كبار رؤساء الشركات الأمريكية يتهافتون للقاء ابن سلمان

يتهافت رؤساء الشركات الأميركية الكبيرة للقاء الأمير محمد بن سلمان الأسبوع المقبل، ويشمل ذلك شخصيات بارزة من وول ستريت، وكبرى المؤسسات الأميركية، خلال أول زياراته للولايات المتحدة، منذ أصبح ولياً لعهد المملكة العام الماضي.
ومن المقرر أن يتوقف الأمير محمد في بوسطن وهيوستن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسياتل، بهدف تعزيز الاستثمارات. والتقى الثلاثاء الماضي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي.
وبينما تهدف الزيارة إلى تشجيع الغرب على الاستثمار في السعودية، فإنها تعد أيضاً فرصة لولي العهد كي يسعى إلى طمأنة بعض المستثمرين، الذين أقلقهم حجم حملة على الفساد، أطلقتها المملكة في نوفمبر الماضي، وما أحيط بها من تكتم وسرية.
ونال الأمير محمد استحسان الغرب لسعيه من أجل الحد من اعتماد البلاد على النفط، ولعمله على معالجة الفساد وإحداث تحول في المملكة.
وقالت السفارة السعودية في بيان: إن ولي العهد سيشارك في منتدى سعودي أميركي للرؤساء التنفيذيين لعام 2018 في نيويورك الثلاثاء المقبل. ومن المقرر أن يستضيف الأمير محمد عشاء عمل، وفقاً لنسخة من جدول أعمال المنتدى، اطلعت عليها رويترز.
وذكرت مصادر قريبة من الحدث أن المنتدى ستحضره شخصيات بارزة في عالم المال، مثل جيمي ديمون ـ الرئيس التنفيذي لمؤسسة جيه.بي مورغان تشيس آند كو، وهنري كرافيس ـ الرئيس التنفيذي لشركة كيه.كيه.آر آند كو للاستثمار المباشر، وكذلك أدينا فريدمان ـ الرئيسة التنفيذية لناسداك.
وقال أحد المصادر: إن ديمون يخطط أيضا لحضور العشاء مع ولي العهد في واشنطن الخميس المقبل.
وقال مصدر مطلع إن من غير المتوقع أن يحضر لاري فينك رئيس بلاك روك، الذي يزور بكين لحضور منتدى تنمية صيني هذا الأسبوع، المنتدى السعودي ـــ الأميركي. وقال المصدر إن مسؤولين تنفيذيين من بلاك روك، وهما فيليب هيلدبراند، ومارك وايزمان، سيحضران.
كما سيكون أندرو ليفريس رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لداودوبونت، المُدرج اسمه كرئيس مشارك للمنتدى السعودي الأميركي، أيضا من بين الحضور، وفقا للموقع الإلكتروني للمنتدى.
وقال مصدر مطلع إن مايكل كوربات الرئيس التنفيذي لسيتي جروب، سيكون خارج البلاد خلال الفعالية، لكنه يخطط للقاء ولي العهد في مكان آخر.
وقال مصدر إن ستيفن شوارتسمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، سيستضيف الخميس المقبل فعالية على شرف ولي العهد.
وامتنعت متحدثة باسم مجموعة غولدمان ساكس عن التعليق، عما إذا كان الرئيس التنفيذي لويد بلانكفاين سيحضر المنتدى، بينما لم يتسن الوصول إلى متحدث باسم مورغان ستانلي للحصول على تعليق. كما لم تعلق متحدثة باسم لازارد على أي اجتماعات.
وأحد المحاور الرئيسية لزيارة ولي العهد سيكون أي معلومات بشأن الإدراج المزمع لخمسة بالمئة من شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية. وقد يصل الطرح العام الأولي بقيمة الشركة إلى تريليوني دولار، ويجعلها أكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة السوقية.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قال في مقابلة مع رويترز في واشنطن، إن بلاده قد تظل تمضي قدما في الطرح العام الأولي في بورصة عالمية، مثل لندن أو نيويورك، في النصف الثاني من 2018، على الرغم من شكوك أثيرت في السابق بأنها قد تؤجله إلى العام المقبل.
وبورصة نيويورك للأوراق المالية وناسداك من بين المواقع المحتملة للإدراج. وامتنع متحدث باسم بورصة نيويورك عن التعليق عما إذا كان أحد مسؤولي البورصة سيحضر في المنتدى.

استثمارات سعودية
وتتنوع استثمارات السعودية في أميركا من استثمارات في شركات واعدة وقطاعات حديثة، مثل أوبر وMagic Leap، إلى قطاعات تقليدية كالتكرير كملكية أرامكو لمصفاة «موتيفا»، لتضمن اختلاف مصادر دخل المملكة في المستقبل بعيدا عن النفط.
واقتصرت غالبية استثمارات السعودية في الولايات المتحدة لفترة طويلة على أذونات الخزانة الأميركية، وهي باختصار أدوات دين قصيرة الأجل تصدرها وزارة الخزانة الأميركية بشكل دوري مقابل عوائد منخفضة.
ولكن السنوات الأخيرة شهدت حركة مختلفة لهذه الاستثمارات بهدف تحقيق أهداف أوسع تندرج ضمن رؤية 2030، وعلى رأس هذه الأهداف ضمان تنوع إيرادات السعودية، وتعظيم قيمة العوائد على الاستثمارات، إضافة إلى استفادة سوق العمل والقطاع الخاص داخل السعودية من أي استثمارات أجنبية.