام واحد فقط، يوصي غرانت ساباتييه مؤسس مدونة Millennial Money بعدم الدخول الى هذا العالم والاستثمار في العملات الرقمية لما تنطوي عليه من مخاطر جمة.
وكما يقول: استثمرت لأول مرة 5 آلاف دولار في بيتكوين في عام 2013 بسعر 72 دولارا لكل عملة، والآن أملك ما يقرب من 69.2 «بيتكوين».
ويضيف: سمعت لأول مرة عن بيتكوين في عام 2011، لكني لم أقرر شراءها الا عندما شاهدت فيلما وثائقيا وبدأت في قراءة ما يدور في المنتديات حول العملة الرقمية. كان من السهل أن نرى كيف يمكن لبيتكوين أن تزعزع النظام المالي بأكمله.
ويتابع: قررت الشراء كتجربة طويلة الأجل واستخدام أقل من %1 من صافي قيمة ثروتي في ذلك الوقت لشراء بيتكوين. بالتأكيد، كنت أرغب في كسب المال، لكن ان فقدت كل شيء، فان ذلك لن يؤثر على وضعي المالي.
ويقول: حتى كتابة هذه السطور، يتم تداول بيتكوين عند 16600 دولار، مما يجعل قيمة ما أملكه من بيتكوين الآن 1.14 مليون دولار. استغرق الأمر خمس سنوات من العمل لمدة 80 ساعة في الأسبوع لتحقيق أكثر من مليون دولار من الادخار والاستثمار في سوق الأوراق المالية، لكن مع بيتكوين، زادت قيمة أموالي الى أكثر من 1 مليون دولار في 2017 وحده. انها الى حد بعيد ومن دون أدنى شك أسهل أموال حققتها في حياتي. ومع ذلك لا أنصح بالاستثمار في بيتكوين اليوم.
ويضيف: في مدونتي الخاصة Millennial Money، تلقيت أكثر من 100 رسالة عبر البريد الالكتروني من القراء يسألون عن الاستثمار في بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية. حتى أنني كنت أتحدث الى قارئ الأسبوع الماضي قال لي إنه وضع جميع مدخراته في بيتكوين. وهي فكرة مريعة.
ويتابع: وصلتني رسالة بريد الكتروني أخرى من شاب يبلغ من العمر 22 عاما يتطلع الى استثمار أول 5 آلاف دولار يملكها، وأراد أن يعرف اذا ما كان يجب أن تكون بيتكوين أول استثمار له. هذه أيضا فكرة فظيعة أخرى.
ويضيف: رغم كوني أصبحت مليونيرا بفضل بيتكوين، فإنني لا أنصح بالاستثمار فيها للأسباب التالية:
1- من المستحيل تحديد قيمة عملة بيتكوين على وجه الدقة
بيتكوين هي جنون عالمي، حتى حلاقي الخاص الذي ليست لديه فكرة عما هو بلوك تشين، يريد شراءها. ولأن الكثير من الناس الجدد يشترونها وبسرعة كبيرة، فانه من المستحيل تحديد قيمة بيتكوين بدقة.
عندما يتذبذب سعر أي شيء بنسبة 20 – %30 في يوم واحد، فمن الواضح أنه شيء غير مستقر، لذلك يمكن أن تفقد كل أموالك بسرعة كبيرة. واذا كنت بحاجة الى أموالك، فلا تشتر بيتكوين. مع وجود هذه التقلبات المجنونة القصيرة المدي، فان بيتكوين قمار قصير المدى وليست استثمارا.
2- قد لا تكون هناك أي قيمة لبيتكوين
القيمة وراء بيتكوين هي تكنولوجيا بلوك تشين، التي تم استنساخها بسهولة من قبل العملات الرقمية الأخرى. بل ان العديد منها قدم اصدارات أفضل وأسهل استخداما.
لبيتكوين مثال جيد على ذلك. بالتأكيد، بيتكوين لديها ميزة كونها المحرك الأول والرئيسي، لكن تم انشاؤها لشراء وبيع الأشياء على الانترنت بشكل آمن، وهو ما لم يعد أحد يقوم به الآن بسبب سعرها الجنوني وارتفاع تكاليف المعاملات بشكل حاد.
كما أن حجم التداول يسبب تأخيرات كبيرة، اذ قد يستغرق الأمر 10 أيام لادخال المال أو اخراجه وأكثر من أسبوع ليتم ارسال عملة بيتكوين الخاص بك.
وتكلفة ارسال بيتكوين هي في ارتفاع مستمر أيضا، لأن السعر يتذبذب بشدة، وقيمتها يمكن أن تكون أعلى بكثير أو أقل بكثير مما كانت عليه عند ارسال المال. ومعظم الناس لا يشترون قيمة التكنولوجيا، بل يشترون الضجيج والصخب وهذا قمار وليس استثمارا.
3- بيتكوين لا تزال غير آمنة
قد تعتقد أن المحفظة الرقمية آمنة، لكن تبادلات العملات الرقمية ومحافظها تتعرض باستمرار وانتظام الى الاختراق والقرصنة. لقد تم قرصنة أكثر من 70 مليون دولار من عملة بيتكوين من سوق نايسهاش للتعدين في الآونة الأخيرة.
ولمجرد أن منصة التداول مثل كوين بيس لديها تمويل بقيمة 200 مليون دولار وسوق لامعة وجميلة فلا يعني أنه لا يمكن قرصنتها واختراقها. ولأنه لا توجد هيئة ادارية مركزية تضمن عملات بيتكوين الخاصة بك، اذا فقدتها وسيكون من الصعب استعادتها. واذا سرقت، وكنت سيئ الحظ، فان القرصنة والاختراقات ستستمر.
اذا قررت شراء بيتكوين، وأنا أشجعكم على الشراء بمسؤولية، فلا تشتر بأكثر من %1 من صافي قيمة ثروتك، وكن صادقا مع نفسك: بيتكوين مقامرة، وليست استثمارا. تداولها محفوف بمخاطر مهولة، وهناك أماكن أفضل بكثير لاستثمار أموالك فيها بشكل آمن على المديين الطويل والقصير.