نزاع الرسوم الأميركي-الصيني.. مكسب قصير الأجل لـ«أوبك»

3-79

من المفترض من الناحية النظرية أن ترى منظمة أوبك، التي فقدت حصة في السوق الصينية لمصلحة منتجي النفط في الولايات المتحدة، في نزاع الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، هدية لها.
ولكن مسؤولين في أوبك وصناعة النفط يقولون إنه في حين أن المنظمة يمكنها بيع المزيد من النفط إلى الصين نتيجة لفرض رسوم على وارداتها من الخام الأميركي، فإن النزاع التجاري قد يضر في الأجل الطويل النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وقال رينر سيلي الرئيس التنفيذي لشركة النفط النمساوية أو.إم.في على هامش منتدى أوبك في فيينا «في الأجل الطويل، سيكون لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، رغم أنه قد يكون إيجابيا في الأمد القصير للمنتجين غير الأميركيين.. في الأجل الطويل، ستضغط سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاقتصاد العالمي».
وأبلغ باتريك بويان الرئيس التنفيذي لتوتال الفرنسية النفطية الكبرى المنتدى «الحروب التجارية ليست أنباء جيدة للاقتصاد العالمي».
وأضاف بويان أنها ليست أيضا أنباء جيدة أن نرى رسوما على الصلب والألمنيوم، وهو ما قد يؤثر على تكلفة استثمارات الشركات النفطية.
وتابع «لذا، أعتقد أن ذلك كله سيأخذه وزراء نفط أوبك في الاعتبار».
والصين هي أكبر مشتر آسيوي للخام الأميركي، مع ازدهار صادرات الولايات المتحدة بفضل طفرة النفط الصخري في البلاد.
وتجاوزت صادرات الولايات المتحدة النفطية إلى الصين 300 ألف برميل يوميا، وتتنافس مع موردين منذ وقت طويل من أوبك، مثل منتجين أفارقة للخام الخفيف من بينهم نيجيريا وأنغولا والجزائر.
وقال مصدر نفطي جزائري «بالتأكيد، إنها أنباء جيدة للخام الجزائري»، حينما سُئل عن تأثير النزاع التجاري الأميركي – الصيني.
وتابع المصدر «ستدعم الرسوم الجديدة التدفق من مصادر أخرى اعتبارا من الربع الأخير من العام.. إنها أيضا فترة طلب قوي في الصين».
وذكر مصدر في أوبك أنه يعتقد أن المشترين الصينيين سيزيدون مشترياتهم من أنواع الخام الخفيف من أعضاء آخرين في أوبك مثل السعودية والكويت والعراق ودولة الإمارات العربية المتحدة وحتى إيران.
ولفت ماجد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال ومقرها الإمارات إلى أنه «فيما وراء استهداف صادرات النفط الأميركية في الأجل القصير، يحتاج منتجو النفط إلى الاهتمام بمدى تأثير انقطاعات كبيرة محتملة في التجارة العالمية والنظم الاقتصادية، والتي يمكن أن تضر الطلب في الأجل الطويل».
وقال جيمي وبستر المحلل لدى مجموعة بوسطن للاستشارات إن الرسوم الصينية تمثل فرصة لأوبك لبيع المزيد من الخام، ولكنها تخلق أيضاً فائضاً أكبر في المعروض في الولايات المتحدة، وهو ما يدفع أسعار النفط إلى الهبوط.
وذكر بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي إنه لا يعتقد أن النزاع التجاري يمكنه أن يدفع الاقتصاد العالمي للانزلاق إلى ركود.
وأضاف «أعتقد أنك عندما تفرض عقوبات ورسوما جمركية… فسيرد العالم ويبحث عن وسائل للالتفاف حولها، وأعتقد أن الطلب على الطاقة سيبقى».

شاهد أيضاً

ما هي إشارات التداول ومن المستفيد منها؟ خبراء أكسيا يجيبون

إن إشارات التداول تعد من الأساسيات التي تساعد المتداول على تحقيقأهداف خطته الاستثمارية والتمتع بتجربة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.