البنوك الخليجية تنقل معركة توسعها إلى تركيا

يجري أكبر البنوك الإماراتية مفاوضات مع مصرف «سبير بنك» الروسي، تتضمن إمكان الاستحواذ على حصته في المصرف التركي، لينضم بذلك إلى البنوك القطرية والكويتية التي توسعت في تركيا.
وبدأ بنك الإمارات دبي الوطني محادثات مبدئية للاستحواذ على حصة في «دينيز بنك» التركي بحسب بيان صدر عنه قبل أيام. ونقلت محطة «بلومبيرغ» الإخبارية عن مصادر مطلعة -رفضت التعريف عن هويتها بسبب سرية المحادثات- قولها إن بنوكاً خليجية أخرى تجري مباحثات مع البنك الروسي.
وبناء على حسابات «بلومبيرغ» قد تصل قيمة الصفقة لشراء حصة تساوي 99.9 إلى 4.12 مليارات دولار، في حين بلغت القيمة الدفترية لمصرف «دينيز» في نهاية شهر سبتمبر الماضي 3.44 مليارات دولار، وتتداول البنوك التركية عند متوسط 1.2 مرة قيمتها الدفترية بحسب بيانات جمعتها المحطة.
في هذا السياق، قالت «بلومبيرغ» إن البنوك الخليجية تسعى لتعزيز حضورها في تركيا عبر عمليات الاستحواذ على حصص أخرى أو إصدار تراخيص جديدة لمواجهة فرص التوسع المحدودة في وطنها. على سبيل المثال، اشترى بنك قطر الوطني في 2016 حصة البنك الوطني اليوناني في بنك تركي بقيمة 3.4 مليارات دولار، بينما استحوذ البنك التجاري القطري على %71 من «ألتيرناتيف بنك» من مجموعة الأناضول في عام 2013.

ديناميكيات مشجعة
يقول المحلل الاستراتيجي في شؤون الأسواق الناشئة في مؤسسة «إم يو إف جي» للأوراق المالية في لندن، تريو فام: «من خلال تواجد العديد من البنوك الخليجية في تركيا، ونظراً إلى القرب الجغرافي، فإن البنوك على دراية بالاقتصاد والنظام المصرفي». وأضاف: «توفر تركيا ديناميكيات مشجعة بفضل نمو ناتجها المحلي الإجمالي المرتفع، وتركيبتها السكانية الكبيرة والشابة. معظم البنوك الكبيرة في تركيا مربحة نسبياً أيضاً».
بعد الإعلان عن خبر الاستحواذ، ارتفع سهم «دينيز بنك» بنسبة 20 في المئة إلى 5.77 ليرات في اسطنبول، وهو المعدل الأعلى منذ ما يزيد على 3 سنوات. أما أسهم بنك الإمارات «دبي الوطني» فأغلقت عند ارتفاع 6.5 في المئة، أكبر قفزة في عامين، فضلاً عن ذلك، صعدت أسهم البنك الروسي «سبير بنك» بنحو 3.4 في المئة في موسكو.
أما على صعيد البنوك الخليجية الأخرى، فتقول المحطة إنها موجودة منذ فترة طويلة في السوق التركية، إذ اشترى البنك الأهلي التجاري السعودي – أكبر البنوك السعودية – 30 في المئة من بنك فاينانس كاتيليم إيه إس في عام 2007 مقابل 1.08 مليار دولار، بينما أسس بنك بيت التمويل الكويتي وحدة مملوكة له بالكامل في البلاد في عام 1989، وكان سباقاً في ذلك التوسع.

استثمارات خارجية
بالنسبة لبنك الإمارات «دبي الوطني»، فإن الاستحواذ إذا تم سيكون ثاني أكبر استثمار خارجي كبير له. ففي عام 2013، استحوذ على أسهم «بي إن بي باريبا مصر» مقابل 500 مليون دولار. وذكر البنك في سبتمبر أنه يخطط لتوسيع رقعته في مصر، وتطوير مواقع خارجية أخرى.
يقول آرثي شاندراسيكاران نائب رئيس قسم البحوث في شركة شعاع كابيتال في دبي إن بنك الإمارات (دبي الوطني) يملك أقوى نسبة كفاية رأس المال في الإمارات. وقد حرص بشكل كبير على تخصيص رأس أموال للاستحواذات، هذا وبلغ النقد ومعادلاته لدى البنك 19.6 مليار دولار في نهاية شهر ديسمبر الماضي.